قد يبدو هذا العنوان لرواية من طراز انف وثلاث عيون او رجل وامرأتان، لكن الكلب الذي اكتب عنه ليس مُتخيّلا، انه من لحم ودم ونباح ايضا، وقد استغاث في احدى مناطق كوريا الجنوبية بما تبقى لدى البشر من نخوة فأسرع الى انقاذه ثلاثة رجال اطفاء، وانتهى المشهد الى موت الرجال الثلاثة ونجاة الكلب.
وأذكر ان بعض الناس في هذا العالم كانوا يتدربون على اطلاق الرصاص والتصويب على الحيوانات، وهذا ما يقوله يزهار سملانسكي في روايته التي افتضحت الصهيونية ومنعت اسرائيل تحويلها الى دراما تلفزيونية حين روى ان الجنود الذين هاجموا قرية خربة خزعة واطلقوا النار على من فيها، كانوا تدربوا على حمار وتفاخروا بتمزيق جسده، ثم اضاف ان مهرا كان يعدو في القرية استعصى على جنود الاحتلال رغم اشتهائهم الحصول عليه حيا الا انهم فشلوا، وقد يكون هذا رمزا للفلسطيني من اهل تلك القرية، وربما هذا ما اغضب الدوائر الصهيونية من سملانسكي وشهادته الروائية.
وبالعودة الى الكلب الكوري اذا صح ان للحيوانات جنسية ايضًا تبعًا للاماكن والبيئات التي تولد فيها، لأن ما تعرض له الرجال الثلاثة وهو الموت من اجل انقاذ كلب يذكرنا بتلك الساحة المضاءة والتي اقيم فيها تمثال لكلب في واحدة من اهم عواصم العالم؛ لأن الكلب كان صديقا وفيا لاستاذ جامعي، يصطحبه كل مساء الى تلك الساحة الساعة الخامسة مساء، وذات مساء اصيب الاستاذ بنوبة قلبية ومات، فكان الكلب بانتظاره في الساحة، وبقي الكلب اياما بلا طعام او شراب وفاء لصديقه فاستحق ذلك التمثال الذي لا يستحق شبرا منه بشر كثيرون.
لهذا فان الكوريين الثلاثة يستحقون ثلاثة تماثيل في المكان الذي ماتوا فيه، ومن يدري لعل كل الكلاب في العالم ستذهب الى هناك وتقعي تحت اقدامهم!! الدستور