بقلم يسار الخصاونة
أن تُحِبَّ الناسَ فقد حصّنتَ نصفَك من العيب ، ومع هذا الحبِّ أن تُحَبَّ من الناسِ فقد حصّنك المجتمع ونلت ما تريد ، و نحنُ نحاولُ أن نُحصّن نصفنا بأن نُحِبَّ الناس ، ونأملُ بما لديهم من حبٍّ نحونا أن نفوز به.
إن مساحة حبي للناس لا يضيقُ بها قلبي وكأنه خُلق ليتسع هذا الحب ، من هنا أقول أنا لا يُعيبني حبي الكبير والواسع للناس حتى وإن لم أسمعْ صداه من قلوبهم ، وأنأى دائماً عن الذين بوصلتهم مصلحة وغرض زائل لأن الحب عندي لا يعترف بمقام أو رغبة أو مرام .
الحب مرآة صادقة لا يميل حيث الريح تميل ، ولا يتأثر صعوداً أو هبوطاً برضا الآخرين ، إنه يعيش في داخلي نامياً حتى نكتمل معاً ، وإذا مال الذي أحبه أو استقام فالحبّ قائم بثباته وديمومته ، ويؤلمني الأحكام القاسية على شخصيات الوطن التي تحاول أن تعطي صادقة ، وهي في عطائها قد تصيب أو تخطئ لكنها تحاول وإذا ما أصابها مسٌّ كثُـر القدحُ بها وكأنّ القلوب التي أحبتها متقلبة ، ومن الشخصيات التي ترتفع قامتها بخدمة الوطن هاني الملقي الذي يدرك بإنسانيته أنه غير معصوم عن الخطأ ، وغير مُحصّنٍ عن المرض ، وهو في مرضه لا يؤلمُه أوجاع المرض بقدر ما تحمله الكلمات الجارحة للتشفي بمرضه ، قد نختلف معه سياسيا وفكريا ، لكني لا أخجل أن أقول له : الحب في ثباته لك ؛ أقوى من غرض زائل ، لك دعوة الشفاء وحب الأنقياء.