أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مناهج جديدة تبني مجتمعاً معاصراً

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

في حواره مع عدد من أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل وضيوفها، رسم دولة الدكتور عدنان بدران صورة مشرقة،لمستقبل التعليم في الأردن ومخرجاته، في إطار الرؤيا المستقبلية التي يسعى المركز الوطني للمناهج الذي يرأسه لتحقيقها مرتكزاً على جملة من المرتكزات والثوابت والتي من شأنها إعادة الألق للتعليم ومخرجاته في الأردن.

المنطلق الأول الذي ترتكز عليه الرؤيا التي عرضها الدكتور عدنان بدران، هي أن الإنسان هو رأس مالنا الحقيقي،وهذه حقيقة لها بعدان الأول إلهي من حيث أن الإنسان هو أكرم مخلوقات الله المطالب بخلافة خالقه على هذه الأرض، لذلك زوده الله عز وجل بما يعينه على القيام بإعمار الأرض، والخلافة فيها، وأول هذا الذي زوُد الإنسان به هو العقل، الذي يميزه عن سائر مخلوقات الله، ومن ثم فإن العقل هو الثروة المستدامة للإنسان، التي لا بد من تنميتها بالمعرفة التي تعينه على اكتشاف أسرار الكون المحيط به، انطلاقاً من فهمه لبيئته التي يعيش فيها، بكل مكونات هذه البيئة المادية والمعنوية لذلك فإن المناهج التعليمية الجديدة في الأردن ستسعى إلى تنمية عقل الطالب الأردني.

ولأن المعرفة هي زاد العقل، ومصدر نمائه، فقد زود الله الإنسان بأهم مصادر هذه المعرفة وهو التعليم لذلك قال عز وجل أن من نعمه على الإنسان أنه علمه ما لم يعلم،من هنا كانت أول مهام رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه هي تعلم الإنسان، حيث نفخر نحن المسلمين بأن أول ما نزل على رسولنا محمد عليه السلام هو قوله تعالى " اقرأ " والقراءة هي مفتاح كل علم من علوم هذا الكون، التي اكتشف الإنسان بعضها، وما زال الكثير منها مجهولاً، يحتاج إلى المزيد من الجهد العلمي لاكتشافها من خلال إعمال العقل في ملكوت الله، وإكسابه المعرفة المنضبطة بنواميس الكون،حتى لا يتحول العلم إلى أداة للتدمير، فالعلم كما هو معروف ضار في بعض الحالات، التي لا يتم فيها استخدام مخرجاته استخداماً سليماً، ومنها على سبيل المثال أسلحة الدمار الشامل، النووية، والهيدروجينية، والجرثومية، وغيرها من منتجات العلم الضار، الذي يوافق تصنيف القرآن الكريم للعلم من أنه صنفان صنف نافع وصنف ضار .

ما تقدم كله هو البعد الإلهي لحقيقة أن الإنسان هو رأس المال الحقيقي لأي مجتمع، أما البعد الثاني لهذه الحقيقة فهو التجربة الوطنية الأردنية،فمن المعروف أن بلدنا فقير في موارده المالية لذلك اتجه إلى تنمية موارده البشرية، من خلال تعليم الإنسان وتدريبه، فكان ذلك هو الاستثمار الحقيقي لبلدنا الذي مكنه من تحقيق المعجزة الأردنية، التي بنت الدولة الأردنية المعاصرة على أسس علمية،هي تجسيد لتعليم الإنسان الأردني الذي أكسبه المعرفة التي بنت عقله محصله المنتج، وهو التعلم الذي يسعى التصور الجديد للمركز الوطني للمناهج إلى تطويره، لتحقيق جملة من الأهداف التي استعرضها دولة الدكتور عدنان بدران في حواره مع جماعة عمان لحوارات المستقبل، وأولها أن تكون مخرجات التعليم محركات للنمو في كل مناحي المجتمع الأردني المادية والمعنوية، وقبل ذلك أن تبنى مناهج التعليم في بلدنا الإنسان الذي يمتلك ملكات الفكر الناقد، لأن هذا الفكر هو الذي يدفع صاحبه إلى سؤال المعرفة، ومن ثم الإبداع بحثاً عن جواب هذا السؤال، ومن هنا فإن المناهج الجديدة التي يسعى المركز الوطني إلى وضعها، ستسعى إلى تعزيز حرية التفكير لدى الطالب الأردني، وهو الأمر الذي سيكون مدخلاً لتربية مواطن مؤمن بالديمقراطية والتعددية،لذلك فإن المناهج الجديدة ستعطى كما قال د.عدنان بدران مساحة واسعة من وقت الطالب للنشاطات التي ستكسبه الثقافة الخلقية المسلكية التي يحتاج إليها المجتمع .

باختصار شديد، فإن المناهج الجديدة للتعليم في الأردن تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، أولها استعاده التعليم في الأردن لدوره وألقه التاريخي، وآخرها الوصول إلى مجتمع معاصر يؤمن بالتعددية وبالعلم كأسلوب حياة .

Bilal.tall@yahoo.com

الرأي

مدار الساعة ـ