مدار الساعة - قالت هيئة الطاقة الذرية اليوم الاثنين ان مجموع ما انفق على البرنامج النووي الأردني خلال الأعوام 2008- 2017 بلغ حوالي 112 مليون دينار منها 56 مليونا انفقت على المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وذكرت الهيئة في بيان اليوم الاثنين ان المبلغ توزع بواقع 56 مليون دينار على المفاعل البحثي النووي المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا و39 مليونا على المحطة النووية الأردنية و688ر4 ملايين دينار على مركز السنكروترون في البلقاء و76ر8 مليون دينار على استكشاف وتعدين اليورانيوم والمنظومة الأردنية دون الحرجة 223ر1 مليون دينار والبعثات والمنح الدراسية 688ر1 مليون دينار والوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة العربية للطاقة الذرية 659 الف دينار.
ووفق البيان، فإن نسبة كبيرة من المصروفات جاءت على شكل نفقات على الاستشارات والخبرات الأردنية المتوفرة محليا والمواد والمستلزمات الموجودة في السوق المحلي.
كما عززت هذه النفقات مبدأ نقل وتوطين تكنولوجيا حديثة للأردن وتعزيز الخبرات الأردنية وتأهيل الشركات الاستشارية والخدمية الوطنية، التي شاركت في تنفيذ البرنامج إلى جانب الخبرات والاستشارات الأجنبية.
وفيما يتعلق بالمفاعل الأردني للبحوث والتدريب الذي يعمل بكفاءات اردنية قال البيان، ان كلفة المفاعل بلغت 59 مليون دينار وسيبدأ في النصف الثاني من العام الحالي وبالتعاون مع مديرية الخدمات الطبية الملكية تنفيذ خطة تسويقية للنظائر المشعة المنتجة في المفاعل.
ووفق البيان يمثل المفاعل حجر الأساس للبحوث والتدريب في العلوم والتكنولوجيا النووية في الأردن، ويوفر منصة قوية للتدريب والبحث العلمي لطلبة الهندسة النووية والعلوم النووية الأخرى والمهندسين والفنيين لتشغيل المفاعلات النووية وصيانتها وتطويرها، وسيتم استخدامه لإنتاج النظائر المشعة الطبية والصناعية، لدعم التطبيقات النووية في مجالات الطب والزراعة والمياه والصناعة على مستوى الأردن والمنطقة.
كما يشتمل المفاعل على وحدة التحليل للعناصر باستخدام تقنية التنشيط النيوتروني التي تستخدم في تحديد نسب العناصر وإعمارها في مجالات الدراسات الاثرية والبيئية وتحليلات علم الجريمة بالإضافة الى الدراسات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية المختلفة.
وأشار البيان الى ان كلفة المشروع بلغت خلال السنوات 2008 -2017 حوالي 56 مليون دينار بالإضافة إلى القرض الكوري الميسر المقدم للمشروع والبالغ قيمته 59 مليون دينار مقدمة من الجانب الكوري وتسدد على مدى 30 عاما، بفائدة متدنية بنسبة 2ر0
بالمئة وفترة سماح لمدة 10 سنوات.
وفيما يتعلق بمشروع تعدين اليورانيوم قال البيان ان مجموع ما انفقته الهيئة على المشروع بلغ 760ر8 مليون دينار، مشيرا الى ان الهيئة أنشأت شركة تعدين اليورانيوم الأردنية عام 2013 لتتولى إدارة مشروع اليورانيوم في وسط الأردن، وانيط بها مهمة إنشاء وحدة تعدين قادرة على إنتاج ما يقارب من 400 طن من الكعكة الصفراء سنوياً، على أن يصل إنتاجها إلى 1000 طن سنوياً في النهاية، والاستفادة من المنتج كوقود لمحطة الطاقة النووية في الأردن ومخزن (بنك) إقليمي للوقود النووي.
وقدرت الشركة في تقرير صدر عام 2016 مخزون اليورانيوم بحوالي 40 الف طن وقام فريق من شركة تعدين اليورانيوم الأردنية بتصميم العملية الصناعية الخاصة باستخلاص اليورانيوم باستخدام تكنولوجيا النض بالأكوام وتطويرها وجرى اختبارها على مستوى شبه ريادي، وتم بواسطتها استخلاص (1) كيلو غرام من الكعكة الصفراء عام (2016)، باعتبار هذه الخطوة أساسية لإنتاج اليورانيوم على المستوى التجاري مستقبلاً.
وفي ذات السياق نجح فريق علمي متخصص من مختبرات الهيئة باستخلاص اليورانيوم في بناء وحدة مخبرية عام (2016) أنتجت الكعكة الصفراء من خامات وسط الأردن بنقاوة عالية تزيد على 90 بالمئة وباستخدام موارد ومواد محلية لتقليل الكلفة الاقتصادية.
وبحسب البيان ستشمل أعمال الهيئة المستقبلية استكمال إنشاء وحدة ريادية وتشغيلها لإنتاج الكعكة الصفراء وصولاً لدراسات الجدوى الاقتصادية التفصيلية لإنتاج الكميات التجارية من الكعكة الصفراء التي يمكن استخدامها كوقود لمفاعلات الطاقة النووية الأردنية.
وأشار البيان الى اتفاقية عقدتها الهيئة مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة السعودية في آذار عام 2017 للبحث والتطوير في مشروع تعدين خامات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن.
وحول المنظومة النووية الأردنية دون الحرجة وقيمتها 223ر1 مليون دينار قال البيان، انه تم بناء وتشغيل المنظومة وهي صينية المنشأ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وتم تشغيلها عام 2013 كأول مرفق نووي في الأردن، وتخدم المنظومة الآن الأساتذة والباحثين وطلبة الهندسة النووية في الجامعة للتدريب وإجراء التجارب العلمية المتخصصة.
وفيما يتعلق بالبعثات والمنح الدراسية التي بلغت كلفتها للآن 688ر1 مليون دينار قال البيان، ان الهيئة وبالتنسيق مع الدول المتقدمة في مجال الطاقة النووية تنفذ حاليا برنامجا للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم والهندسة النووية في كل من فرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية والصين واليابان، وقد وصل عدد المبعوثين خارج الأردن 175 طالباً وطالبة.
اما مركز السنكروترون الإقليمي وكلفته 688ر4 ملايين دينار فقد أقيم في بلدة علان بمحافظة البلقاء برعاية اليونسكو كأول مركز عالمي للتميز في البحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط لإنتاج ضوء السنكروترون المخصص لاستخدام عدد من حزم الأشعة تشمل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء.
وتشمل أهداف مركز السنكروترون دعم التقدم العلمي والتكنولوجي لإجراء البحوث العلمية والتجارب العملية في علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء والبيئة والآثار والمواد والتطبيقات المختلفة في الزراعة والصيدلة والطب والهندسة والصناعة من خلال التدريب المتخصص في المختبرات ومراكز السنكروترون العالمية الأخرى والمشاركة في المؤتمرات والندوات وورش العمل العلمية لمستخدمي ضوء السنكروترون داخل الأردن وخارجه.
ووفق البيان تم تشغيل أول خطين من خطوط الأشعة للمرحلة الأولى، وهما خط الأشعة السينية وخط الأشعة تحت الحمراء وأصبحا جاهزين لإجراء البحوث العلمية في علوم الفيزياء والكيمياء والعلوم الحياتية والبيئية والصيدلانية وعلم الآثار والجيولوجيا.
ويجري حالياً بناء خطين جديدين هما خط علوم المواد وخط البلورات الجزيئية وسيتم إدخالهما في الخدمة خلال عامي 2019 و 2020، كما تم تشكيل فرق البحث الأردنية من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا من الجامعات ومراكز البحث الأردنية لمشاريع الأبحاث العلمية في المجالات المختلفة لأبحاث وتطبيقات ضوء السنكروترون.
وأشار البيان الى تعاون الهيئة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا الى ان للوكالة دورا كبيرا في تقديم المساعدات للأردن أثناء تنفيذ البرنامج النووي الأردني، من خلال توفير الاستشارات الفنية ومهمات الخبراء، وتدريب الأطقم العاملة في مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية، على مستوى الهيئة والمؤسسات الوطنية الأخرى، وتقديم معدات وأجهزة مخبرية، كما كان للهيئة دور هام أيضا في تقديم الاستشارات الفنية للبرنامج من الناحية الرقابية.
اما العلاقة مع الهيئة العربية للطاقة الذرية التي ساهم الأردن في موازنتها خلال عشر سنوات بمبلغ 659 الف دينار فقد كانت وفق بيان الهيئة مفيدة للأردن معنويا وسياسيا بإبراز اسم الاردن في المحافل الدولية والإقليمية ويتناسب حجم هذه الفائدة مع حجم المساعدات التي تقدمها الهيئة العربية للدول الاعضاء.
--(بترا)