مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – لأنك المواطن الاردني الذي ولد من رحم العوز في هذا البلد الطيب وبين الطيبين اهلوه، قبل ان تصنف برجل الاعمال الذي اجتهد بعد ان اجهد نفسه فأصاب، فوصل الى ما وصل اليه من ثراء وثروة، اقول اخي زياد:
قرأت بحرص شديد ما خاطبت به الشعب الاردني والشباب منه، داعياً الى اعطاء حكومة الرزاز الفرصة، وقد كانت مخاطبة واضحة المعنى والمغزى، وادركت ان غيرتك الوطنية وحبك للوطن وشعورك مع المواطن، هي دوافع المناشدة، اما تفاؤلك بالحكومة فهو لتجربتك في الحياة وكيف يمكن ان يحول الانسان الفشل الى نجاح، وهذا ما يتمناه الاردنيون.
انه شيء عظيم، مثلما انك ما ناشدت الاردنيين الا لأنك تعلم محبتك عندهم ومحبتهم عندك، وانهم يصغون الى كل اردني يغار على وطنه ويفعل ما يقول، لا ان يشبع المسؤول الشعب بشعارات جوفاء واذ به، اما انه عاجز لا يستحق المسؤولية، واما فاسد ينهب ثروة البلد ويتنعم بها، ثم يهرب.
الأخ زياد
واخاطبك كأردني، لم يدر ظهره الى وطنه في زمن اليسر كما يفعل الآخرون، وقد وضعت ثروتك او جزءاً منها في بلدك وفي خدمة أبنائه ما استطعت اليه سبيلاً في التشغيل والاحسان، والأجمل انك وقفت الى جانب الاردنيين في الازمات عندما رفضت رفع اسعار المواد ولم تغلق اماكنها، عندما دعا "التجار والمتاجرون" بهذا الوطن العزيز الذي عادة ما اقول عنه مناشداً في تغريداتي وكتاباتي "غير الوطن ما في وطن"، لذلك كان ردي على مخاطبتك.
اما بخصوص الحكومات يا اخي زياد ومنها هذه الحكومة، فإن انتقادها من قبل الاردنيين واعني الشعب، ما جاء وسيظل، الا لأنهم اكتووا بما انتجته السياسات الفاشلة والفساد الذي استشرى لدى البعض، والتلاعب بالادارة الاردنية والتشريعات، لتغيب الطبقة الوسطى وهي المكون الرئيس في كل بلد، وتصبح طبقة فقيرة تضاف الى طبقة اكثر فقراً.
صحيح ان ما يواجهه الاردن من تحديات كان لأسباب سياسية خارجية ايضاُ، ولكن الحقيقة تقول ان الاردنيين لا ذنب لهم في كل ما يعانون من اعباء بدأت بلقمة العيش والصحة والتعليم وانتهاء بالبطالة، حتى باتت الاسرة الاردنية البسيطة تتلقى الانتقاد والغمز واللمز من المنظّرين وتجار الكلمة والأثرياء عندما تدخل مطعماً شعبياً او يحمل افرادها هاتفاً خلوياً،وكأنه محرّم على هذه الاسرة ان ترّوح عن نفسها ساعة، فيما الهاتف صار من ضرورات الحياة، لأن الحكومة هي التي فرضت حاجته على الناس.
الأخ زياد
ومع انني لم التق بك مرة واحدة منذ سنوات حياتي وحياتك، وعملك وعملي، وان تعرضت لمسيرتك الطيبة بين حين وآخر، وبحكم المهنة الصحفية ببعض كلمات اودعتها في صحيفة "الرأي" و"الفيسبوك" و"مدار الساعة" والجلسات الضيقة مع الاصدقاء وابناء الوطن والفضاء الاجتماعي الرحب، الا انني اؤكد لشخصك الكريم ان الاردنيين اعطوا الفرص وصبروا وارتفعوا على الجرح والوهن الذي اصابهم وكذلك الوجع والجوع الذي نهش كل ما كانوا يملكون من ورثة الاباء ورواتب الوظيفة، لذلك فقدوا الثقة بالحكومات.
وعندما تتهم الحكومات ياصديقي، الشاب الاردني بثقافة العيب، فإن المطلوب منها ان تسارع هذه الحكومات والحكومة الحالية، لايجاد فرص العمل كما فعلت انت، فتكون حكوماتنا قد وضعت الكرة في مرمى الشباب، وحينها يكون لكل حادث حديث.
ونقول عنك، لأنك ابن الوطن وابن العشيرة، ولأنك استثمرت اموالك ووفرت الفرص لأبناء بلدك، وقد عرفناك ما قدمته اضافة الى كل هذه المشاريع واوجدت للأيدي العاملة الاردنية طريقها الى ما تملكه في المملكة، مثلما لا ننسى يدك البيضاء في ميادين الرياضة وعلى رأسها كرة القدم، التي اجزم شخصياً، لا مجاملاً ولا متملقاً، انه لولا دعم "مجموعة المناصير" لهذه اللعبة، لما شاهدنا منتخباتنا تقابل نظيراتها، وتستضيف بطولات قارية ودولية، ولما استمر "دوري المناصير" وصنّف بالاحتراف، الذي لي عليه مآخذ كثيرة.
مع تقديري ومحبتي لك على ما قدمته وتقدمه، ولحكومة الرزاز التقدير ان افلحت.