جماعة عمان لحوارات المستقبل تضيء شمعتها الرابعة بـ 292 نشاطاً غطت كل الوطن
الجماعة تسعى إلى تعميق الاعتزاز الوطني وتأكيد نهج الاعتدال
العام الثالث من عمر الجماعة كان عام التعاون مع الجامعات
مدار الساعة - احتفلت جماعة عمان لحوارات المستقبل بدخولها عامها الرابع، وبهذه المناسبة عقدت الهيئة العامة للجماعة اجتماعها السنوي، الذي استمعت فيه إلى تقرير مفصل من رئيس الجماعة بلال حسن التل عن إنجازات الجماعة والأنشطة التي قامت بها خلال السنوات الثلاث الماضية حيث احتوى التقرير على جداول بالأوقات والأماكن التي نفذت فيها الجماعة أنشطتها، والتي بلغت مائتين وأثنين وتسعين نشاطاً، باستثناء الاجتماعات التي عقدتها فرق عمل الجماعة بصورة يومية، علماً بأن الجماعة تعمل من خلال عشرة فرق، يضم كل فريق منها خبراء في مجال العمل الذي يتولاه، وهو دراسة ملف من الملفات الوطنية كالتعليم، والشباب ومحاربة التطرف، والمواطنة.
وبين التقرير أن أنشطة الجماعة غطت كل مناطق المملكة من العقبة إلى الهضبة، كما تفاعلت مع كل شرائح المجتمع الأردني وقد تراوحت نشاطات الجماعة بين الندوات وورشات العمل، والحلقات النقاشية، والبيانات، وإصدار المبادرات، وتقديم الحلول والرؤى للمشكلات والقضايا الوطنية، حيث قدمت الجماعة خلال السنوات الثلاث الماضية عدد من المبادرات التي سعت إلى تنفيذها مع الجهات ذات العلاقة، مثل وثيقة التماسك الاجتماعي وبرنامجها التنفيذي،ومبادرة أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير وبرنامجها التنفيذي، ومبادرة تعزيز دور ومكانة المعلم الأردني وفق أحدث المقاييس العالمية،ومبادرة المدرسة الإنتاجية،وخطة عمل من أجل القدس،ووثيقة رأي ورؤية حول أسباب الحراك،كما أطلقت الجماعة برنامجاً وطنياً للحوار مع الشباب تحت عنوان "الشباب ودورهم في التغيير"، حيث تواصل الجماعة عملها في تنفيذ مضامين كل هذه المبادرات.
وجاء في التقرير أن فرق الجماعة تعمل على إنجاز عدد من المبادرات الوطنية، التي سيتم الإعلان عنها تباعاً. كما عقدت الجماعة ندوات وحلقات نقاشية غطت كل أنحاء المملكة لشرح مبادرات الجماعة ولإبداء رأي الجماعة في القضايا الوطنية، ولحث المواطنين على الإنخراط بالجهد الوطني العام.
كما استعرض التقرير الزيارات الميدانية التي قامت بها الجماعة، بهدف زيادة معرفة أعضاء الجماعة بالمنجزات الوطنية، وبالنقاط المضيئة في بلدنا وتعمق الاعتزاز الوطني لدى المواطن،فقد زارات المنطقة العسكرية الشرقية،والمنطقة العسكرية الشمالية ،وكذلك مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير " كادبي "،كما زارت الجماعة كل من مجلسي الأعيان والنواب، وتحاورت مع رئيسي المجلسين حول القضايا الوطنية،كما زارت مؤسسة الغذاء والدواء،والجامعة الهاشمية ،والجامعة الأردنية ،وجامعة آل البيت ،والشركة الوطنية للتدريب والتشغيل ،ومؤسسة التدريب المهني ،وأمانة عمان الكبرى.
وأكد التقرير أن جميع الأنشطة التي قامت بها جماعة عمان لحوارات المستقبل كانت تصب في تحقيق أهداف الجماعة، وأهمها تجسيد التنوع في المجتمع الأردني، وتوظيف هذا التنوع في إطار للتفكير والعمل الجماعي، وفق رؤية شاملة متكاملة لقضايا الوطن،ودعم مفهوم المواطنة، وصولاً إلى بناء جبهة داخلية متماسكة تسودها روح الإيجابية،والولاء للوطن وتقديمه على سائر الولاءات الأخرى،وبناء هذا الولاء على أسس راسخة من خلال إبراز مضامين هوية الوطن الأردني ، وأولها المضمون التاريخي، وهو ما يجسده اسم "جماعة عمان لحوارات المستقبل" الذي يهدف إلى تحريك الإحساس بالتاريخ لدى الأردنيين، فعلاوةً على أن عمان هي عاصمة الدولة الأردنية الحديثة بكل ما تمثله العواصم من معاني السيادة والاستقلال والإنصهار الوطني، الذي يجتمع في بوتقته كل أبناء الوطن، فإن عمان مدينة تختزن في ذاكرتها آلاف السنين من الفعل الحضاري الذي ساهمت في بنائه الحضارات التي تعاقبت على عمان والتي تدل على أية مدينة عظيمة نابضة بالحياة هي عمان، والتي تذكر أبناءها بالتاريخ الذي ينتمون إليه، وأي تاريخ صنعه الآباء والأجداد، وصار على أبناء الأردن المعاصر أن يواصلوا البناء عليه.
وأكد التقرير أن الجماعة تسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال التأكيد على أنه بالرغم من التعددية التي تمتاز بها البنية السكانية للدولة الأردنية فإن الأردنيين يتفاعلون في بوتقة وطنية متماسكة بالرغم من كل ما يبدو على السطح أحيانًا من مظاهر التباين، لكنهم عند الشدة يكونون صفًا واحدًا ، حيث تسعى جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى جعل ذلك حالةً دائمةً من الانصهار الوطني للأردنيين.
كما تسعى الجماعة إلى التأكيد على أن الدولة الأردنية مثلما تقدم نموذجا للإنصهار الوطني فإنها تقدم نموذجا للإنصهار القومي، كمضمون آخر من مضامين هوية الدولة باعتبارها الدولة التي قامت في عصرها الحديث على إرث الثورة العربية الكبرى، كما أن الدولة الأردنية المعاصرة دولة دور ورسالة، تحمل لواء الاعتدال والوسطية اللذين عبرت عنهما "رسالة عمان" التي أكدت أن الأردنيين وقيادتهم أهل وسطية واعتدال، وإنهم رأس الرمح في مواجهة التطرف وتنظيماته.
كما تسعى الجماعة إلى إبراز أهمية الجغرافيا السياسية للدولة الأردنية، باعتبارها نقطة تلاقي الجغرافيا العربية، وهذه الجغرافيا السياسية المتميزة للأردن تجعل من الدولة الأردنية ضرورة من ضرورات أي عمل على مستوى المنطقة.
وأكد التقرير على أن كل هذه المفاهيم واضحة في كتيب "لماذا جماعة عمان لحوارات المستقبل" الذي يشرح فلسفة الجماعة والذي وزعته الجماعة في مختلف أنحاء المملكة.وكذلك في سائرأدبياتها وأنشطتها.
وأكد التقرير أن الجماعة تسعى إلى تشكيل حاضنة فكرية أهلية للتوجهات الوطنية فقد سعت الجماعة إلى تشكيل مساندة أهلية للطروحات الوطنية حول وسطية الإسلام واعتداله، ومن ثم مساندة الحرب ضد الإرهاب والتكفير، فأطلقت مبادرة"أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير". كما سعت إلى المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل الوطنية من خلال السعي لمعالجة الاختلالات التي تطرأ على مجتمعنا وفي هذا المجال أصدرت الجماعة وثيقة " التماسك الاجتماعي"
كما تسعى الجماعة إلى ترسيخ مفهوم التوازن بين طموحات الناس وإمكانيات الدولة، ليكون ذلك مدخلاً لتعزيز الثقة بالدولة ومعالجة الإحساس بالإحباط والتذمر عند شرائح واسعة من مكونات مجتمعنا، وخاصة فئة الشباب. فإحدى آفاتنا في الأردن، أنه في كثير من الأحيان كانت وما زالت طموحاتنا وتطلعاتنا ومطالبنا الفردية والجماعية أكبر من طاقات وإمكانيات دولتنا وهذا سبب رئيس من أسباب بروز الشكوى والتذمر عند أبناء المجتمع الأردني الذين لا تستوعب شرائح واسعة منهم أهمية الموازنة بين الطموحات والإمكانيات مما يشكل في كثير من الأحيان مدخلاً من مداخل القلق، من هنا فإن جماعة عمان تسعى إلى ترسيخ معادلة التوازن بين الإمكانيات والطموحات
وأكد التقرير أن الجماعة سعت إلى المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل الوطنية بالإضافة إلى المساهمة في إنجاح الجهود الوطنية في مختلف المجالات وهو ما ستواصله في المرحلة القادمة بإذن الله.