د.البطيخي ترثي والدتها :عشرون عاماً انطفأ السراج المنير
د. نهاد البطيخي
عشرون عاماً مضت على رحيلك يا والدتي وسيدتي ومعلمتي ومدرستي الأولى، انطفأ طوالها سراج الأم العظيمة منّورالبطيخي.
هذا السراج المنير الذي ظل زيته يضيء حتى في وضح النهار، فكان الزيت هو الابتسامة التي لم تختف ساعة، ولا الكلمة الطيبة لأي واحد وواحدة من افراد العائلة،او التوجيه في أمر صغر او كبر.
كان معصمك مع معصم الوالد منير، هو السياج الذي حفظ الأسرة،على المحبة والتماسك والجهد والعطاء والتعامل مع الأقرباء والأصدقاء والأهل والعشيرة في وطن الجميع.
ولأن الأم هي التي هزت السرير هي التي هزت العالم كان نتاج تربيتك لنا جميعاً، الدكتور والمهندس والمحامي والرياضي والرياضية ليس للأبناء وانما للأحفاد، حفاظاً على ارث الآباء والأجداد، وعطاء وانتماء للوطن والقيادة.
الرثاء يا والدتي،ليس مناسبة او ذكرى، فالغيابك هو الغياب منذ اللحظة التي فاضت بها روحك الطاهرة،وسيظل، ولكن دون نسيان، وانما الرثاء هو عرفان بما قدمت يداك وحنانك من مودة وعطاء وتعب ومشاعر ستبقى جميعها سيرتك التي لا تنقطع عن السنتنا وقلوبنا، وان كانت الأشياء هذه بفرحها وحزنها هي "لمّتنا" اينما وجدنا او التقينا.
أما الشجرة الطيبة يا اعز النساء على قلبي وقلوب اخواني واخواتي، فهي التي كلما طرحت ثمراً طاب اًكُله وكثر عطاؤه،وان غادرت الأرض وصعدت الى السماء فإن فيّها وفيئها يظلان خيراً ينعم به كل من بقي على قيد الحياة من هذه العائلة.
رحيلك يا والدتي ورحيل والدي أمر لا اعتراض عليه، فهذا مشيئة الخالق ولكن نحسبكما عند الذي لا تضيع عنده الودائع، مثلما نحسب وجود "عمدتنا" الدكتور أنور البطيخي على رؤوسنا، خير من يعيننا على صبرنا وجلاء همنا اطال الله في عمره ..يرحمكما الله.
