مدار الساعة – كتب : محرر الشؤون المحلية - بين حين وآخر يطل على الشباب مسؤولون ما يزالون في مناصبهم ومنهم من غادر ومنهم من ينتظر منصباً، يرددون على السنتهم اسطوانة مشروخة، لغتهم ركيكة وقولهم انشائي لا يسمن ولا يغني من جوع، ما الفائدة؟!
رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، واحد من هؤلاء، تولى موقع "الولاية العامة" مرتين وفي مرحلة كانت مخاطبة الشباب والحوار معهم والتعرف على احتياجاتهم جميعها غائبة، ان لم نقل معدومة.
يجلس الرفاعي مجدداً على مقعد في قاعة مكّيفة وهو يفتتح اعمال المؤتمر الطلابي الأول الذي نظمته جامعة مؤتة، ليتحدث بكلمات مكرورة قالها في لقاءات سابقة منذ ان خرج من "قمرة" الرئاسة، وهو الذي لم نشاهد له لقاء ارتدى فيه لباساً عملياً في ميدان مشروع تطوعي او خدمة في يوم ماطر او معسكر شبابي في فصل صيفي، فماذا وعسى ان يقول اليوم ؟!
ما جدوى الكلمات: يجب النهوض بالشباب الاردني ودوره الفاعل في عملية البناء وترجمة رؤى جلالة الملك؟!
وكيف يتم تمكين الشباب - عملياً وليس فقط بالقول - لمجابهة التحديات، وتكاتف الجهود الوطنية للحد من ظاهرة التطرف، وان هناك صراعات اخذت شكلاً مذهبياً؟!
بل على النقيض من هذا كله، فإننا نفخر في الاردن بأنه لا يوجد لدينا لا تطرف شبابي ولا تطرف ديني ولا صراع مذهبي، بل على النقيض، فقد اثبت الشباب الاردني بنزعته الدينية ووعيه الثقافي وانتمائه الوطني وحسه العروبي وصبره على الظرف الذي يواجهه وطنه وما تتعرض له الامة من تشظ، بأنه يتقدم على مسؤوليه والذين "يحاضرون" به ، فهو القابض مع المواطن على جمر البطالة وشظف المعيشة مشاركاً في همومه ومسؤوليته هذه، الأخوة القابضين على الزناد لحماية هذا الحمى العربي، فأين هم هؤلاء المسؤولون المنظّرون في تنعمّهم لمواجهة تلك التحديات التي يتحدثون عنها من هؤلاء الشباب وحملة السلاح؟!
للتأكيد، ومن مبدأ الإعتزاز بالشاب الاردني وبالوعي الذي يتسلح به، وقد صارت ادوات وسائل التواصل الاجتماعي بين يديه الا انه لم ينزلق باستخدامها الى حالة الفكر التكفيري المتطرف ليدمر مجتمعه، فقد ظل هذا الشاب وما يزال ينحاز الى النخوة والمبادرة الوطنية والمساعدة والتضحية لخدمة مختلف شرائح وطنه،كما لم يغّير في عقيدته ما يسيء الى صورة دينه الحنيف لنطالبه بتحسين هذه الصورة العطرة!.
ماذا قدم الرفاعي ابان حكومتيه للشباب من برامج ومشاريع وفرص عمل؟! مع ان الشاب الاردني متهّم حتى هذه اللقاءات والمحاضرات "المنزوعة الدسم" التي يضيّعون بها اوقات الشباب بمصطلح فارغ اسمه "ثقافة العيب" و"العمل المهني" حيث لا توجد هذه الثقافة ولا الحكومات وفرّت هذا العمل، فمتى يخلص الشباب من هذه الأسطوانة؟