أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الطاهات يكتب: حراك ملكي مزدحم الأجندة ..والمواطن أولا!!

مدار الساعة,مقالات,الاتحاد الأوروبي,مجلس النواب,مستشفى البشير,عيد الاستقلال,المنطقة العسكرية الجنوبية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. خلف الطاهات

21 نشاطا ملكيا سجلها الموقع الرسمي لجلالة الملك منذ احتفالية الدولة بالعيد ال 72 لاستقلال الأردن المجيد، نشاطات متنوعة وتوزعت ما بيت اتصالات وزيارات ومشاركات واجتماعات ولقاءات داخلية وخارجية كان الهم المعيشي للأردني خلالها على رأس الأجندة الملكية.

فخلال أسبوعين فقط من احتفالية الأردن بعيد الاستقلال ولغاية انتهاء أعمال القمة الرباعية في مكة المكرمة والتي انتهت بدعم الإخوة الخليجين الحلفاء للأردن ب 2مليار ونضف المليار دولار، كان النشاط الملكي يسارع خطوات ما يشهده الشارع الأردني من إضرابات واعتصامات واحتجاجات على قانون الضريبة، وتقدم التفاعل الملكي مع نبض الشارع المؤمن بان "الملك" هو سفينة النجاة الباقية للأردن للخروج من مأزق اقتصادي ضاغط وواقع معيشي صعب بفعل عوامل داخلية وخارجية فرضت ايقاعها على الحياة اليومية للمواطن الأردن.

فعليا قام جلالة الملك خلال هذين الأسبوعين بسبعة اتصالات مع روساء ومسؤولي دول شقيقة وصديقة ومهم الرئيس التركي والمصري والفلسطيني والتونسي وولي عهد السعودية وولي عهد ابو ظبي ووزير الخارجية الأمريكي والممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كان خلالها هذه الاتصالات معاناة الأردن المستمرة مع الضغوطات المعيشية الناجمة عن تحمل الأردن تبعات اللجوء السوري ومواجهة الأردن أعباء وتبعات هذا اللجوء الذي كان سببا من أسباب تراجع الحياة المعيشية للأردن بسبب تخلي المجتمع الدولي عن الإيفاء بالتزاماته لتمكين الأردن من القيام بدوره في خدمة ملف اللجوء، ما انعكس هذا التقاعس على مستوى ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين الأردنيين الذين دفعوا ضريبة هذا التقاعس مزيدا من الفقر والعوز.

وفي خضم ما شهدته الساحة الأردنية مؤخرا من احتجاجات، قام جلالته بسبعة نشاطات متزامنة مع الشارع لضمان تجاوز الأزمة. فالملك شارك باجتماعات حاسمة وأخرى توجيهية تهدف للتخفيف عن معاناة الشعب الأردني ومنها لقاءه مع نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أعضاء مجلس النواب الأمريكي، اجتماع مجلس السياسات الوطني، مؤتمر مكافحة الإرهاب في ألبانيا، وأخيرا مؤتمر القمة الرباعية في مكة المكرمة والذي انتهى بتقديم دعما خليجيا من السعودية والكويت والإمارات يؤكد ان الأردن كان ولا زال في عين اهتمام حلفائنا في الخليج.

وأمام هذه التحركات الملكية في الاتصالات واللقاءات والاجتماعات، لم يغب جلالته عن زوايا الوطن واستمرار تلمس الهم المعيشي والخدماتي للمواطن، فقام جلالته بسبعة نشاطات وقرارات غاية في الأهمية تنم عن رصد ملكي مكثف لهموم الناس وطموحاتهم وتطلعهاتهم، فقام جلالته بزيارة مفاجئة لقسم الطواريء في مستشفى البشير، وزار الملك غور فيفا في الأغوار الجنوبية، وشارك نشامى المنطقة العسكرية الجنوبية يومهم العسكري كاملا، وأقام مأدبة إفطار رمضانية لأبناء محافظات الشمال، وكرم جلالته أبناء الوطن المميزين في احتفالية الاستقلال، وانسجاما مع الشارع أقال جلالته حكومة هاني الملقي، وأخيرا قرر تكليف الدكتور عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة تعيد النظر بقانون الضريبة بما يراعي مطالب الشعب الأردني بعيش كريم.

فجدول الأعمال الملكي مزدحم بالنشاطات والمشاركات والاتصالات والتي تؤكد ان الهم المعيشي للمواطن على رأس أولويات جلالته، فلا يدخر الملك علاقاته الشخصية والرسمية في الداخل والخارج إلا ويوظفها للتخفيف من وطأة الأزمات الاقتصادية الضاغطة التي يدفع الأردن ثمن عروبته وفتح حدوده لموجات اللجوء الإنساني في المنطقة.

المؤسف حقا ونحن نتابع هذا الحراك الملكي المكثف، ان نرى حكوماتنا الأردني مقصرة وبعيدة عن نبض الشارع وتسارع لتسجيل بطولات استعراضية او مواقف إعلامية خالية من الانجاز، فأخلت مؤسسات ووزارات الدولة بدورها وواجباتها الدستورية في حماية المواطن وتامين حياة معيشية كريمة لائقة، لا بل تغولت وتمادت دون ان تبادر الى فتح قنوات الاتصال والحوار مع الشعب الذي يعتبر شريكا حقيقيا في تقرير واقع ومستقبل الوطن. والأدهى من ذلك ان الحكومات وفي نهج استعلائي بغيض غيبت الشعب عن المشاركة بالمعلومات المتعلقة بمستقبله وتجاوزت إرادته، وهو ما دفع جلالة الملك الى التحرك الفوري والشخصي للقيام بما عجزت عنه الحكومة تجاه الشعب، وهو ما اضطر جلالته للتوضيح انه في أحيان كثيرة كان يقوم بدور الحكومات في وقت كان وزراء هذه الحكومات "نائمون"!!

فالحقيقة الثابته وأمام تقصير الحكومات وابتعاد مسؤوليها عن الشارع، كان ولا يزال الملك الحاضر دوما والمتابع المستمر والراصد الحقيقي لنبض الشارع المحب له والملتف حوله، ولا يدخر جهدا سواء باتصالات او مشاركات او زيارات او اجتماعات مع أبناء الوطن للاطلاع على الواقع الحقيقي للشعب دون تزييف او تدليس! وباختصار لدينا في الأردن نعمة كبيرة نغبط عليها من دول أخرى وهي القيادة الهاشمية والتي كلنا في هذا الوقت وكل الأوقات مدعوين الى مزيد من الالتفاف حولها والسير بثبات وقوة خلفها والتمسك بها. عاش الملك وسلام الله عليك يا عبد الله!!

مدار الساعة ـ