مدار الساعة - مشعوذ يحتال على النساء اللواتي يبحثن عن الثراء السريع أو السعادة أو التفريق والضرر مدعياً إمتلاكه قوة سحرية خارقة للطبيعة، ومشعوذ آخر يوهم النساء بامتلاكه القدرة على العلاج بواسطة الأعشاب والبخور، وثالث يوهم ضحاياه بقدرته على استخراج الدفائن من ذهب وتماثيل وكنوز.. وغير ذلك. ومشعوذ رابع وخامس... وعاشر، تعددت أساليب وطرق الشعوذة والهدف واحد: الإحتيال على المواطنين.
أساليب كثيرة ومتنوعة يستخدمها بعض المشعوذين للإحتيال على الناس، خاصةً النساء، فيلجأوا لهم أملاً في حل للمشكلات الإجتماعية والمادية والصحية والنفسية. وبرغم وقوعهم في براثن وشباك هؤلاء المحتالين إلا أن عدداً من الضحايا يرفضون تسجيل شكاوى حول تعرضهم للإحتيال أو الإبتزاز خشية التعرض للمساءلة القانونية والفضيحة الأسرية والإجتماعية أو غضب الزوج بالنسبة للنساء وتكون النتيجة الطلاق.
وقد قام جهاز الأمن العام ولمرات عديدة وفي كل مناسبة من خلال إدارة العلاقات العامة والإعلام بالتنبيه على المواطنين وخاصة النساء بأخذ الحيطة من هؤلاء المشعوذين وعدم التعامل معهم، أو الإدلاء لهم بمعلومات خاصة من شأنها التسهيل عليهم في تحقيق مآربهم الشخصية، والوقوع في شباكهم.. ولكننا نجد برغم كل هذه التنبيهات أن هناك أشخاصاً يقعون ضحايا لأفعال المحتالين، وكأنهم لم يسمعوا النداءات او يتعظوا بمن وقعوا ضحايا قبلهم.
وفي سبيل الحد من إستفحال هذه الفئة المحتالة في المجتمع وإنقاذ ضعاف النفوس من المواطنين من الوقوع في مكائدهم فقد ضبطت كوادر مديرية تراخيص المهن والمؤسسات في وزارة الصحة وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأربعاء 3 أشخاص يمارسون الشعوذة والدجل في عمان والبلقاء، حيث يمارسون أعمال الشعوذة بدعوة علاج السرطان والعقم والنطق.
كما ألقى العاملون في إدارة البحث الجنائي القبض على أحد الأشخاص المحتالين بأسلوب الشعوذة وادعاء القدرة على استخراج الدفائن. وبتفتيش منزله بالطرق القانونية تم ضبط مجموعه من الفخاريات والتماثيل والأحجار الكريمة وبعض القطع الأثرية والذهبية المقلدة بحوزته والتي يستخدمها لغايات الإحتيال بها.
ومن القصص التي تعلق في ذاكرة الكثيرين وخاصة سكان بلدة دير أبي سعيد في محافظة إربد، أن والد 3 فتيات إستدعى "مشعوذة" أحد أيام الخميس لإجراء قراءات وتعويذات على بناته، والتي قامت بقراءات إستمرت لساعات طويلة، وعند اقتراب صلاة الجمعة أصابت الشقيقات وبنفس الوقت حالة غريبة تشبه إلى حد ما "الصرع" المصاحب للتشنجات الجسدية. فقام الوالد بطلب المساعدة على الفور من الدفاع المدني والأجهزة الامنية الذين لم يستطيعوا أمام مقاومة الشقيقات من إسعافهن أو نقلهن إلى المستشفى مما استدعى طلب طبيب خاص لمحاولة إنقاذ الشابات الثلاث دون جدوى.
وقصة ثانية حدثت في محافظة الزرقاء، حيث دفعت الرغبة بالثراء السريع سيدة إلى التنازل عن ملكية بيتها لمحتال أوهمها بوجود ذهب مدفون تحت فناء المنزل. وأوهم أحد المحتالين السيدة بوجود ذهب مدفون في بيتها، لكنه وحسب زعمه "مرصود" ويحتاج الى فك طلاسمه لاستخراج الذهب المدفون من قبل أحد المشعوذين كان قد أحضره برفقته.
وقد حصل المحتالين في البداية على أموال من السيدة لشراء مواد لفك طلاسم "الذهب المرصود"، كي يتمكنا من إستخراجه، وأقنعاها بضرورة التنازل عن منزلها لصالح المشعوذ حتى يتمكن من إستخراج الذهب بطريقة أسهل وأسرع.
وبعد أن تنازلت السيدة عن ملكية بيتها لاذ المحتالين بالفرار فيما قامت الأجهزة الأمنية باعتقالهما.
والقصة الثالثة نوردها هنا لامرأة من مدينة الرمثا طلقها زوجها بسبب ترددها على من يطلقون على أنفسهم شيوخ الحجب لعمل الحجب للمحبة من الزوج أو التوفيق في الحياة.
بقي أن نقول بأنه يجب على المواطنين عدم التعامل بأعمال الشعوذة والسحر المختلفة والوثوق بهؤلاء المحتالين، أو السماح لهم بالدخول إلى بيوتهم وخاصة من قبل المواطنات اللواتي من السهل إغوائهن بالذهب والمال الوفير، وعدم تعاملهن مع الأشخاص المجهولين عبر مواقع التواصل الإجتماعي والذين يقومون بنشر إعلانات وهمية من شأنها التغرير بهن وإيقاعهن ضحايا لأعمالهم الجرمية وتنفيذ مآربهم الشخصية عبر إدعائهم بقدراتهم على تحقيق الكسب المادي السريع أو علاج الأمراض المختلفة أو استخراج الدفائن، أو غيرها من الأمور التي يستقطبون ويُغرون بها ضحاياهم. ويجب إبلاغ إدارة البحث الجنائي حال إشتباههم بأي من هؤلاء الاشخاص.
كما يجب على الاجهزة المختصة التصدي لمثل هؤلاء المحتالين بكل حزم من خلال التوعية المجتمعية، وحمايةً المواطنين من مخاطر هذه الفئة لما تمارسه من خديعة وابتزاز للضحايا، كسباً للأموال بطرق غير مشروعة، واتخاذ أشد العقوبات بهذه الفئة الفاسدة من المجتمع.
الحقيقة