مدار الساعة - هارون الشيخ رضوان
كأن رئيس الوزراء هاني الملقي ارتكب خطيئة لا يبدو أن دخانها قد وصله حتى الآن.
خطيئة اقتصادية يريد معها للاردنيين أن يكفوا عن الاستهلاك.
كنت أسمع الرجل غير مصدق ما قدمه من حصة مدرسية غير علمية وينقص المعلم فيها الخبرة.
في الحصة المدرسية صباح الجمعة خاطب الملقي شباباً وضعوا اصبعهم تماما على الجرح، وبدوا اعلم من كل فريقه الوزاري.
قال رئيس الوزراء خلال لقائه صباح الجمعة، مجموعة من الشباب في مدينة الحسين للشباب في حوار تفاعلي تنظمه وزارة الشباب بحضور (20) وزيراً، إن "المطلوب من المواطنين التخفيف من الاستهلاك فداء للوطن... وان الوظيفة معونة وطنية، أما التشغيل هو من يبني الاوطان".
جرت العادة أن يتحدث المسؤولون بكلام لا معنى له في العمق لكنه شكلاً ذو رنّة. أما ما سمعه الشباب صباح اليوم فلام معنى ولا رنّة.
وكأن من بين ما يريده الملقي "كساد الاسواق"، هو لا يريد للاردنيين أن يخففوا وهو يعلم أنهم فعلوها بدفع من سياساته الاقتصادية. وكأنه يحرض الناس على الأسواق. بل يحرضهم على التجار. ويا ليته توقف عند هذا.
أكثر منه راح يرسم حدودا سوداء في ذهنه لمعنى "الوظيفة"، ثم رشق "التشغيل" بالالوان الوردية. لكأن الرجل يجهل ما يقول.
لا ينقص الرئيس العناد، وهنا مكمن الخطر الوطني، حتى كأنه يصر على أن يمينه يسار ويساره شرق وغربه يمين.