مدار الساعة - تحدث رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة عن الأردن والتنوع في نسيجه السكاني والوحدة الوطنية، وقال أن معظم العشائر والقبائل جاءت الى الاردن منذ مئات السنين حيث توافدت هذه القبائل وتواجدت على الارض الأردنية فكانت قبائل تقيم في الأردن ثم ترحل ويأتي غيرها من القبائل الأخرى.
وأضاف، خلال رعايته حفل الإفطار السنوي الاول لجمعية "عـون " الثقافية الذي اقامته يوم الثلاثاء في العاصمة عمان، أن القيادات العربية جاءت الى الأردن لدور الأردن العروبي والقومي بدليل أن أول حكومة كانت برئاسة درزي لبناني، فمنذ عام 1921 لغاية عام 1955 لم يتسلم رئاسة الحكومة أردني وهذا تاكيد على الدور العروبي للأردن.
وذكر الروابدة أن زعامات الشمال الأردني قامت بعقد مؤتمر وطني في (قـم) بدعوة من المرحوم ناجي العزام وذلك لرفض ومعارضة إقامة الدولة الصهيونية ومحاربة الإنتداب البريطاني في معركة تل الثعالب بمنطقتي سمخ وبيسان وكان قائد المعركة الشيخ كايد مفلح عبيدات أول الشهداء الأردنيين على أرض فلسطين.
وقال إن الأردنيين إندمجوا في القضية الفلسطينية منذ وجودها وأصبحت قضيتهم الأولى ويجب الدفاع عن فلسطين وأن الشعب الاردني بكافة أطيافه لن يتخلى عن قضية فلسطين والقدس وأن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية هي وصاية تاريخية يجب أن تستمر ولا ننسى شهداء الاردن الذين دافعوا عن فلسطين وعن القدس.
ثم تحدث الروابدة عن فك الإرتباط وقال إن الملك حسين بن طلال رحمه الله هو الذي قرر إعطاء منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولية عن فلسطين،وان فك الارتباط كان قانونيا وإداريا وليس سياسيا.
أما فيما يتعلق بضم الضفة الغربية الى الاردن ، فقد عارض قرار الضم كل من مصر وسوريا ولبنان والسعودية وصوتت هذه الدول ضد قرار الضم في مجلس الجامعة العربية.
وختم الروابدة مؤكداً ومشدداً على أن الهوية الأردنية هي الهوية الرئيسية الشاملة الجامعة ولا يجوز أن تطغى أي من الهويات الفرعية عليها بأي حال من الأحوال.
وكان في استقبال الروابدة رئيس هيئة الإدارة أسعد إبراهيم ناجي العزام وأعضاء الهيئة الإدارية: زهدي بيك إسماعيل جانبك، والدكتور عبد الحليم مناع العدوان، الدكتور مروان سليمان الموسى، معتصم احمد بن طريف ، الدكتور بلال السكارنة، صلاح بيك الشراري، المحامي فراس فهد العريق العبادي.
بدأت الجلسة الحوارية بعد الإفطار برعاية الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، وبدأها ميسر الجلسة زهدي بيك جانبك مرحباً بالضيوف الكرام وشاكراً دولة الرئيس على تفضله برعايته الكريمة لهذا الحفل.
وبعدها نقل زهدي بيك الحديث إلى أسعد العزام رئيس الجمعية الذي بدأ حديثه بالترحيب بدولة راعي الحفل وأصحاب المعالي والعطوفة الضيوف الكرام وبأعضاء الهيئة العامة لجمعية "عون".
وبعد ذلك قدم العزام نبذة مختصرة عن جمعية عون الثقافية والمشروع الوطني الذي تتبناه الجمعية ويحمل عنوان: "توثيق الدور الوطني والقومي للشعب الأردني بالدفاع عن فلسطين ودعم حركات التحرر في بلاد الشام".
وقال ان هذا المشروع الذي تم إطلاقه رسمياً بتاريخ 03-أيار-2017 وتم تأسيس هذه الجمعية لتكون المظلة الرسمية له.
وأوضح العزام بأنه تم تقسيم هذا المشروع إلى ثلاث مراحل،كل مرحلة تتناول أحداث خمسين عاما.وكل مرحلة لها خمس مسارات تشتمل على كافة الأحداث التي وقعت على الساحة الاردنية والفلسطينية والعربية والدولية بالإضافة إلى المسار الصهيوني منذ تولد فكرة إقامة وطن قومي للهيود على أرض فلسطين في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897.
ويخلص المشروع في نهاية كل مرحلة إلى إصدار موسوعة تاريخية بالإضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي يلخص تلك الأحداث وسير الشخصيات الوطنية التي كان لها دوراً بارزاً وهاماً في مقاومة الفكر الصهيوني.
وقد أشار العزام بأنه سيتم الإعلان عن تفاصيل المشروع والتقويم الخاص بالجمعية خلال حفل الإشهار الرسمي للجمعية الذي سيعلن عن موعده لاحقاً.
وبعد كلمة راعي الحفل فتح زهدي بيك جانبك ميسر اللقاء للضيوف وأعضاء الجمعية الكرام باب الأسئلة والمداخلات التي كانت على مستوى الحدث عكست الصورة الواقعية لما يتحلى به أعضاء الجمعية منسجماً مع ما نسعى إليه بأن تكون الجمعية رائدة في كل ما سنقدمه من جدية في العمل ومنطقية في الطرح وواقعية في التعامل وإنتاجية في الإنجاز.