مدار الساعة – كتب : محرر الشؤون المحلية - بات مؤكداً ان حل الأزمة الاقتصادية في الاردن قد اصبح بيد رئيس الوزراء الأسبق وريث الأب والجد في الرئاسة سمير الرفاعي، اما الشأن السياسي فهذا منظور به الى سنة مقبلة من عودته الى "الدوار الرابع".
الجوقة الحوارية التي يتلهى بها الرفاعي ومعه عدد من المسؤولين الذين خرجوا من مناصبهم وهم لا مأسوف عليهم، لم تنطل على الشعب الذي ملّ من سماع ثرثراتهم وهي ثرثرات لا تسمن ولا تغني من جوع المواطن الاردني، ولا يمكن تصنيفها الا بسببين لا ثالث لهما.
الأول: الفراغ الذي يعيشونه ويقضونه.
الثاني : وجود من يصغي لهذه "الزعامات" اماً جبراً، او "حبراً" أي الذين يرّوجون طمعاً بالمكاسب والمكاتب، والحمد لله ان الشعب الاردني الواعي لم يعد يحفل بمثل هؤلاء بعد ان تسلموا الحكومات لسنوات ولم يكن همهم الا لقب "دولة" ونيل الامتيازات.
بالنسبة للمحاورالفذ الرفاعي، دون غيره، فإن التاريخ يُسّجل له بأنه الوحيد من بين رؤساء الحكومات منذ تأسيس الدولة الاردنية، مروراً بجّده ووالده، الذي كسر حاجز "الثقة النيابية" عندما حصل على 111صوتاً من اصل 120 وربما سيبقى هذا "الرقم المميّز" الى ان يرث الله الارض ومن عليها،مهما كانت المزاودات النيابية والاعلامية و"المزاد العلني" للحصول على هذه الثقة او تحطيم الرقم القياسي لها.
الرفاعي يجهد نفسه حال مسؤولين كثر، متنقلاً في صالونات مخملية وفي رحاب القاعات، وانتقاء الحضور، الا عندما تظهر أزمة فإنه يحاول ان يجد جمهوراً، في مؤسسات او تجمعات يمنّي مسؤولوها والقائمون عليها ان يعود الرفاعي الى الحكومة او اي موقع آخر، فيكون لهم موقع حكومي او موقع هناك، والا أين الرفاعي من عامة الناس ليحاورهم ويجالسهم في المزرعة او المطعم او المصنع وعند الكوارث والازمات، وتقديم يد العون والمساعدة الانسانية باستثناء تقديم واجب العزاء وعلى نطاق ضيق، وهذا كل الشعب الاردني يعرفه؟
ماذا قدّم الرفاعي عندما كان يجلس في الدوار الرابع؟ ما هي المشاريع التي نفذت في ولايته الحكومية؟ ماهي الحلول لمشكلات الاقتصاد الوطني؟ ما الفائدة التي جناها المواطن الاردني في وظيفته والانتقال به الى التطور والتدريب والانتاجية، ما الفائدة التي جناها الخريج من الجامعة والمعهد بحيث شعر الشباب ان نسبة البطالة قد توقفت حتى لا نقول انخفضت؟ ماذا عن نفقات الحكومة في عهده وهل نجح الرفاعي خلال ولايته الأولى واعطائه الفرصة من تخفيض نسبة المديونية؟
ماذا لمس المواطن في عهد الرفاعي من تحسن في الخدمات التعليمية والصحية والبنية التحتية والنمو الاقتصادي وايجاد فرص عمل وتشغيل، ماذا كانت خططه التي لم تكتمل حتى يطالب الشعب بعودته؟
يطل الرفاعي على نفسه وليس على الآخرين هذه المرة ومن منبره في وسائل التواصل الاجتماعي الذي بوجود هذا المنبر ان يكسب الأنصار له، والشعب الاردني بشرائحه قد سئم كل مسؤول تسلم الحكومة ولم يفعل شيئا..
نقول : يطل الرفاعي من منبره الاعلامي و"قصره المنيف" على يوم "الاضراب الوطني" مبشراً، بأن حل الأزمة عنده وبكلام انشائي وكأنه ليس رئيس الوزراء الذي شغل المنصب وتركه دون فعل يعود بالنفع على المواطن الا بتصريحات ووعود كما هي تصريحات غيره وهذه الحكومة التي اجهزت على الشعب، وها هو يعيد الرفاعي الاسطونة ذاتها.
الا ان أسوأ ما يتنبأ به الرفاعي وهو يقول " ولا ارى ان أي اضراب جديد في المدى المنظور ممكن ان يشكل اضافة وربما ستكون نتائجه خلافاً لما تريده الفعاليات والهيئات التي تنظم عملية الاحتجاج من حيث التأثيرعلى الثقة بالاقتصاد وعلى ثقة المستثمرين المحليين والاجانب"، مطالباً بالحوار مع مجلسي الاعيان والنواب، وبعد ان صعدت الحكومة والمواطن على الشجرة ولم يعد احدهما يقبل بالنزول.