أدب السعود تكتب عن انتخابات المهندسين: من فازوا ليسوا كفاراً

مدار الساعة - تحت عنوان "انتخابات المهندسين" كتبت النائب السابقة الدكتورة أدب السعود:

من الطبيعي جدا أن يكون هناك منافسة شريفة بين قوائم المرشحين لأي موقع تمثيلي بما في ذلك النقابات،،،

وطبيعي جدا أن تفوز قائمة على أخرى لأسباب يقدرها الناخبون وتحكمها جملة من الظروف الأخرى،،

لكن ما هو غير طبيعي هو ظهور الروح العدائية بين الأطراف المتنافسة وكأن الأمر حرب بين الكفر والإيمان،،، وأن خسارة طرف للانتخابات كأنها خسارة لعرش أو سلطة وأن الطرف الفائز يبدو بصورة المحرر أو كمن انتصر على عدو وليس فوزاً لبرنامج او نهج تم اختياره من قبل المعنيين باعتباره الأفضل أو رغبة في التغيير أو حتى لو كان لأسباب أخرى (داخلية وخارجية)،،،

لا زال تعامل النخبة مع موضوع الانتخابات بكل انواعها محكوماً بقواعد تقليدية رغم أن الظروف التي نشهدها ليست كذلك،، ولا زلنا نتوهم أن الحل يكون في التغيير الشكلي للقائمين على بعض الإدارات ،، ولا زلنا نجهل الحقيقة التي تقف وراء التدهور الحاصل في كافة قطاعاتنا ونحاول أن نعلقها على مشجب الأيديولوجيا المحافظة،،، لا زلنا نسلك كذاك الثور الأسود الذي وافق الأسد على افتراس اخويه ظنا منه أنه لن يجد نفس المصير،،،

العداء الطافي على سطح الانتخابات لا يبشر بخير ولا يجعل النفوس راضية ،،فهناك من يبالغ بالاحتفال بالفوز ويكاد أن يهتف "أعل هبل"،،

طبيعي ان يخسر الإسلاميون في مثل هذه الظروف؟؟؟ لكن من فاز ليسوا كفاراً،،

مطلوب من جميع الأطراف عدم المبالغة بردود الفعل،، وعدم تحويل الفعل الديمقراطي إلى صراع وتناحر قد لا يحقق الأهداف،، أو يودي بالنقابة العريقة إلى الانهيار لا سمح الله،،
فمن يقبل بشروط اللعبة الانتخابية عليه الرضا بالنتائج ،،

ولننتظر،،،

كل التوفيق للجميع،،،

والله من وراء القصد،،،