المحامي بشير المومني
يلاحظ هذه الايام وجود نسق منتظم لعملية اضعاف قيم الامة سواء ما كان منها مرتبطا بالعروبة او الاسلام او المسيحية والتي تشكل جزءا مهما من هوية الانسان العربي ..
من قبيل ذلك وجود حالة من الربط ما بين النكتة الاجتماعية والرموز الدينية وباعتقادي فانه لا يليق بالدين والعقائد أن تكون محلا للتهكم والسخرية وإطلاق النكات غير الواعية ..
فرق كبير جدا ما بين أن تكون باحثا واعيا وصادقا مع نفسك ومع الآخرين وتحمل رسالة وتؤمن بمبدأ ولزوم وحتمية التطوير والتغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي ووضع اليد على جراح الأمة الناكتة فتتناول التاريخ والافكار الدينية وحالة الفقه فتنقدها وتنقض ما لا يتناسب وواقع الحال وتقدم البديل وبين أن يتناول الشخص قيم وهوية الأمة بالطعن والتجريح أو إطلاق النكات التي تمس بهذه الهوية الفردية والتي تصيغ الهوية الجمعية بالنتيجة ..
احذر وبشدة من محاولات غير بريئة يتم فيها النيل مما تبقى من ثوابتنا وقيمنا واخلاقنا الجمعية من خلال الأساليب المدروسة من قبل أعداء الأمة والتي يتناولها البعض غير الواعي ترديدا وتداولا في مواقع التواصل الاجتماعي ..
لست ضد النقد الواعي للتاريخ وتحليل مضامين وأسباب وموجات الهزيمة أو النهضة لكن في اللحظة التي ينتقل فيها المجتمع بحالته القطيعية للتهكم والسخرية على الرموز الدينية أو التاريخية أو العربية أو الوطنية نكون قد وصلنا لمراحل خطيرة مؤذنة بتغيرات نحو الأسوأ لا سيما انه وحتى اللحظة لم يتم بلورة مشاريع نهضوية سواء على المستوى الوطني أو الأممي ..
على مثقفي الأمة النهوض وقول كلمتهم في هذا الشأن ولو من باب الغيرة على ما تبقى في هذه الأمة من قيم قابلة للبناء عليها وتوجيهها وعدم ترك الميدان للغوغاء والرعاع اللاواعي من الذين يعمقون جراحاتنا ويساهمون في هزيمتنا الحضارية والتاريخية ..