مدار الساعة - عطيه النجادا - أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز أن الاردن يواجه تحديات صعبة لم تمر على الوطن منذ تأسيس الامارة ادت الى زيادة نسب الفقر والبطالة والمديونية والعجز في الموازنة وانعكست سلبيا على حياة المواطنين المعيشية.
جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس السبت حفل الافطار الذي اقامه حزب المؤتمر الوطني الاردني زمزم في مقره بعمان، بحضور عدد من الوزراء والاعيان والنواب وأمناء الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني. وفي بداية كلمته هنأ الفايز جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة عيد الجلوس الملكي وتمنى لجلالته موفور الصحة والعافيه وللاردن المنعة والعزه .
وقدم الفايز الشكر والتقدير الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على دعوته الكريمة لجلالة الملك عبد الله الثاني لحضور الاجتماع الرباعي في مكة الذي سيبحث سبل دعم الاردن لمواجهة الازمة.
وعرض الفايز خلال اللقاء عددا من التحديات الاقتصاديه والاجتماعيه التي تواجه الاردن. وقال ان هناك ازمة في عدم احترام القوانين والتجاوز عليها مثل عدم احترام انظمة السير وقانون البيئة واقتناء السلاح بدون ترخيص واطلاق العيارات النارية والعنف الاسري والجامعي وارتفاع نسبة الجرائم التي ترتكب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واشار الفايز الى ان إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي دمرت المنظومة الاخلاقية بسبب نشر الكراهية وعدم احترام الآخر ونشر الاشاعات واصبحت اداة للابتزاز، وهي أمور ليس له علاقة بالعادات والتقاليد التي تربينا عليها ونعتز بها.
وبين ان من اسباب تحدياتنا الاقتصادية الازمات المحيطة بنا ما تسبب باغلاق الحدود السورية والعراقية وانخفاض المساعدات.
واوضح الفايز ان تطور حياتنا السياسية وتشكيل الحكومات البرلمانية مرتبط بطبيعة مجتمعنا؛ فالولاء ما زال للدولة والقيادة والعشيرة قبل الاحزاب، مدللا على ذلك بأن الأحزاب القوية عندما تخوض الانتخابات تخوضها على اسس عشائرية، مشيرا في هذا الاطار الى اعتزازه بكافة العشائر الاردنية التي كان لها الدور الاكبر والاول في بناء الدولة الاردنية الحديثة.
واضاف ان تطوير حياتنا السياسية مرتبط بتغيير الذهنية وبناء جيل جديد من الشباب وفق استراتيجية جدية وبلغة وطرق عصرية حديثة، داعيا الاحزاب الى مراجعة انظمتها وبرامجها لتكون اكثر قربا من المواطنين وخاصة الشباب وتكون لديها القدرة على طرح الحلول لمختلف تحدياتنا.
ودعا الفايز الى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات واحداث ثورة بيضاء على صعيد تجويد التعليم والنقل واحترام القوانين وتعزيز وغرس مفاهيم الولاء والانتماء والقيم الدينية واحترام الرأي والرأي الآخر وتأهيل المعلم وتحسين وضعه المعيشي باعتباره الحلقة الاقوى في تربية الناشئة على مفاهيم المواطنة الحقيقية والمعرفة.
وعرض وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية السابق الدكتور عبد الناصر ابو البصل لمقاصد الدين الاسلامي الحنيف في الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته وتقديم المصلحة العامة على الخاصة وتقبل الاختلاف ورفض الخلاف والتوحد خلف القيادة.
ودعا الاب نبيل حداد الى التركيز على دور المؤسسات الدينية والتعليمية والاسرة ما يعزز وحدتنا الوطنية، فعمان صاحبة الارث والرسالة ونحتاج ان يكون مجتمعنا متمكنا ومتراحما.
وقال رئيس الحزب الدكتور ارحيل الغرايبة اننا اليوم نرسم صورة مصغرة لمجتمعنا الاردني الحبيب في هذا الشهر الفضيل لنسهم معا في بناء المجتمع النموذج وتعزيز نسيجنا الوطني المتين والقوي الذي يستعصي على كل مجالات الاختراق والطعن والفرقة.
واوضح ان الأردنيين استطاعوا خلال اليومين السابقين إعادة رسم صورتهم الحضارية مرة اخرى من خلال الاحتجاجات الشعبية السلمية الحضارية ومن خلال الاستجابة الحكيمة من جلالة الملك عبد الله الثاني، فقد عودنا الهاشميون دائما على حسن التعامل مع المشهد السياسي المحلي والاقليمي باعلى درجات العقل والحكمة.