مدار الساعة - زار رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس مركز الخير الصحي التابع لرابطة العالم الإسلامي في العاصمة التشادية إنجمينا.
وأطلع مؤسس جميعة "بيل وميليندا غيتس الخيرية" خلال الزيارة على الجهود الصحية والعلاجية، وبرامج رعاية الأسرة والطفل التي يقدمها المركز للفقراء والمرضى في المدينة، مبدياً إعجابه بالجهود الكبيرة والعمل الإنساني الذي تنفذه رابطة العالم الإسلامي حول العالم دون تفريق في مجال عملها الخيري لأي اعتبارات دينية أو إثنية أوغيرها.
وبيّن مؤسس شركة مايكروسوفت أنه استفاد من تجربة الرابطة الطويلة في مجال التنمية الصحية الريفية، مؤكداً سعي مؤسسته الخيرية لنقل هذه التجربة إلى المشروعات التي تنفذها المؤسسة في دولة نيجيريا الاتحادية، خصوصاً بعد تتويج رابطة العالم الإسلامي ممثلة في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التي تم تحويلها إلى اسم الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية ، كأفضل منظمة إسلامية وعربية وواحدة من أفضل المنظمات العالمية التي تعمل في مجال خدمة التنمية الريفية، خلال مؤتمر عقدته الحكومة التشادية بالتعاون مع البنك الدولي لتقييم جهود المنظمات العالمية في خدمة التنمية الريفية والسياسات المتبعة في ذلك، حيث قَدَّمَت الرابطة ورقة عمل بعنوان: "تفعيل دور المواطن في تنمية بلده من خلال الإمكانات التي توفرها المنظمات الدولية"، أوضحت فيها جهود الهيئة ودورها في إتاحة فرص العمل للمواطنين من خلال مشاريعها الخيرية، مستشهدة بتوفيرها لأكثر من مائة وظيفة للمواطنين في تشاد.
فيما أوضح مدير مكتب الرابطة في العاصمة التشادية إنجمينا الأستاذ محمود عمر فلاتة، أن السيد غيتس تجول على مرافق المركز الصحي، الذي أنشأته الرابطة منذ نحو 30 عامًا، واستمع إلى شرح مفصل من الفريق الطبي والعاملين في المركز عن برنامج الرعاية الصحية والأعمال الإنسانية التي يقدمها المركز للمحتاجين من المرضى الفقراء.
ويضم مركز الخير الطبي 16 غرفة تقدم خدمات صحية وفنية وإدارية، من استقبال، وصيدلية، ومختبر، وأشعة، و8 أَسِرَّه تنويم للرجال ومثلها للسيدات، إضافة إلى غرف عيادة الأسنان، والضماد والغيار، ومعاينة ومتابعة الحوامل، والتوليد، وغرفة الطبيب العام، والكشف على المرضى، والتطعيمات، وغرف المشرفة الفنية، والإداري، والمحاسب.
كما يحوي المركز على أحدث الأجهزة الطبية، ومنها: جهاز أشعة، وحدة أسنان، معدات مختبر، جهاز موجات صوتية، جهاز تخطيط قلب، تجهيزات عيادة طبيب، سرير ولادة، مستلزمات التوليد، كما يتم تحديث أجهزته بشكل دوري وفق الحاجة الصحية والتطورات الطبية، جدير بالذكر أن الرابطة أكدت مراراً أن أعمالها الخيرية تراعي منهج الإسلام في أفق رحمته الواسعة بالإنسانية جمعاء التي جعلت في كل كبد رطبة أجر دون تفريق ديني أو عرقي ولا غيرهما، حتى حثت الشريعة الإسلامية برحمتها الواسعة الأفراد على المساهمة في إطعام الأسير وهو من وقع في الأسر بعد محاربته للإسلام، فقال تعالى: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً وأسيراً "، وهو قوله سبحانه : " ورحمتي وسعت كل شيء"، لتؤكد الرابطة أن التصنيفات في هذه الخدمات الإنسانية عمل غير إنساني ولا أخلاقي وسلبياته أضعاف ما يتوهم البعض من إيجابياته فبذل الخير يقدم من فضل الله وخيره ... ورحمته سبحانه بهذا الخير شملت كل شيء كما أخبر سبحانه بذلك، وكما قال تعالى : "كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا"، وهذه الاستراتيجية التي تنتهجها الرابطة تعبر عن حقيقة الإسلام في مواجهة مفاهيم الكراهية والتصنيف والإقصاء .. في عمل يمثل العطاء والبذل من فضل الله ورحمته التي وسعت كل شيء فالإنسانية أسرة واحدة وتأليف قلوبها مطلب ومقصد مهم من مقاصد ديننا الحنيف الذي أحب الخير للجميع دون أن يكون لذلك مقابل سوى وجه الله تعالى كما قال تعالى "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ".