انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حياة المريض أهم

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/27 الساعة 11:25
حجم الخط

جمال شتيوي

حينما يعرف الناس انك طبيب يبدون لك احتراما وتقديرا يتناسب مع مهنتك الانسانية ،وتصبح محط الأنظار في أي جلسة عامة،فهناك أطباء في بلدنا حفروا بالصخر تاريخا مشرفا كي يرفعوا سمعة الأردن عاليا،وليبرهنوا أننا قادرون على البناء رغم محدودية الموارد.

الغريب ان بعض الاطباء يسعون لضرب التجربة الأردنية ،من خلال ممارسات يرفضها السواد الأعظم منهم ،فيخضعون لعلاقة منفعية مع بعض شركات ومستوردي الأدوية.

يلجأ هؤلاء إلى كتابة أدوية معينة قد لا تكون الأنفع للمريض ،متناسين القسَم الطبي ،فيصفون أدوية بعينها لأن شركة الأدوية الفلانية أو العلانية ستقوم بتسفيره إلى فنادق ومنتجعات فاخرة ،والمريض بكل أسف لا يعلم أنه تحول إلى مادة تجارية.

أحد المرضى ذهب لطبيب فوصف له دواء مرتفع الثمن ضريبته 16 بالمئة ،وهو مؤمن لدى إحدى الشركات ،لكن الصيدلي رفض صرفه ،فشركة التأمين لا تقوم بتغطيته ،لكنه أفاد المريض بأن هناك بدائل عديدة ضريبتها 4 %وتصرف على نفقة التأمين ،وهي تحمل التركيبة نفسها بأسماء تجارية مختلفة.

رجع المؤمن عليه للطبيب لكن الطبيب أصر على رأيه ،فانتاب المريض الشك ،وقرر استشارة طبيب آخر في الاختصاص ذاته فأخبره ان هناك ما لا يقل عن ثلاثة بدائل للعلاج المكتوب.

هذه الرواية تتكرر ،وبطرائق مختلفة ،فأحد الأطباء يرشدك إلى مستشفى معين لإجراء ما تحتاج إليه من علاجات أو فحوصات شعاعية أو مخبرية ،لأنه فقط مساهم فيه ،وعندما تسأله عن مستشفى آخر يشيح بوجهه عنك ،ليخبرك أن المستشفى الذي أرسلك إليه لديه مختبرات فائقة الدقة،متجاهلا الطبيب ان المستشفى الذي استمزجت رأيه فيه حاصل على شهادات وجوائز دولية.

يبدو أن بعض الأطباء والحمد الله هم قلة ،يؤثرون السفر على حياة المرضى،ويفضلون مستشفيات على أخرى ليس لأسباب طبية ،ومختبرات على أخرى ليس لجودة في التحليل ودقة في النتائج،وأدوية على اخرى ليس لعلاج المرض.

اتقبل ان تدخل التجارة في كل شيء ،لكن في الطب يتحول الأمر إلى كارثة ،وما أسوأ ان تفقد المهن المحترمة كالطب ثقة الناس بها ،لكن عزاءنا ان هؤلاء قلة مقارنة بأطباء أردنيين يصرون على فعل الصواب ،ولا شيء غير الصواب.

قد تلجأ الجهات المعنية إلى وضع قيود رقابية على عمل الأطباء ،لكن أهم رقابة يخضع لها الطبيب ،هي أخلاق الطبيب نفسه... الطب في بلادنا مقارنة بغيره من الدول العربية يعتبر متقدما،ومن المهم المحافظة على سمعة القطاع داخليا وخارجيا ،بل وتطويره اكثر، إلا ان هناك ممارسات عديدة تحاول نزع هالة الاحترام عنه ،وهو ما نرفضه قبل القطاع الطبي.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/27 الساعة 11:25