مدار الساعة - أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، أن العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة وفضلها يعود إلى الشعبين المصرى والأردنى، موضحا أن العلاقات بين مؤسسات الدولتين العلاقات قوية ومتينة، كما أن العلاقة بين البرلمانين المصرى والأردنى فى أحسن حالاتها.
و أكد «الطراونة» فى أول حوار مع صحيفة مصرية اختص به «اليوم السابع» خلال زيارته القصيرة إلى القاهرة، أن مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، موضحا أن مصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية.
كيف تقيمون علاقات التعاون الأردنية المصرية خاصة فى الجانب الاقتصادى؟
- العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة وفضلها يعود إلى الشعبين المصرى والأردنى، وعلى مستوى مؤسسات الدولتين العلاقات قوية ومتينة، فالعلاقة بين البرلمانين المصرى والأردنى فى أحسن حالاتها، ووجود اتفاقية تجارة بين القاهرة وعمان مسهلة وميسرة لنقل البضائع سواء من مصر إلى الأردن أو العكس هى مصلحة وطنية أردنية.
إلى أين وصل مشروع مد أنبوب نفطى من العراق إلى مصر مرورا بالأراضى الأردنية؟
- المشروع قيد التنفيذ، وهنالك موافقات أولية من البرلمان العراقى وتقديرات لتكلفته وتحديد لمساره، ونحن متفائلون بتنفيذ هذا الأنبوب النفطى فى القريب العاجل.
ما رأيكم فى المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصر؟ وكيف يمكن للأردن دعمها؟
- مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، وبذلت جهودا كبيرة جدا على مدار السنوات الماضية، ومصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية لأن أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى متواجدون على أرض المملكة، وهناك لاجئون مر عليهم أكثر من 7 عقود يعيشون على الأراضى الأردنية، وهناك مواطنون فلسطينيون فى حالة عبور دائم من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية أو العكس، والأردن سيكون مرحبا دوما بأى تدخل مصرى لحل الخلافات بين الفلسطينيين.
هل أنتم مع نزع سلاح الفصائل فى غزة ؟ وكيف تنظرون إلى التنافس داخل السلطة على خلافة أبو مازن ؟
الاختلافات بين الأشقاء يجب ألا تصل لضياع الهدف الرئيسى وهى مقاومة موجودة على أرض محتلة، ويجب أن تتوحد الصفوف الفلسطينية لأنه عندما نتحدث عن مقاومة لا يمكن الحديث عن نزع سلاح ولكن يجب أن يكون هذا السلاح منظم وألا يختبئ خلف هذا السلاح أيا من الخارجين عن القانون، أو الارهابيين، وبالتالى أنا من حيث المبدأ مع شرعية المقاومة حتى تعود الأرض إلى أصحابها وتعود السيادة إلى الفلسطينيين، لكن التنازع على موقع أو منصب سيضيع الفرص وسيعطى سلاح آخر للمحتل بأن هناك جهات غير مقتدرة أن تلتئم تحت راية واحدة، وبالتالى تصعب المفاوضات ونحن كدولة محبة للسلام نجنح للمفاوضات فوق الطاولة وليس إلى عملية حمل السلاح المباشر.
- العالم العربى فى أمس الحاجة للمصالحات الوطنية الداخلية والمصالحة بين الأشقاء الليبيين سيكون لهاأثر إيجابى فى تمكين الجبهة الداخلية العربية ضمن المجموعات الجيوسياسية فى العالم، ومصر بحكم الجغرافيا لها تأثير كبير جدا فى ليبيا.
جماعة الإخوان مصنفة إرهابية فى عدد من البلدان العربية.. هل تشكل الجماعة خطرا على المملكة؟
- الإخوان فى الأردن لا يشكلون أى تهديد على أمن المملكة، وهم جزء من النسيج الوطنى، ولهم ممثلون فى البرلمان الأردنى، وبالتالى قاموا بأداء القسم على دستور الأردن وهم ملزمون ببنوده، لكن هناك حرية رأى يستطيعون التعبير عن آرائهم من خلالها، والسيادة للقانون الأردنى، ولا نستطيع أن نصفهم بأنهم إرهابيون.
هناك تخوف من تسلل عناصر من سوريا إلى الأردن وثم لسيناء.. هل يؤمن الجيش الأردنى الحدود بشكل كامل؟
- خلال سنوات الربيع العربى التى كانت ترتعش خلال أحداثه بعض الأنظمة العربية، كان الأردن متماسكا وتولى الجيش الأردنى حماية الحدود الشرقية والشمالية له، وكما تعلمون فالحدود يتم حمايتها فى الوضع الطبيعى من قبل جيشين لكن خلال تلك الفترة الصعبة والعصيبة وحتى الآن يقوم الجيش الأردنى بمجهود كبير جدا لحماية حدوده، فالجيش الأردنى هو جيش مدرب ومؤهل ويحمل عقيدة وهو جيش عروبى قام بحل الكثير من مشكلات السوريين الذين تدفقوا على أراضى المملكة، والعالم كله يعلم أن الأردن استقبل مليونا و300 ألف لاجئ سورى ويحسب للأردن عدم إراقة أى نقطة دم على الحدود الأردنية.
الجيش الأردنى يقظ جدا وقادر على القيام بواجبه الأمنى والعسكرى والحفاظ على أمن الأردن بالداخل، وبالتالى أمن مصر من أمن الأردن وذلك أمر راسخ فى عقيدتنا الداخلية القائمة على ثوابت عروبية.
هل هناك تنسيق مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة بين دمشق وعمان؟
- بالتأكيد يوجد تنسيق أمنى مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة، وكما تعلمون أنه فيما يخص منطقة خفض التصعيد على الحدود الشمالية للمملكة كان هناك للأردن دور كبير لإنجازها، فحماية حدودنا من أى مخاطر واجب فبلادنا لم تنزلق فى التدخل فى السياسة الداخلية لسوريا.
يبدو أن الصراع سينتقل إلى الجنوب السورى.. ما طبيعة التنسيق بين الأردن وسوريا وأمريكا وروسيا لضمان تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية للمملكة؟
- التنسيق الأمنى مستمر والأردن قادر على حماية حدوده وقام بذلك فعليا فى الفترات الأكثر صعوبة وضراوة، حتى الآن جنوب سوريا منطقة آمنة ولا توجد بها تجاوزات كما كان بالسابق، ومن مصلحة الأردن أن ينسق مع أى جهة تساعد فى تأمين حدوده.
هل هنالك نية لإعادة العلاقات مع حكومة دمشق عبر تعاون برلمانى مشترك؟
- البرلمانى الأردنى يقوم بدوره العربى، فهو يمثل الدبلوماسية البرلمانية الأردنية خير تمثيل، وبالتالى لن يترك أى طريقة أو وسيلة لتجميع القدرات البرلمانية العربية سواء مع سوريا أو غيرها، نحن تربطنا بالسوريين علاقة جوار وصداقة وهناك قواسم مشتركة بين أهالى الشمال الأردنى والجنوب السورى لوجود أواصر المصاهرة والقرابة بين المواطنين القاطنين فى المنطقتين، ونأمل أن تعود المياه إلى مجاريها كما كانت فى السابق.
هل تؤيدون عودة سوريا إلى مقعدها داخل الجامعة العربية؟
- بالتأكيد أنا مع هذا الرأى لأن جميع مقاعد جامعة الدول العربية هى لجميع دولنا العربية، ولا يجوز إقصاء دولة نتيجة لخلاف سياسى طارئ أو خروج فى لحظة غضب عن بعض المسارات، أنا مع عودة سوريا وأى دولة عربية إلى مقعدها فى الجامعة العربية، لأننا لسنا بحاجة لتمزيق بل نحتاج إلى الوحدة وتجميع الصف العربى.