انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

مشكلة الاردنيين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

لا يستطيع أحد المزايدة على وعي الأردنيين، وتمسكهم بأمن بلدهم واستقراره، ومجرد نظرة تقييمية للسنوات السبع الماضية، الموسومة بسنوات "الربيع العربي"، تظهر بوضوح كيف حافظ الأردنيون، رغم كل الصعاب والمعاناة وحتى عدم الرضا عن السياسات الحكومية، على بلدهم واستقراره في ظل هذا المحيط المشتعل والمنهار.

أعتقد أن مشكلة الأردنيين، ليست في عدم قدرتهم على التحمل والمعاناة على أهمية ذلك، بل هي اليوم في ترسخ فقدانهم للثقة بقدرة وكفاءة الحكومات وبرامجها في معالجة الأزمة الاقتصادية للبلاد، وعدم رؤيتهم منذ ثلاثة عقود وحتى اليوم لخطط تنموية اقتصادية حقيقية ومتكاملة، لا تكتفي فقط بمعالجة الاختلالات الهيكلية للاقتصاد والموازنة العامة والعجز، بل وتقدم أيضا حلولا تنموية واستثمارية وانعاشية للقطاعات الاقتصادية المختلفة، يمكن أن تشكل رافعة اقتصادية وتحقق نموا اقتصاديا ينعكس على الناس.

لم نر خلال السنوات العجاف في العقود الأخيرة خططا تنموية حقيقية ومتكاملة لتطوير القطاع الزراعي مثلا، أو القطاع السياحي، أو قطاع تكنولوجيا المعلومات، أو الصناعات الخفيفة أو الثقيلة، أو غيرها، بحيث يتم تحديد نسبة نمو معينة في هذا القطاع أو ذاك خلال سنة أو خمس او عشر، ويتم الاشتغال على تحقيقها عبر خطوات وسياسات مرسومة ومؤسسية، بعيدا عن فذلكات وتهويمات سياسيينا، الذين لا ينظر بعضهم إلى أبعد من أنوفهم بمعالجتهم للأزمات والتحديات الاقتصادية!

مشكلة الأردنيين اليوم هي غياب الأمل والأفق أمامهم بوجود نهاية لهذه الأزمة الاقتصادية، التي استهلكت فيها الحكومات واستنزفت كثيرا مستوياتهم المعيشية إلى حد الفاقة والعوز. هم يريدون حكومة يثقون بكفاءتها وقدرتها على اجتراح حلول حقيقية، حلول تصنع تنمية حقيقية، حكومة تمنحهم الأمل والثقة بالمستقبل وبضوء في آخر نفق التقشف والتضحيات والمعاناة المعيشية.

مدار الساعة ـ