مدار الساعة - نهار أبو الليل -
محراك شر. يطيب لها أن تكتب بأناملها ما لا يكتب. أو كأنه.
هي لا تفعل سوى أنها ترفرف بكفها على هاتفها النقال، فيبدأ الدخان بالظهور من أطرافه. شيئاً فشيئاً حتى إذا ما صار الدخان ناراً، نامت قريرة العينين.
يطيب لها أن تستفزهم. والضمير هنا عائد على الجميع. آخر العنقود "بطلعلها". و"بطلعلها" كذلك أن تنفخ في حطب غضب الآخرين، فإذا ما صار جمرا ابتسمت.
حسناء وتعرف ذلك، هيفاء وأكثر. هي ديما. وهي علم. وهي فراج.
كعاداتها ليست "المشاغبة" صفة طارئة فيها. منذ الصغر، رغم أنها كانت متفوقة، كانت كذلك، ومضت تشب ويشب معها الشغب.
ربما فطنت معلماتها باكراً لهذا أسكنوها مجلس الطلبة لعلها تكفّ.
ديما لا تكف، حتى وإن صارت مسؤولة عن ضبط شغبها. كانت كذلك ومضت بهذا.
قل إنها أكملت ما بدأته. وقل كذلك إنها ذات أفنان. حقيق أن تغضب من كلماتها النساء ويبتسم الرجال، ويرقص على إيقاعها غزالة شاردة في صحراء التواصل.
اكتب عنها ما شئت من غزل. ضع فوقه بعض الشغب. وامزجهما في بيئة أردنية ذات نكهات، ثم اهمس لها: كوني ديما، فتكون.
ديما المتزوجة ولديها طفلان، ولدت ذات تشرين من عام ١٩٧٦م، وتخرجت من المدرسة الوطنية الارثوذكسية "توجيهي ادبي"، وفي أم الجامعات الأردنية درست (ادارة اعمال).
لو صدف لك أن تسألها عن هذه الفترة ستسرد لك ديما أول ما تسرد عملها كنادلة في أحد المطاعم.
تقول: "كان صعبا جدا على اهلي لكن اصررت على العمل وكانت خبرة رائعة افتخر بها".
ديما ابنة طبيب أطفال الدكتور عصام علم ثاني طبيب أطفال في المملكة الاردنية الهاشمية، الطبيب الذي رفض أن يستجيب لآخر عنقوده وهي تلح عليه دراسة الاعلام، بعد أن درست "توجيهي ادبي" وحصلت على معدل 92.7 .
في المناسبة عن "آخر العنقود تقول ديما: "أنا خامس بنت في العائلة (اخر العنقود)..علشان هيك قوية".
تمتلك اليوم شركة المعارف للخدمات التجارية، وهو اخر مشروع ناجح لها، بعد سلسلة من الاخفاقات. تقول عن ذلك: "عمري ما استسلمت".
يوم انفجرت شبكات التواصل الاجتماعي في وجه العالم المعاصر وجدت ديما ضالتها، كأنها قالت: اليوم احقق ما استحال امس.
تقول: "اعتقد انني استطعت إثبات وجودي بالرغم من كل الهجمات ومحاولات الاساءة لي".
لهذا كانت ديما مضطرة أن تذهب للقضاء شاكية "عندما بدأت الاساءة تمس عائلتي، وخصوصا المرحوم والدي". تقول.
كان مفهوما أن يسفر الاشتباك الذي تصنعه ديما في شبكات التواصل عن بعض المنغصات. تقول: "تعرضت للتهديدات مقابل مواقفي.. لكنها مش تهديدات من الدولة إنما من مواطنين لا يتفقون مع رأيي".
رأيها الذي تصنعه على نار لم تكن يوما هادئة. وعن هذا أيضا تقول: "لا اكتب الا ما انا مؤمنة به حتى لو عكس التيار .. وأتحمل العواقب".
محراك الشر هدأت اليوم. ربما رأفت بقلب مواطن يكفيه شغب بطنه الجائع وقرقعته. ديما تعرف هذا وتحزن لهذا وتكتب عن هذا أيضاً.