مدار الساعة – في ذات ليلة، وحين داعب الريح الشجر وعانق الحجر، كان أكثر وطأة على علم الوطن وهو يشقق الوانه الجميلة.
نعم، يتشقق العلم رمز الوطن فوق السارية التي تعتلي احدى المؤسسات المستقلة وكأن شيئاً لم يكن ؟!
يحضر الى المؤسسة المسؤولون اصحاب السيارات الفارهة والرواتب العالية في زمن "العسرة الاردنية" ويغادرون ويبقى العلم على تشققه دون شفقة او التفاتة مسؤول او موظف.
قد يتطوع متزلف ليتصدى مدافعاً وهو يقول : يحدث في مثل هذه الظروف الطقسية ويمكن احضار علم بديل وتنتهي القصة.
مثل هذا الدفاع "التزلفي" ليس هناك من يسمعه، وليس الأمر بهذه السهولة يتم طرحه، فالعلم سواء كان على مبنى وزارة او مؤسسة او دائرة او مدرسة يشكل رمزية وطنية، ولا بد ان يظل بجماله وبنظافته.
ونضيف : من المعيب ان تنفق الحكومة ملايين الدنانير على الرواتب وشراء "البوارج " العابرة للشوارع والعابرة لمناصب مستحقيها، وصيانة المباني وغيرها من الكلف ولا يكون عندها أعلام بديلة توضع على وجه السرعة لا ان يترك العلم بشكله الرث اياماً، وكم هي كلفة خمسة او عشرة أعلام على سبيل المثال لا العدد؟!
ماذا لو قام وفد اجنبي بزيارة هذه المؤسسة او غيرها وكان العلم ممزقاً او متسخاً، ما هي الصورة التي ستتشكل في اذهانهم؟
نعم، يصحو المسؤول الاردني والسيارة "مدّفأة" شتاء، او "مكّيفة" صيفاً ولا يهمه ان صحا الى دوامه وغادره والعلم غير العلم، وأكثر من هذا ان اهل التطبيل والتزمير والتسحيح يغرقون الوطن بالوطنية والعلم الاردني ليلاً ونهاراً.
.. وبيرق الوطن رفرف.