انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

أمس دخلت الى مكتب البريد ..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/10 الساعة 09:49
حجم الخط

بقلم ياسر عمران

اكثر من ربع قرن تفصلني عن آخر مرة دخلت فيها إلى مكتب البريد ، قبل ربع قرن حاولت مرارا ان اتحصل على صندوق بريد ، وراجعت مكتب البريد مرات عديدة ولكن دون جدوى . حتى اني راجعت مكاتب بريد في مناطق مجاورة لعلي احصل على صندوق بريد يخصني ، اضعه في عنواني على مراسلاتي سواء الشخصية أو العملية او التعليمية ولكن عبثا ظلت إجابات الموظفين بالنفي وتحريك الرأس إلى أعلى ابتداء ثم يمنة ويسرة تعبيرا عن استحالة تحقيق ذلك في الظرف الراهن.

مضى ذلك الزمان كما لا نعلم وغير وبدل ، واخترعت رسائل بأشكال جديدة وصناديق بريد مختلفة ، لدي صناديق بريد إلكتروني تحمل آلاف الرسائل ولدي هواتف متعبة من الرسائل النصية ، وفيسبوك وواتس واسماء أخرى كثيرة .

امس عندمادخلت إلى مكتب البريد ، تذكرت كل المعاناة تلك وتذكرت رغبتي القديمة . بعد كل هذه السنوات صار مكتب البريد غرفة اشباح ، موظفان اثنان فقط كانا هناك ، جدران عتيقة متهالكة ، وأكياس مكدسة كأنها رسائل قديمة ضلت طريقها وظلت حبيسة هذه الاكوام ، أجلت نظري في غرفة الصناديق وسألت الموظف : هذه الصناديق كانت خضراء فكيف غدت بهذا اللون الاصفر الفاقع ، ضحك الموظف وقال نعم كانت خضراء قبل الدهان ، فسألت بخبث وقلب يبحث عن انتقام عتيق ، وهل هناك من يستخدم هذه الصناديق الان فأجاب الموظف القليل القليل..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/10 الساعة 09:49