رابطة الكتاب تناقش الفيلم الاسباني أسطورة أنت

مدار الساعة - عرض منتدى النقد الدرامي بالتعاون مع لجنة الدراما والمسرح في رابطة الكتاب الأردنيين، الفيلم الإسباني "أسطورة أنت" بحضور مخرج الفيلم بيدرو باليانته، وعقدا ندوة حوارية حوله، مساء امس الاحد في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة الرئيس بعمان.

والفيلم الذي حمل اسلوبية الفن الدرامي التجريبي تحدث عن سبع شخصيات من سبع دول اوروبية، استلهمت كل شخصية منها في حياتها المعاصرة نموذجا من شخصيات الاساطير الاغريقية القديمة، واسقطته على مسيرتها في مواجهة التحديات الحياتية لتحقيق اهدافها. وعَقَبَ عرض الفيلم، عقدت ندوة حوارية شارك فيها عضوا الهيئة الادارية للمنتدى؛ المخرج والناقد عماد الشاعر واستاذ الدراما والاعلام في الكلية الاسترالية الدكتور الحاكم مسعود، وأدارها مقرر اللجنة الزميل مجدي التل.

وقال الدكتور مسعود في قراءة له حول الفيلم إنه موجه للمتلقي النخبوي أكثر من المشاهد العادي كونه من النوع التجريبي، لاسيما انه مزج بين فنون درامية عديدة ومنها خيال الظل واستحضار الاسطورة والمعاصرة والرمز وغيرها، علاوة على النص الذي جاء محملا بمضامين فلسفية.

ورأى ان هذا الكم الهائل من الرموز والتجريب والتجريد وتداخل المدارس الفنية شكل عبئا على الجمهور مما دفع البعض لمغادرة القاعة ليس كون الفيلم لا يمثل قيمة فنية وانما كونه يحمل تدفقا كبيرا من الرموز في مدة الفيلم الذي تجاوز 80 دقيقة، إلا ان المخرج نجح بتحقيق الهدف من خلال قصديته بتكريس فكرة التحدي، بانه يحق لكل انسان ان يسعى لتحقيق حلمه.

فيما رأى الشاعر ان الفيلم كثير في انواعه وتنويعاته، لافتا الى انه احيانا هذا "الكثير" يكون في غير صالح الفيلم، الا اذا كان يصب في مقاصد واضحة ودقيقة.

واعتبر ان هذا الفيلم التجريبي يعد من النوع الوثائقي/الدرامي، نتيجة المزج في تنويعات المدارس في صناعة الفيلم، لافتا الى ثنائية الدراما السينمائية والدراما المسرحية والتي تجلت من خلال المضامين والمحتوى واللقطات والشكل والتي بدت في اغلبها مشاهد مسرحية علاوة على تواجد خيال الظل في مشاهد الفيلم وبنية السرد القائمة على مونتاج حكائي موازي ما بين الصورة والسرد الحكائي.

وبين ان الثيمة الرئيسة للفيلم هي "التحدي" وان الاسقاط الاتي من الاسطورة هو تكريس لهذه الثيمة.

من جهته قال المخرج باليانته ان انتاج الفيلم جزء من مشروع في الجامعة التي كان يعمل فيها بإسبانيا استاذا لصناعة الفيلم، وهو موجه خصيصا للشباب الاوروبي الذي بدأ يرغب في الخروج من الوحدة الاوروبية، موضحا ان الفيلم هدف الى بث رسالة تتكئ على الاسطورة الاغريقية بنماذج تمثل لجميع من في أوروبا قاسما مشتركا بينهم، وتحمل في مضامينها قيما تحفز العمل والتحدي، وربط هذا الحكايات الاسطورية بسبع شخصيات معاصرة من دول اوروبية مختلفة.

والمخرج باليانته حاصل على شهادة الدكتوراه في الاتصال السمعي المرئي من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الاميركية وصانع افلام وكاتب، وشاركت بعض افلامه في مهرجان "صن دانس" الدولي في اميركا، ومهرجان برلين السينمائي وغيرهما.