مدار الساعة - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، رعى سمو الأمير فيصل بن الحسين، اليوم الاثنين، مؤتمر قادة قوات العمليات الخاصة، الذي يسبق معرض قوات العمليات الخاصة سوفكس 2018 المتخصص بشؤون الصناعات الدفاعية ومعدات العمليات الخاصة والأمن القومي، بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات.
يشار إلى أن معرض سوفكس 2018، سيفتتح تحت الرعاية الملكية السامية، يوم غد الثلاثاء، في قاعدة الملك عبد الله الأول الجوية في عمان ويستمر ثلاثة أيام.
ويشارك في المؤتمر، الذي حضره مدراء الأجهزة الأمنية، والتأم تحت عنوان "الحروب الهجينة في المنطقة الرمادية الدولية –البيئة العملياتية المتغيرة"، ما يزيد عن 600 مشارك، من بينهم وزراء دفاع ورؤساء أركان وكبار ضباط قوات العمليات الخاصة والقوات البرية والجوية في المنطقة، إلى جانب عدد من صناع القرار ومخططي وواضعي الاستراتيجيات المتعلقة بالأمن القومي والعالمي بهدف بناء جسور التفاهم والتعاون لتوطيد السلام العالمي.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات في كلمة له خلال الافتتاح إن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى عكفت على وضع وتنفيذ خطط إعادة هيكلة رئيسية لتشكيلات القوات المسلحة الأردنية ضمن فترة خمس سنوات.
ولفت إلى أن هذه الخطط تضمن لقواتنا المسلحة القدرة والفعالية والكفاءة في مواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، وتعزز من القدرات الدفاعية في مواجهة الصراعات وتحديات الحروب الهجينة وصراعات المناطق الرمادية ما يتطلب التركيز على الكفاءة والاحترافية والتدريب، وتوفير الموارد ودعم الشراكات مع الدول الشقيقة والصديقة وتفعيل التحالفات مع الشركاء الدوليين لمواجهة التحديات وتحقيق المصالح المشتركة.
وقال الفريق الركن فريحات إن هناك تغييرا في بيئة العمليات الحربية، فأصبحت العمليات الهجينة بيئة العمل الرئيسة ضمن تحديات التحالفات السياسية والتمويل، والتحديات التعبوية والفنية والضغوطات المجتمعية المحلية وزمن الاستجابة المحدود، مشيرا إلى أن الشعار الذي يلتئم تحته أعمال سوفكس هذا العام يجسد ذلك التغيير معبرا عن حجم التعقيد في مناطق العمليات الرمادية.
وأضاف أنه لا بد من الفهم العميق والتحليل لهذا النوع الهجين المتغير من بيئة العمليات لضمان نجاح المهمة وتحقيق أهداف العمليات، وقال: "سيكون للتسليح والتجهيز والجاهزية التعبوية دور رئيس لتحقيق الأهداف في مثل هذا النوع من الصراعات لكن سيكون لقرارات وسياسات القادة على المستوى العملياتي والاستراتيجي الدور الحاسم في ضمان نجاح المهمة وتحقيق الأهداف.
وتابع قائلا: اننا نفخر لهذا السبب بالتحديد بمشاركة الدول الشقيقة والصديقة وشركاء القوات المسلحة الأردنية في اللقاء لتبادل الخبرات والآراء وتطوير مفاهيم عمل مشتركة لتحقيق استراتيجيات عمل ناجحة تضمن النجاح في بيئة العمليات الهجينة والمتغيرة.
وعرّف فريحات صراعات مناطق العمليات الرمادية او ما يسمى بحروب الظل بأنها المسافة البينية بين السلام والحرب التي تتواجد عندما يقوم بعض الفاعلين باستخدام الآليات والأدوات المتعددة لممارسة القوة لتحقيق الأهداف السياسية والأمنية عبر أنشطة عديدة تتسم بالغموض والتعقيد فضلاً عن اتساع نطاق تأثيرها.
وتنطوي النزاعات وفق الفريق فريحات، على توظيف متزامن للأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية والوكلاء المحليين في إدارة علاقات الصراع مع الخصوم بهدف تحقيق مصالح الدول من دون التورط في مواجهة عسكرية مباشرة وتتجاوز أنشطة المتورطين في الصراع حدود التنافس التقليدي.
ونبه رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى أن النزاعات "قد تقع في مساحة دون مستوى الصراع العسكري الشامل أي الحرب النظامية بين الدول، وربما تفتح المجال لنشوب حرب داخل الدولة الواحدة الحرب الأهلية".
وقال إن السنوات الماضية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في غيرها من مناطق العالم أثبتت مظاهر لصراعات المناطق الرمادية تمثلت بمظاهر الحرب السيبرانية والحروب اللامتماثلة والتطرف والإرهاب والصراعات الداخلية، مشيرا إلى ضرورة إجراء تحليل دقيق لتحديد البيئة الخصبة التي تساعد في ظهور وتطور هذه الصراعات مبكرا.
ولفت الفريق فريحات إلى أن أطراف الصراع في مناطق الصراعات الرمادية يدركون عدم قدرة الطرف الآخر للدولة على استخدام وسائل القوة المتاحة كافة لمواجهة هذه الأطراف، معللا ذلك "بعدم تأليب المجتمع والرأي العام ضدهم وحتى لا يظهروا بمظهر ومكانة المعتدي بدلاً من مظهر المدافع عن الحقوق والسيادة".
وأشار إلى أن عدم القدرة على التصرف الحاسم في هذه الصراعات سيؤدي إلى استنزاف القدرات وعدم أخذ زمام المبادرة التي قد تؤدي إلى الخسارة في الصراع.
ويسعى أطراف الصراع بحسب فريحات، في مناطق العمليات الرمادية إلى خلق تعقيدات في الوضع العملياتي وأمن المعلومات والبعد السيبراني، مشددا على ضرورة وضع استراتيجيات عمل مشتركة سواء بين مؤسسات الدولة نفسها أو على مستوى الدول والتحالفات تشمل جميع مصادر القوة لضمان وحدة العمل في مواجهة هذا النوع من الصراعات المعقدة والمتغيرة.
ولمواجهة هذه الصراعات، أكد الفريق فريحات أن على القادة العسكريين وأصحاب القرار والخبراء الفهم العميق لبعض الاتجاهات التي قد يكون لها تأثير على بيئة العمليات كالقانون الدولي ومفاهيم حرب المعلومات والأمن السيبراني وفهم المجتمعات المحلية.
وقال: "علينا رعاية الخبراء والشباب وتدريب الأجيال الناشئة الكفؤة في هذه المجالات واستغلال الكفاءات منهم في دولنا ومجتمعاتنا والاستفادة من خبراتهم لما لها من انعكاسات وتأثير إيجابي على نجاح العمليات في مناطق الصراعات الرمادية".
وأكد الفريق الركن فريحات ضرورة التحليل والفهم العميق لمفاهيم تحديد صراعات المناطق الرمادية ومتابعة تطورها ووحدة العمل في مواجهتها لضمان السيطرة عليها مقتبسا مقولة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله "يجب علينا مواجهة الواقع والاعتراف بالحقائق ومراجعة أخطائنا الماضية بكل صدق وواقعية، فلا يحقق التفاخر بالماضي فقط النصر كما لا يبعد الغناء في الظلام الخوف".
وعبر الفريق فريحات عن عميق امتنان القوات المسلحة الأردنية واعتزازها بالدعم الموصول المقدم من جلالة القائد الأعلى، مقدما شكر القوات المسلحة الأردنية وتقديرها لدور سمو الأمير فيصل بن الحسين في دعم معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة سوفكس 2018، كما قدم الشكر للأشقاء والأصدقاء وضيوف القوات المسلحة الأردنية على مشاركتهم في فعاليات المؤتمر والمعرض الذي يعتبر قصة نجاح تضاف إلى نجاحات المملكة في ظل ريادة وحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني.
وقال مدير عام معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة سوفكس 2018 عامر الطباع لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إننا قمنا طيلة 22 عاما مضت بالتركيز على بناء علاقات تعاون، إلى جانب إرساء أساس متين من الثقة المتبادلة مع مجتمع موسع من الناس تربطهم قيم مشتركة وذلك من أجل نجاح الكفاءة التشغيلية.
وعن رؤية المؤتمر الذي يحمل عنوان الحروب الهجينة في المنطقة الرمادية الدولية –البيئة العملياتية المتغيرة، قال "إنه يتزامن مع وتيرة التقدم التقني المتزايد والمتسارع". مضيفا أن "اللون الرمادي يبدو أنه هو الأسود الجديد، لذا تم إنشاء مفهوم الحرب الهجينة في المنطقة الرمادية العالمية".
وأشار إلى أن سوفكس يعمل للسبب السابق على تحفيز عدد من التقنيات المختلفة التي نعتقد بأنها ستكون أساسية في منح العمليات الخاصة والقوات المسلحة مزايا فعالة في جميع جوانب الدفاع.
ويمتلك سوفكس إرثاُ من التحديث والتطوير وفق الطباع، معتبرا أن هذا في حد ذاته ليس كافيا، فهذا عمل لن يتم من دون الشركاء ودعمهم.
وقال: "يتعين علينا توسيع هذا التعاون، وإيجاد نظام بيئي يمكّننا من التكيف دائما مع سرعة التواصل من خلال المشاركة والتعاون الأكثر ديناميكية في اطار الصناعات التي تشجع بشكل اساسي على الابتكار والتطوير بعقلية منفتحة ومتطلعة الى العالم الخارجي" وقال إن معرض قوات العمليات الخاصة يعد الأكبر عالمياً المتخصص بالدفاع وقوات العمليات الخاصة والأمن الداخلي، حيث يشارك به ما يزيد عن 350 شركة من 35 دولة حول العالم.
وقال إن الأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة أوجد بيئة مناسبة لدول العالم وجيوشها وقادتها لاختيار الأردن لتنفيذ هذه الفعاليات ومثيلاتها وما يرافقها من نشاطات وزيارات واتفاقيات وخلق برامج جديدة للتعاون في شتى المجالات.
وأكد إن علاقات المملكة بدول العالم وبعدها عن التدخل في شؤون الدول الداخلية ووضوح رؤيتها في نهجها السياسي وتعاونها مع الجميع ووسطيتها واعتدالها ونموذج التعايش بين السكان فيها وسعيها نحو السلم العالمي واحترام انسانية الانسان ومساهماتها الكبيرة في هذه المجالات جعلها محط ثقة واحترام دول العالم، ما ساعد على استمرارية ومصداقية تعاملنا في هذا المجال والمجالات الأخرى.
وتحدث، خلال المؤتمر، عدد من ممثلي دول الأردن والولايات المتحدة الأميركية والامارات العربية المتحدة والعراق واستراليا وفرنسا ومصر والمانيا وأندونيسيا، عن عدة مواضيع أبرزها تهديد الحرب المختلطة في الشرق الأوسط، وإعادة الهيكلة للقوات المسلحة الأردنية، وبناء القدرات لشبكة العمليات الخاصة، وتجارب القوات المسلحة في الدول المشاركة لمكافحة الإرهاب والدروس المستفادة من الحرب ضد عصابة داعش الإرهابية، والتصدي للهجمات.
يشار إلى أن معرض سوفكس في نسخته الحالية ينعقد بالتزامن مع اختتام القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تنفيذ العديد من الفعاليات العسكرية، أبرزها تمرين الأسد المتأهب، ومسابقة المحارب في نسختها العاشرة، علاوة على مشاركة القوات المسلحة في العديد من التمارين المشتركة على مستوى المنطقة، ومع عدد من الجيوش الشقيقة والصديقة.
ويمتد المعرض على مساحة 75 ألف متر مربع، تقدم فيه الشركات المحلية والإقليمية والعالمية أحدث معدات قوات العمليات الخاصة والتكنولوجيا في مجال الأمن القومي.
ويشارك مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي) في المعرض من خلال عرض أحدث ابتكاراته وتصميماته من إنتاج كوادره، كما سيكون للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي إضافة إلى الأجهزة الأمنية جناح خاص يبين دوره وإمكاناته وقدراته العسكرية والتدريبية والتكنولوجية والتدريبية التي عززتها المشاركات الدولية الفاعلة للقوات المسلحة سواء في قوات حفظ السلام الدولية أو التمارين المشتركة. كما تشارك شركات أردنية عدة فيه لإبراز المستوى المتقدم الذي وصلت إليه صناعة معدات وتجهيزات قوات العمليات الخاصة والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في هذه الصناعة.