مدار الساعة - ابراهيم الزعبي - بيروت - في الاردن والعالم العربي تتفجر المشاعر المكبوته على زجاج السيارات ومؤخراتها.. وهو سلوك محصور بالرجال وقلما تجد امرأة تمارسه.. فاصبح زجاج السيارات عبارة عن جدار حر يكتب عليه السائق ما يشاء من جمل حتى ما هو خارج عن المألوف أو خادش للحياء..
ربما يكتبونها في عمر المراهقة لكننا نرى كباراً في السن يكتبونها، واعتقد انهم يعانون من عقد نفسية سببها مشاكل اجتماعية خاصة بهم، وهذه الكتابات تنم عما في دواخلهم من مشاعر من غير ان يأبهوا بالآخرين ومشاعرهم، ونعتقد ان القضية ليست حرية شخصية او ما يقال ديمقراطية، لان للحرية الشخصية حدوداً يجب على الفرد ألا يتجاوزها ابدا.
هناك عبارات قد تكون أدعية دينية وهي تحتل المرتبة الاولى .. وتليها عبارات ضد الحسد والاصابة بالعين ثم عبارات ضد المرأة والزواج والشكوى من الزمن والاصدقاء .. وبعض العبارات تحولت الى مساحة كبيرة سانحة لكتابة ما يطلبه مزاج صاحب السيارة من طرافة وعتاب وشغف وغزل بريء وصولاً الى الشعر الشعبي وامثال وكلمات مليئة بالسخرية وتعبيرات عن حالات نفسية تصل الى حد البذاءة وخدش الحياء.
قانون السير الأردني واضح في هذا الامر ، ويعده مخالفة ، والمادة 31 فقرة 24 فرضت عقوبة مالية على السائق الذي يضع إضافات على المركبة، خلافًا للأنظمة والتعليمات الصادرة لهذه الغاية..
والاضافات تشمل كل ما لم يأت من الشركة المصنعة للمركبة. كما أن المادة 31 فقرة 14 تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع، ولا تزيد عن شهر، أو غرامة لكل من وضع أي مواد أو إضافات أو زخارف أو عاكسات على لوحات الأرقام.
لذلك نجد ادارة السير تراقب هذه الاضافات، كما تقوم بحملات توعية لأن هذه العبارات والصور قد تتسبب بحوادث بسبب انشغال سائق المركبة بهذه العبارات وعدم الانتباه. كما قد تحجب الرؤية عن سائق المركبة من النظر بالمرآة الداخلية، لذلك قانون السير الأردني يمنع مثل هذه الاضافات ويعاقب مرتكبها.