مدار الساعة - لا يكاد القسم الذي خصص لاستقبال جرحى غزة في مدينة الحسين الطبية بعمان، يخلو من الوفود الرسمية، والشعبية، والحزبية، نقابية، المتضامنة مع الجرحى، ومرافقيهم، بعد أن قررت السلطات الأردنية نقل 30 مصابا للعلاج في الأردن بعد مشاركتهم في مسيرات العودة.
تضامن وصل إلى حد فتح أردنيون منازلهم لاستقبال 23 مرافقا للجرحى، بينما منحت وزارة الداخلية الأردنية، الجرحى وذويهم شهر إقامة إضافيا في المملكة، من باب الضيافة، حسب ما قال جرحى نقلا عن وزير الداخلية الذي زارهم إلى جانب وزير الصحة قبل أيام.
وتتنوع إصابات الجرحى بين إصابات في العظام، بالأطراف السفلية والعلوية، وأخرى في الشرايين نتيجة إصابتهم بأنواع خطيرة من الرصاص المتفجر، والرصاص الخارق الذي يتسبب بتهتك العظام والشرايين.
يقول والد المصاب إبراهيم إسماعيل، (28 عاما) ، إن ابنه أصيب بنوع جديد من الرصاص، تسبب في هتك قدمي ابنه بعد أن اخترقت الرصاصة المزودة بشفرات تدور بسرعة عالية القدم اليمنى، ثم اخترقتها للتدخل بالقدم اليسرى، مما تسبب في تهتك الشرايين والأعصاب، الأمر الذي أصابه بفقدان الإحساس الكامل بقدميه، إلى جانب كسور معقدة".
يضيف إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم أنواعا خطرة من الرصاص والغاز السام لقمع مسيرة العودة التي انطلقت من غزة في 145، ومن بين أنواع الرصاص هذه ما يتفجر داخل الجسم الأمر الذي يتسبب بالوفاة فورا، حيث يستهدف الاحتلال الأجزاء العلوية من الجسم".
ويقول الجريح محمد درويش، إنه أصيب بهذا النوع من الأعيرة النارية المتفجرة، ما أدى إلى تهتك كبير بقدمه، نقل على إثرها في حالة خطرة إلى الأردن.
ويصف الجرحى ومرافقوهم مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين في مسيرات العودة واستهداف قناصة الاحتلال للرأس، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المئات بالقرب من السياج الفاصل بين غزة وأراضي فلسطين المحتلة، مع منع قوات الاحتلال لطواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير.
وقدم الجرحى شكرهم للحكومة الأردنية، وللوفود والمواطنين الذين زاروهم، مؤكدين أن هذا التضامن الشعبي والرسمي، يعزز من صمود الشعب الفلسطيني وخصوصا في القطاع المحاصر منذ سنوات.
ومن بين الوفود التي زارت الجرحى، مجموعة من المثقفين والكتاب الأردنيين، ونواب كتلة الإصلاح، وحزب الوحدة الشعبية، ونقابة الأطباء، وجمعية مستثمري الإسكان، ومواطنون.
يقول، حسين ياسين، صاحب مكتبة الأزبكية (أشهر مكتبة ثقافية في عمان)، إنه "تعلّم من زيارته للجرحى مع مجموعة من المثقفين على رأسهم الكاتب إبراهيم نصر الله، دروسا حول الصمود، بعد أن وجد معنويات مرتفعة جدا".
ويؤكد ياسين، أن "الجرحى الذين التقى بهم أغلبهم من المثقفين الذين لا ينتمون لفصيل معين، إذ لا صحة لما يشاع بأن فصيلا معينا زج بالمتظاهرين إلى السياج الفاصل مع فلسطين المحتلة، أنا هم شعب خرجوا رفضا للمعاناة وأملا بالعودة إلى فلسطين التاريخية".
وحسب ياسين تخطط فعاليات أردنية ثقافية وشعبية، لتنفيذ تكريم واحتفاء بالجرحى، بعد أن يتماثلوا للشفاء التام، مؤكدا أن العديد من الأردنيين فتحوا منازلهم لاستقبال الجرحى ومرافقيهم.
وكانت السلطات الأردنية نقلت الجرحى من خلال معبر إيرز، عبر 18 سيارة إسعاف وصولا إلى جسر الكرامة، بينما تكفل المستشفى العسكري الأردني في قطاع غزة بعلاج الحالات المستعصية. عربي 21