مدار الساعة - طالبت جماعة عمان لحوارات المستقبل بضرورة صرف اعلى رواتب في الدولة للمعلمين نظرا انطلاقاً من إيمانها بأن النهوض بالمكانة الاجتماعية والمادية للمعلم هي المدخل الحقيقي للنهوض الشامل بالمعلم والتعليم ومن ثم النهوض بالمجتمع كله. وهذا يستدعي وضع نظام مالي خاص لرواتب المعلمين ومكافآتهم وترقياتهم.
واطلقت الجماعة في مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مقر نقابة الصحفيين مبادرة تعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفق أفضل الممارسات العالمية لاختيار وإعداد وتدريب المعلمين الأردنيين، والمبادرة هي جزء من استراتيجية متكاملة لإصلاح التعليم عكف فريق التعليم في جماعة عمان لحوارات المستقبل على إعدادها منذ مايقارب العامين،
رئيس الجماعة بلال التل اكد في كلته على ضرورة إعادة الاعتبار للمعلم باعتباره قائد اجتماعيا وتربويا، يجب أن يحتل المكانة اللائقة به، كما كان عليه الحال في المراحل السابقة، فالمعلم هو الذي يعد القادة السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والفلاسفة.
واضاف ان المبادرة هي جزء من استراتيجية متكاملة لإصلاح التعليم عكف فريق التعليم في جماعة عمان لحوارات المستقبل على إعدادها منذ مايقارب العامين، قضاهما الفريق في عمل متواصل درس خلاله كل مكونات العملية التعليمية، وفق أولويات ثم التوافق عليها بين أعضاء الفريق، وهم من الخبراء الذين أمضوا سنوات طويلة في التعليم بكل مستوياته.
واكد ان المبادرة المبادرة تأتي تجسيداً لإيمان جماعة عمان لحوارات المستقبل بأن التعليم هو أحد أهم مقاييس تقدم الشعوب ورقيها. وأن الاستثمار السليم في التعليم هو المدخل الحقيقي لسلامة الاستثمار في سائر القطاعات والمجالات الأخرى، لأن التعليم السليم هو الذي يؤهل كل الموارد البشرية اللازمة للاستثمار وللإصلاح في سائر القطاعات والمجالات، فالعلم السليم هو الذي يعد العالم الحقيقي في كل مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
واضاف ان التجارب الإنسانية اكدت على أن التعليم السليم القادر على إعداد الموارد البشرية المدربة والمتعلمة هو رأس المال الحقيقي لأي مجتمع، وفي التجارب المعاصرة خير برهان على هذه الحقيقة، فاليابان مثلاً ليست من الدول الغنية في مواردها الطبيعية، لكنها بنت نظاماً تعليمياً مكنها من إعداد مواردها البشرية إعداداً متميزاً، صنع لها كل هذا التقدم الذي تنعم به علميا واقتصاديا واجتماعيا، وهما التقدم والإعداد اللذين صنعهما العلم الذي كان المعلم ركيزته الأساسية عندما أنزل اليابانيون المعلمين المكانة اللائقة بهم، وجعلوا مكانة المعلم تلي مكانة امبراطور اليابان مباشرة، متقدمة على الوزراء والأعيان، وأعطت للمعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير، ووفرت له مكانة اجتماعية ومادية متقدمة تليق بدوره في إعداد وتربية الإنسان، ومثل اليابان كذلك سنغافوره وماليزيا وغيرهما من الدول التي كان الاهتمام بالمعلمين سبباً رئيساً من أسباب نهضتها وتطورها، كذلك فإن تجربتنا الأردنية في عقود سابقة دليلاً ساطعا على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية من خلال التعليم، فنحن في الأردن لم نكن نمتلك ثروات طبيعية تجعلنا نحقق كل هذا الذي حققناه من إنجازات، لولا ما تميز به الأردن من تعليم قام عليه معلمون أكفياء كانوا يحتلون مكان الصدارة في مجتمعهم مكنتهم من إعداد كفايات أردنية متميزة، لم تسهم في إعمار وطنها فقط، بل امتد إسهامها لإعمار الكثير من دول المنطقة،كان ذلك قبل أن يتعرض التعليم في الأردن إلى عدد من الهزات التي أثرت على أوضاعه وفتحت باب النقاش لمعالجة الاختلالات التي أصابته، وهو الأمر الذي دفعنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل ومن خلال فريق التعليم من أعضاء في الجماعة إلى دراسة واقع التعليم في بلدنا، دراسة علمية موضوعية محايدة، بالتوازي مع دراسة التجارب العالمية في مجال التعليم للاستفادة منها في تطوير التعليم في بلدنا، انطلاقاً من دراسة واقع المعلم الأردني، لأن المعلم يشكل العمود الفقري للتعليم أهم عناصره، لذلك بدأ فريق التعليم في جماعة عمان لحوارات المستقبل دراسته لأوضاع التعليم في الأردن من دراسة واقع المعلم الأردني، وهو الواقع الذي طرأت عليه خلال السنوات الماضية الكثير من الاختلالات المادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الاختلال في العلاقة بين المعلم والطالب، وبين المعلم وأسر طلابه، الأمر الذي صار لابد معه من إصلاح هذه الاختلالات،
وبين ان الهدف هو
1. التذكير بأن دور المعلم يتجاوز مهمة تزويد الطلاب بالمعارف والعلوم،إلى بناء منظومة القيم والسلوك، أي الإعداد النفسي والعقلي والمعرفي للطالب، وهو بهذا المعنى مؤتمن على هوية المجتمع المادية والمعنوية وبنائه الأخلاقي بالإضافة إلى بنائه المعرفي.