مدار الساعة - هارون الشيخ رضوان - يدرك بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي أن تلويح الادارة الأمريكية باستخدام القوة لردع بشار الأسد عن ارهابه مجرد محاولة امريكية للانسجام اخلاقيا مع جرائم الحرب التي يرتكبها نظام دمشق.
يقول بوزادغ: نأمل ألا يمر الهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام السوري من دون رد هذه المرة أيضًا.
ما يعرفه الأسد أن مئات المرات التي مارس فيها الفظائع بحق شعبه لا يستطيع الغرب غض بصره عنها، فالعامل الاخلاقي الذي يدعيه الغربيون سيطالبهم بفعل شيء. فما هو الحل؟
طوال سنوات كان هذا "الشيء" الذي يرد به الغربي على اجرام الاسد بالتلويح باستخدام القوة.
هكذا سيستريح الضمير الانساني في العواصم الغربية، في انتظار أن تبرد الحادثة، ولما تبرد سيكون الاسد قد حقق كل ما خطط له.
في الحقيقة ليس الاسد من يخطط. هناك حيث البلاد الباردة، أي موسكو. ومن هناك سيتكفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بصناعة جدار من الفولاذ حول الاسد، أنْ تصيبه ولو شوكة.
في حقبة الرئيس الامريكي باراك اوباما كان ضغط العامل الاخلاقي في واشنطن اشد منه لدى رجل الاعمال دونالد ترمب. لهذا كان لزاما عليه أن يفعل شيئا حيال استخدام الاسد للكيماوي في حينه. فحرك بوارجه العسكرية.
حينها قيل لنا إن الحرب على الأبواب.. وقيل لنا أيضا بعد أن هدأ غليان الضمير الغربي، إن واشنطن حصلت على تعهد لعدم تكرار قصف الاسد لشعبه بالكيماوي. وقيل لنا مرة ثالثة إن فرقاً غربية طهرت دمشق من الاسلحة السامة.
عاد الأسد وكررها مرة بعد أخرى. وفي كل مرة سيقوم الغرب بالتلويح بأنه سيستخدم القوة ضده إن ثبت بالدليل القاطع استخدام الكيماوي.
فما الجديد اليوم؟ مساء اليوم الأحد بدأت وسائل الاعلام كعادتها بنشر عواجلها عن أن فريق ترمب للأمن القومي يجتمع الليلة لبحث الرد على هجوم دوما. فما هو السيناريو؟
السيناريو المتوقع هو أن لدى العراصم الغربية خطة، يعمدون الى تطبيقها استراتيجيا منذ سنوات. وازهاق مئات الارواح من الاطفال السوريين ليس مبررا دامغا للاستدارة.
ترمب لن يقاتل وباريس متعطرة بالخطاب الاخلاقي. اما بوتين فلديه عصاه، التي تخيف كلاب الغرب عن الاقتراب من أغنام "الأسد".