قابلت وسائل الإعلام العربية والعالمية، القمة العربية التي انعقدت في مدينة الظهران السعودية، أمس، بأقل قدر من الاهتمام. ولا حاجة لنا للاجتهاد في البحث عن تفسير لحالة الانكفاء هذه؛ فالقمم العربية تبدت منذ زمن بعيد حدثا هامشيا في المشهد العربي العجيب، يغيب عنها كل مرة دستة من الزعماء، إما لعجزهم الصحي أو لعدم وجود زعماء لدول عربية.
أما الشارع العربي، فبالكاد انتبه لانعقاد القمة العربية أو ترقب نتائجها. في قمم سابقة كانت خلافات بعض القادة المشاكسين ومماحكاتهم على الهواء هي ما يشد اهتمام الناس لمتابعة جلسات الافتتاح، لكن اختفاء هؤلاء من المشهد وغياب زعماء المحاور المتصارعة عن أعمال القمم، حولاها لحدث ممل، وتزيد مشاهد الغفوات لبعض الزعماء الطاعنين بالسن من رغبة المشاهدين لقطع البث وقضاء قيلولة الظهيرة.
من المفترض أن يكون قد صدر عن قمة الظهران، مساء أمس، حزمة من القرارات المنسوخة عن قمم سابقة، وبيان يحمل بصمة الدولة المستضيفة.
معظم القادة العرب يذهبون للقمم مكرهين، ولا يرون فيها أكثر من واجب ثقيل ومجاملة لا بد منها للدولة المستضيفة. يدخلون قاعة الاجتماع وهم يفكرون بموعد المغادرة. حتى الجلسات المغلقة تم الاستغناء عنها بعدما بلغت الخلافات حدا لا تستطيع القاعات المغلقة أن تحتويه، وبعدما بلغ العجز العربي قعرا لم يبلغه من قبل.
لا نعرف أين ستعقد القمة العربية المقبلة، فالجامعة العربية صارت تدلل عليها عسى أن تجد من يقبل بهذه المهمة الثقيلة والمزعجة.
هي مجرد حدث عابر، وفي أحسن الأحوال، فاصل قصير ونعود بعد لمشاهد الفوضى والخراب العربي.
الغد