أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

يُحكى أن!

مدار الساعة,أسرار أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: سليمان جودة

فى لقاء مع السفير على العايد، سفير الأردن فى القاهرة، طلب أن أسمع أغنية «يُحكى أن» التى يغنيها عمر العبد اللات، مطرب الأردن الأول، ويتوجه بكل كلمة حارة فيها إلى الجيش المصرى، على سبيل التحية الواجبة لجيش كان بطلاً فى كل مواقفه.. ولايزال.. وسوف يبقى.

وكنت قد سمعت الأغنية، عابراً، قبل لقائى مع السفير العايد فى بيته، ولكنى رجعت أسمعها من جديد، مرة، ومرتين، وثلاثاً، بعد أن تلقيتها فيديو على الموبايل، من الدكتور ذيب القراله، المستشار الإعلامى للسفارة!

وسوف ترى إذا جربت أن تسمعها، أن إيقاعها بديع، وسريع، ولطيف، وأن كلماتها واصلة إلى القلب من أقصر طريق، وأن إيقاعها يغريك بالعودة إلى سماعها من الأول، كلما انتهيت منها، وأنها توقظ فى داخلك الكثير من المشاعر الدافئة تجاه الجيش المصرى البطل، وأن فريق العمل الذى أخرجها قد عرف كيف يجعل سامعها يرتبط بها منذ المرة الأولى، وكيف يجعله يعود إليها ليكتشف فى لحنها ما لم يكتشفه فى مرات سماع سابقة!

وهى مدعومة بلقطات عسكرية من البر، ومن البحر، ومن الجو.. وكلها تجسد أمام عينيك أداءً عالياً لتشكيلات قتالية مختلفة من الجيش، وكيف أن البطولة فيه تظل اسماً على مسمى!.

وفى مرحلة من مراحل الأغنية تسمع هذه العبارة: «ولا جُملة ولا كلمة زيادة.. دا الجيش المصرى يا سادة»!.

وهى عبارة تلخص الكثير مما يمكن أن يقال عن جيشنا، الذى أدى ببطولة فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، من النادر أن يكون لها مثيل فى سجل بطولات القتال، بمثل ما يؤدى هذه الأيام فى العملية سيناء ٢٠١٨، وفى الحالتين كان جيشاً لكل مصرى، وكان جيشاً لمصر كلها، ولم يكن أبداً لحكومة، ولا لحاكم، ولا لنظام حاكم.. وهذا هو سر من أسرار العظمة فيه!.

كان جيشاً مصرياً.. وفقط.. وكانت مصريته هى سر تفرده بين سائر الجيوش.. ثم كانت هى أيضاً التى أغرت عمر العبد اللات بأن يلحن ويغنى له بهذه الدرجة من الحماس، ومن الحب، ومن الإعجاب!.

ولا أعرف لماذا كلما سمعت الأغنية طافت فى خاطرى أغنية عبدالحليم حافظ «عاش اللى قال للرجال»، التى غناها فى أثناء عبور قناة السويس فى ٧٣، فلاتزال رغم مرور كل هذه السنين عليها، قادرة على أن تعيدك بكل كيانك إلى أجواء النصر التى محت آثار الهزيمة!.

وعندما يجد مطرب الأردن الأول دافعاً قوياً فى داخله لتحية هذا الجيش بالكلمة واللحن، فلا معنى لذلك سوى أن الأداء العالى لجيشنا واصل إلى وجدان كل عربى، وأن كل عربى يشعر بالضرورة بأن له نصيباً فى قواتنا المسلحة، بمثل ما لكل مصرى نصيب فيها!.

وتلك زاوية أخرى من زوايا البطولة فى جيش وطنى بامتياز!.

وأدعو التليفزيون عندنا بكل قنواته، العامة والخاصة، إلى أن يأخذ الأغنية، وأن يكررها فى أوقات المشاهدة العالية، لأن فيها الكثير من الرسائل الإيجابية التى نحتاج إلى أن تستقر فى كل وجدان! (المصري اليوم)

مدار الساعة ـ