مدار الساعة - تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، اليوم الأربعاء، الأحوال المعيشية لعدد من المواطنين في منطقة غور فيفا في لواء الأغوار الجنوبية بمحافظة الكرك، واطلعا على مشاريع ومبادرات تنموية تنفذها مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة.
وأوعز جلالة الملك بإنشاء وصيانة عدد من مساكن الأسر العفيفة في المنطقة، وشمول منازل المواطنين فيها بأنظمة الطاقة الشمسية للتخفيف من قيمة فاتورة الكهرباء.
كما وجه جلالته بدعم عدد من المشاريع والمبادرات في المنطقة، ودعم مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تحقيق التنمية المحلية فيها وتوفير فرص اقتصادية لسكانها.
واستهل جلالتاهما الجولة بزيارة روضة غور فيفا التي تدعمها جمعية أصدقاء الأردن، واطلعا على النشاطات التي تقدمها للأطفال من أبناء المنطقة.
واستمع جلالة الملك وجلالة الملكة إلى إيجاز من منسقة جمعية أصدقاء الأردن هلا المجالي، بحضور محافظ الكرك والرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، بينت فيه أن الروضة تضم حوالي 42 طفلا وتقدم الخدمات لهم دون مقابل، إضافة إلى الكتب والزي.
وأشارت إلى أن الروضة توفر حاليا عددا من فرص العمل، كما تقوم الجمعية بنشاطات أخرى في المنطقة ومنها إعطاء دروس تقوية لطلبة التوجيهي وتقديم منح لطلبة الجامعات وإقامة أيام طبية مجانية.
وأوعز جلالة الملك بإعادة تأهيل الساحة الخارجية للروضة لتصبح حديقة عامة لمنطقة غور فيفا وتزويدها بالألعاب.
كما قام جلالتاهما بزيارة مشروع تصنيع الصوف للسيدات التابع لمؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، حيث جالا على مرافق المصنع واطلعا على مراحل العمل والإنتاج فيه.
وخلال شرح قدمته مديرة مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب الدكتورة أغادير جويحان، بحضور مدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أشارت إلى أن المشروع الذي بدأ العمل به عام 2016، يوفر حاليا 19 فرصة عمل لسيدات المنطقة، ويتم تصدير المنتجات إلى بعض الأسواق الأوروبية.
وأضافت جويحان أن مبنى المشروع الحالي مستأجر مما يحد من التوسع في الإنتاج وتوفير فرص عمل إضافية لسيدات المجتمع المحلي، وسيتم المباشرة قريبا بإنشاء مبنى دائم للمشروع ، حيث أوعز جلالته بتجهيز المقر الجديد للمشروع بالمعدات والتجهيزات الحديثة اللازمة من خلال المبادرات الملكية لغايات التوسع وتطوير المنتجات وتوفير فرص عمل إضافية للسيدات.
وأعرب جلالته عن تقديره للجهود التنموية المبذولة من مؤسسات القطاع الخاص والجمعيات والمؤسسات غير الحكومية الهادفة إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين في منطقة غور فيفا، وتوفير فرص العمل لهم للحد من مشكلتي البطالة والفقر.
وأشاد جلالته بجهود شركة البوتاس العربية في دعم مشاريع تنموية في المنطقة والمساهمة في تمويل مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لجميع منازل المنطقة البالغ عددها 442 منزلا، مثمنا جلالته أيضا جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في إقامة مشاريع إنتاجية والتي استفادت منها الجمعيات الخيرية في المنطقة.
واختتم جلالة الملك وجلالة الملكة زيارتهما لمنطقة غور فيفا بتفقد الأحوال المعيشية لأسرة إبراهيم الزهران، المكونة من سبعة أفراد، حيث أمر جلالة الملك بإنشاء مسكن جديد للأسرة.
ورافق جلالته في الزيارة إلى منطقة غور فيفا مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك.
وتقع منطقة غور فيفا جنوب المملكة وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 160 كيلومترا ويقطنها نحو ثلاثة آلاف نسمة وتتبع المنطقة اداريا للواء الأغوار الجنوبية في محافظة الكرك وهي من المناطق المصنفة كجيوب فقر.
وفي مقابلة صحفية، قالت مدير عام مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب الدكتورة أغادير جويحان إن رؤية المؤسسة، التي تعمل في محافظات عمان وإربد وعجلون وجرش والكرك، تتجسد في تمكين السيدات من مختلف الأعمار من خلال تدريبهن وتأهيلهن للإنتاج في حرف تقليدية مختلفة.
وأضافت أن المؤسسة تستهدف من خلال برامجها تحسين دخل سيدات منطقة غور فيفا، عبر العمل في غزل الصوف والنسيج خاصة في صناعة البسط التقليدية، مشيرة إلى أن الزيارة الملكية اليوم إلى فرع المؤسسة في غور فيفا شكلت دفعة قوية للسيدات المنتجات في المنطقة لزيادة نشاطهن وتعزيز الروح التنافسية لديهن.
ووفق فايزة البوات إحدى المستفيدات من فرع مؤسسة الأميرة تغريد في الأغوار الجنوبية فإن المؤسسة وفرت لها بيئة مناسبة للعمل على غزل الصوف إلى جانب سيدات أخريات من المنطقة لصناعة البسط وبيعها.
ولفتت إلى أن عملها في هذه المهنة ساهم في تحسين واقعها المعيشي وتأمين دخل لأسرتها، فضلا عن تشجعيها وهي بعمر 65 عاما لمزيد من الإنتاج والتصميم والإرادة.
وقالت منسقة جمعية أصدقاء الأردن الخيرية هلا المجالي إن رسالة الجمعية تتمحور حول تعزيز تنمية المجتمع المحلي في مناطق جيوب الفقر بالمملكة.
وأضافت أن روضة غور فيفا التي أسستها الجمعية عام 2003 توفر مختلف الأساليب والوسائل التربوية وجميع متطلبات رياض الأطفال، فضلا عن تقديمها لمختلف الخدمات التعليمية والتربوية بشكل مجاني.
وأشارت المجالي إلى أن هذا الموقع شكل مركزا للانطلاق في تقديم مختلف المساعدات الإنسانية من منح وقروض تعليمية وغيرها، لافتة بالوقت ذاته إلى المكتبة العامة التي أسستها الجمعية مؤخرا في منطقة غور الصافي، والتي تضم اكثر من 30 ألف كتاب متنوع.