رحلة قطار عثماني يسترجع الثورة العربية الكبرى 1916 (صور)

مدار الساعة - إيمان ابو قاعود - تسترجع رحلة عبر القطار العثماني ملامح فترة تاريخية انقضت كان خلالها الصراع يحتدم بين الجنود الأتراك في نهاية الدولة العثمانية ومقاتلي العشائر الأردنية.

خلال مسير نصف ساعة بالقطار - الذي كان ينقل السلاح والذخيرة للأتراك – بين جبال رم جنوب العاصمة عمان يجسد 38 موظفا من الشركة الأردنية لإحياء التراث مشهدا تمثيليا لأحداث الثورة العربية الكبرى.

الأحداث التي يعيشها المشاركون في الرحلة، تصور الخوف الذي سيطر على الأتراك إبان وجودهم في الأردن وأثناء مغادرتها تحت ضربات مقاتلي العشائر المنتمين للثورة العربية الكبرى.

وتبدأ رحلة القطار العثماني والتي شاركت بها "مدار الساعة" بتنظم الشركة الاردنية لإحياء التراث ضمن حملة "الاردن احلى" التي تتباها وزارة السياحة الاردنية بطلب من المشاركين بالرحلة الالتزام باماكنهم في القطار ويبدأ موظفون متخصصون يرتدون الملابس العسكرية التركية والبنادق على اكتافهم بالتجوال بين الركاب دون ان يتحدثوا معهم وما يميزهم تلك الملامح الصارمة الجادة.

وبعد عشر دقائق من المسير بالقطار العثماني بين الجبال يبدأ الخيالة والهجانة والفرسان بإطلاق النار على القطار في مشهد تمثيلي يأخذ المغامر عبر التاريخ لعام 1916ويحاكي مشاهد معروفة من فيلم "لورانس العرب" الشهير.

وبعد المعركة يصعد الفرسان على متن القطار ويأسرون الجنود وبعض ركاب القطار ويأخذونهم بعيدا باستخدام سيارة رولز رويس قديمة للاستخدام العسكري وبعض الاحصنة وسط صرخات الكبار والاطفال ليصل الامر بجميع المشاركين بالرحلة الى بيت الشعر لشرب القهوة وتبادل الاحاديث والفخر بالاجداد الذين كانوا هم اساس الثورة العربية الكبرى التي بدأها الشريف الحسين بن علي.

يوضح مشرف مشروع وادي رم من الشركة الاردنية لاحياء التراث نشأت الطراونة ان تحدي المشروع قبل سبع سنوات كان بصياغة الفكرة في اذهان الموظفين البالغ عددهم 42 موظفاً منهم 38 فارساً وخيالاً وهجاناً تلقوا تدريبات متخصصة على ايدي خبراء وتعلموا الكثير من مهارات الفروسية والرماية.

وقال الطراونة لـ "مدار الساعة" ان الاعلان عن الوظيفة كان يشترط سكان المنطقة اضافة الى السلامة البدنية للمتقدم وتحمل ضغط العمل، لافتا إلى ان ما يميز هؤلاء الموظفين ان اجدادهم شاركوا بالثورة العربية الكبرى.

ويطمح الطراونة الى وصول الفرسان المشاركين في العرض الى العالمية.

اسامة ابو عرقوب من الشركة الاردنية لإحياء التراث قال ان فكرة رحلة القطار العثماني بدأت منذ 7 سنوات ضمن رؤية الشركة لإيجاد فرص عمل للمتقاعدين العسكريين ولاهل المجتمعات الاقل حظا وايجاد منتج سياحي لأهالي رم وذلك ضمن تجسيد احداث الثورة العربية الكبرى بشكل توضيحي ضمن مشهد تمثيلي.

ويؤكد ابو عرقوب أن وضع رحلة القطار العثماني على برنامج وزارة السياحة ضمن حملة الاردن احلى جعلت الاقبال عليها يتزايد.

وترى منى النمري احدى المشاركات في الرحلة انها قررت خوض التجربة مع مجموعة من الاصدقاء بدافع الفضول لتجربة رحلة 1916 متمنية ان يكون العرض اطول من نصف ساعة.

وتؤكد النمري ان تكلفة الرحلة مناسبة جدا كونها مدرجة ضمن حملة الاردن احلى التي تنظمها وزارة السياحة .

وتعبر الدكتورة نسرين السيد رئيس القسم الاقتصادي في وزارة الاتصالات واحدى المشاركات في الرحلة عن اعتزازها بالعرض عندما سارعت بناتها بالقول إنهنّ يعرفن ماذا يحدث من خلال منهاجهن التعليمية في المدرسة حول الثورة العربية الكبرى.

وتضيف ان اختيارها للرحلة جاء بعد عناء اسبوع من العمل والحاجة الى الراحة والتغيير وكون ربيع الاردن يشجع على القيام بالرحلات، حيث وجدت هذه الرحلة "مختلفة عن غيرها من حيث المغامرة واجواء رم الساحرة".

واضافت السيد ان الاعلان عن الرحلة كان مدهشا لذلك دعت اقاربها المغتربين في دبي للمشاركة في الرحلة لدعم السياحة الداخلية.

المهندس زيد ابو جابر المشارك في الرحلة قال انه عرف عن الرحلة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" لافتا الى ان مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في الترويج للاماكن السياحية في الاردن.

الدكتور باسل قدح استشاري تخدير في المستشفى الاستشاري المشارك في الرحلة اكد دور المواطن الاردني في الترويج للسياحة من خلال الاماكن التي يزورها وعلى المؤسسات المعنية الاهتمام بالاماكن السياحية والترويج لها وتنظيم رحلات بشكل جيد ودوري.