الزميل اليماني يكتب عن الكرامة وينتج فيلم (الكرامة أول انتصار)
شهادات لأبطال لا يهابون الموت ولا يخافونه هزموا العدو على أرضها قبل خمسين عاما
مصابون عسكريون يتذكرون سيرها قصصا وحكايات أسطورية شاركوا بصنعِ ملحمتِها بحروف مدادها الدم والشهداء
أخفى العدو أعداد خسائره خوفا من انهيار معنويات جيشه الجرار المسلح بأفضل أنواع الأسلحة والطائرات
جرحى تمنوا الشهادة وشهدوا لحظات استشهاد زملائهم في معركة تجاوزت مدتها (15) ساعة وكتب الله لهم النصر المظفر الخالد
استعادوا ذكرياتهم وتحجر الدمع بعيونهم وهم يتحدثون عن بطولاتهم في ساحات الوغى كأنها تحدث اليوم
رغم تقدم أعمارهم لا زال حب الجندية يسكن قلوبهم ويقسمون بالله أن الأردنية أبطال
كتب : عبد الله اليماني
تحت وهج حرارة شمسها الحارقة، وأشعة نور قمرها المنير، نسجوا خيوط كوفية الأردنيين (الاشماغ الأحمر) المميز رافعي الرأس يطاول السماء.
على أرضها كتبوا عشرات القصص من البطولات، هي نتاج التضحيات وهم على خط النار، يواجهون العدو الصهيوني. كانوا يبعدون عنه بضعة أمتار، كتبوا حروف النصر والشهادة. جرحى عاشوا أصعب لحظات حياتهم، لم تكتب لهم الشهادة.
أوقعوا في العدو خسائر فادحة في الأرواح (250 ) لقوا حتفهم، و(450 ) جريحا. وشراسة المعركة تدل على أن خسائره كانت تفوق ذلك العدد بكثير. نظرا لبسالة الجيش الأردني، ولكنه لم يفصح عن عدد قتلاه وجرحاه الحقيقي ، في معركة تجاوزت مدتها 15 ساعة كانت حامية الوطيس . الذي اقتحم أراضي الأغوار في جيش جرار تجاوز 15 ألفا . خاض فيها الجيش الأردني معركة عسكرية وجها لوجه مع العدو. واكتفى بتلك الأرقام.
اليوم الأبطال الذين شاركوا فيها يتذكرون أحداثها، وهم يذودون عن حياض الأردن بالأرواح والدماء الزكية التي روت ترابه الطهور.
يومها واجهوا جيشا ( الأقوى عدة وعتادا). أراد احتلال جزء عزيز ( أراضي الأغوار) الأردنية بعد مرور (9) أشهر على هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران عام 1967 م. معتقداً أنها ستكون لقمة سائغة له. ومتوهما أن الجيش الأردني (ضعيف). لا يقوى على مقاومته والصمود أمامه. ومتذرعا أن حربه التي شنها للقضاء على رجال المقاومة الفلسطينية (الفدائيين) الذين كانوا يوجهون له ضربات شبه ليلية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة . لكنها في الحقيقة كذبة كبيرة أراد فيها احتلال مرتفعات (جبال البلقاء وعمان). وفرض شروطه الاستعمارية على الأردن. فانتصر الجند الأردنيون على الجند الصهاينة المتغطرسين، وكبّدوه خسائر فادحةً في الأرواح والمعدات. وأسقطوا من قاموسه ( نظرية الجيش الذي لا يقهر) . وسجلوا (النصر ) في التاريخ العسكري الحديث ( كرامة الفخر) . بطولات فردية وجماعية. فاجبروه على الانسحاب، والتقهقر تحت وقع ضربات أسلحتهم . ومنعوه من تدنيس واحتلال التراب الغالي . فأذهل جيشنا العربي العالم ببسالته الأسطورية . في ساح الوغى . لقد أعاد النصر في الكرامة بارقة أمل للجيوش العربية بان لا مستحيل من ( النصر ) . فكانت الحرب العربية الأولى التي ينتصر فيها الجيش الأردني على العدو الصهيوني.
خمسون عاما تمر والتغني في ذالك النصر وبطولاته كأنها تحدث (اليوم ). وبكل مناسبة يحتفل بها ويقال عنها الكثير ، وانطلاقا من كوني شاهداً عليها، وعلى غيرها من الاشتباكات شبه الليلية مع العدو فلا تكاد تمر ليلة إلا وتتوقف ( إذاعة عمان) ، لتذيع بيانا للناطق العسكري فيما سمي (حرب الاستنزاف). عن وقوع تبادل للقصف ما بين القوات الأردنية وقوات العدو الصهيوني . على اثر عبور الفدائيين (الشريعة) لـ الضفة الغربية.
فلهذا اكتب عن الجند في يوم الكرامة وعن ليالٍ قضيناها في الخنادق. روايات بطولية وشهادات حية ما زالت عالقة في أذهان النشامى يا لها من لحظات امتزج فيها الألم المتوج بالنصر وهم على أسرة الشفاء بالتمني في الشفاء العاجل لكي يعودوا إلى ميادين الرجولة إلى منازلة العدو الصهيوني.
أجساد توسمت بـ"شظايا ". وأحاديثهم تنصب كيف وقعت المعركة، وكيف كانوا فيها اسودا يصرعون العدو وعن زملاء لهم ارتقوا شهداء. وآخرون لم يصابوا بأذى .
إنها (قصص ذات معاني سامية). وبهدف تدوين قصص وذكريات المصابين العسكريين التي عاشوها بأدق تفاصيلها توجهنا بهم إلى ارض الكرامة وصورناهم بالصوت والصورة حيث كنا نسير ببطء من اجل استذكار وتصوير الأماكن التي شهدت أحداث المعركة.
الناطق العسكري
صرح الناطق العسكري بما يلي: في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام العدو بشن هجوم على منطقة نهر الأردن الجنوبية وعبرت قواته النهر إلى الشرق في كل من منطقة جسر الأمير محمد (دامية) وجسر الملك حسين واشتبكت مع قواتنا ولا تزال مشتبكة معها بجميع الأسلحة، كما اشتركت طائرات الهيلوكبتر من قبل العدو في العملية، وقد دمر للعدو لغاية الآن أربع دبابات وأعداداً من ناقلات الجنود المجنزرة والآليات الأخرى وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقوات العدو حتى هذه اللحظة. هنا وهم يرحبون بك قائلين : أهلا بكم في أرض الإقدام والخير ، نعيدهم إلى أجواء المعركة لكي يسردون بطولات الجنود والضباط كل حسب الواقع الذي عايشه ، فقالوا :
مذكرات ضابط المشاة
العقيد التعمري
يروي ضابط المشاة العقيد المتقاعد المصاب خلف أبو هنيه التعمري مذكراته ، بشكل أسطوري حكايته قائلا : كنت ضابط مرشح ومهمتي جمع معلومات عن العدو أي ( استطلاع متقدم) لمعرفة أحواله وتحضيراته ونواياه الخبيثة التي يضمرها لنا من قبل المدنيين القادمين من الضفة الغربية . وتأكد لنا يومها نية العدو باجتياح الأغوار عن طريق محورين رئيسين جسر الأمير محمد ( داميا ) وجسر الملك الحسين . وكانت نواياهم احتلال جبال البلقاء وعمان والقضاء على العمل الفدائي ، حيث كنا على انسجام تام وإرادة حقيقة مع المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الوطن وحمايته . وفي صبيحة يوم معركة الكرامة كنت أتواجد في العارضة بالمواقع الرئيسة ننتظر تحرك العدو ،وكنا يقظين ومستعدين للقائه بالرغم من إمكانياتنا المتواضعة .ولم نعرف طعم النوم ليلة صباح الخميس فرحا وترحيبا بلقاء العدو وصده على أعقابه . وفي الساعة الخامسة بدأ العدو بالقصف التمهيدي المكثف على قطعاتنا الأمامية في الحجاب عند جسر دامية والملك حسين والمغطس والكرامة ومثلث العارض ( المصري ) وشعشاعه حيث كانت هناك قوات الحجاب . في الطمونيه وسويمره ،وتصدت لجحافله قواتنا الباسلة في الحجاب والقطاعات الرئيسة والمدفعية السادسة والتاسعة والدبابات وكافة أنواع الاسلحه بمهارات فنية رائعة من قبل قادة الكتائب والفصائل والبطاريات بمعنويات عالية .وكنا نشاهد في المواقع الرئيسة حركة قواتنا وهي تتصدى لقطاعات العدو المهاجمة .ونراها تناور وتصدها قواتنا بمهارة عالية تفوق الوصف . وقد أبلت المدفعية السادسة بلاء حسنا وكذلك المدفعية التاسعة وبطاريات المدفعية المختلفة (25 رطل ) .ونرى الدخان يغطي عنان السماء من هول العراك بين الآليات الثقيلة . وقد رأينا إعطاب كاسحة ألغام كانت تتقدم أمام دبابات العدو .وقد تم عطبها تماما من قبل مدفعيتنا ودباباتنا . وكان الله معنا . وعلى أصوات الزغاريد جنودنا التي كانت تنطلق بحماس منقطع النظير فقد أبلت القطاعات الأمامية في منطقة الكرامة ومثلث المصري في التصدي للعدو بالسلاح الأبيض وجها لوجه واستطاعت قوات المشاة بالتعاون مع قوات المقاومة الفلسطينية في ايقاع خسائر كبيرة في صفوف قوات العدو واستولوا على بعض آليات العدو اذكر ( خمس ) دبابات صالحة فر منها إعدادها واسر بعضهم وقتل آخرين شوهدوا مربوطين في السلاسل بداخلها . كما تصدت قواتنا إلى جانب الفدائيين لإنزال للمظليين شمال بلدة الكرامة وقتل منهم أكثر من 100 مظلي صهيوني . ويضيف لقد تمكنا من إيقاف تقدم العدو على محور داميا المثلث المصري في الساعات الأولى من المعركة وتقهقر وارتبك ارتباكا كبيرا وكأنني أراهم الآن أمامي وهم منهزمون باتجاه فلسطين بشكل فوضوي .
وقال : لقد أصبت في حوالي الساعة العاشرة صباحا في أنحاء متفرقة من جسمي جراء قصف العدو المدفعي حيث تعرضنا إلى قصف بقنابل ( منثاريه ) أطلقها علينا العدو . ومع ذلك بقيت في ارض المعركة لمدة أربع ساعات أقاتل مع الجنود بالأسلحة التي لدينا ونتصدى للطائرات المغيرة وتمكنا من الدفاع عن مواقعنا بكل جدارة وشجاعة فائقة . وكانت طائرات العدو تخشى الانخفاض وضرب مواقعنا خوفا من تعرضها للإصابة وإسقاطها من قبل قواتنا . وجرى إخلائي سيرا على الإقدام حيث كتيبة عمر بن الخطاب التي كان قائدها المقدم محمد عوض العمري رحمه الله .الذي أرسل لي فريق إسعاف برئاسة الملازم أول احمد عبد القادر من بني حسن لنقلي إلى الكتيبة ورفضت حيث تابعت مسيري سيرا على الأقدام حتى وصلت قيادة الكتيبة التي تبعد عن مكان إصابتي ثلاث كيلو متر . وأثناء سيرنا أغارت علينا طائرات العدو ولكن الله سلم . بعد أن قمنا بمهارات عالية من المراوغة والتخفي حتى وصلنا لها إذ تم إسعافنا بواسطة سيارة إسعاف وكان معي مصابا الرائد محمد الأعرج العجوري مساعد قائد الكتيبة الذي اخذ يشجعنا رغم جراحه البليغة .ووصلنا إلى مركز إسعاف حاطوم حيث جرى إسعافنا إسعافا أوليا جيدا لمدة ساعة ومن ثم تم نقلنا إلى المستشفى العسكري في ماركا . وهناك بقيت أسبوعا وهم يعملون على إزالة الشظايا من جسمي واذكر أن الذي عالجني هو الدكتور سطام حابس المجالي الذي اشرف على علاجي . وكان بجانبي من الجرحى المرشح خالد . بعدها عدت بمعنويات عالية وأدركت أن الوطن يفتدى بالأرواح والمهج .والتحقت مباشرة بوحدتي ومارست عملي في قيادة جنودنا وعمل التحصينات اللازمة في مواقعنا الرئيسة .
الضمور
وتحدث المصاب النقيب احمد سالم علي الضمور من كتيبة المدفعية الرابعة لمقاومة الطائرات ( م ط) والذي كان برتبة رقيب يومها قائلا : كانت كتيبتنا وهي مدفعية مقاومة الطائرات الرابعة (مدفع ثنائي مضاد للطائرات )، في منطقة تله الرمل بالعارضة وكان المسؤول عنا الرائد نعيم محمد سعيد ، وكان يتواجد لواء مشاة وكتيبة مشاة قائدها عوده عويد السرحان ومهمتنا حماية مدفعية الـ (25 رطل ) الميدانية من هجوم الطائرات الصهيونية ، وقبل المعركة في 48 ساعة جرى تحذيرنا من هجوم إسرائيلي على الأردن، وفعلا في صباح يوم الخميس وفي الساعة الخامسة والنصف أطلقت القوات الصهيونية أول قذيفة مدفعية علينا يسمونها قذيفة (إيجاد مدى) أي تحديد إصابة الهدف ، وسقطت القذيفة على بُعد (50 ) مترا عن مدفعنا ) ، والمنطقة رملية ، وبعيده عن مثلث العارضة حوالي كيلو ونصف ، وتقع على رأس تله مرتفعه ، وواجبنا حماية مدفعية الميدان من هجوم الطائرات الصهيونية عليها .
ويتذكر انه بعد سقوط القذيفة على موقعهم حدث تبادل لإطلاق نيران كثيفة من مختلف الاسلحه من قبل العدو وكانت المدفعية الأردنية كانت ترد عليها، وفي حوالي الساعة السابعة والثامنة صباح يوم المعركة رأينا (أربع طائرات ) حربية صهيونية من نوع ( سكاي هووك ) ، تطير من فوقنا ، قادمة من فوق منطقة الصبيحي ، ونحن تدربنا على ما يعرف( الرماية الشمسية ). أي نقوم بتوجيه المدفع نحو الشمس ونبدأ بإطلاق النيران بذاك الاتجاه ، نحوهن لأننا لا نستطيع رؤية الطائرات من وهج شعاع الشمس ، حيث كان شغلنا الشاغل بهذه اللحظة تلك الطائرات ، الثلاث التي لم تهاجمنا ، و كنا نوجه مدفعنا نحوها برماية مكثفة ، حتى رأينا الطائرة الرابعة التي انفردت عن باقي تلك الطائرات ، تَغيرُ علينا ولم نراها إلا وهي على مسافة ( 200 متر ) وفورا قمنا بتوجيه مدفعنا يمينا نحوها ، ولكنها كانت الأسرع ، فأطلقت علينا صاروخا سقط على بعد (10 ) أمتار من مدفعنا وقد احدث الصاروخ حفرة كبيرة قطرها ( 47 قدم ) ، وكون طبيعة الأرض رملية فقد انفجر الصاروخ ، وتناثرت شظاياه وأصبت بجروح بليغة نقلت على أثرها إلى مركز صحي يبعد عنا حوالي كيلو متر تقريبا ، وهي نقطة تمريض عسكرية وتم إجراء إسعاف أولي لي ، ومن هناك نقلت إلى مركز يقع في( زي ) ، ومنه نقلت إلى المستشفى العسكري (الرئيسي ) في ماركا، حيث وصلت إليه قبل صلاة العصر تقريبا ، والحمد لله لم يصب احد من زملائي وعددهم (7) أشخاص بأية جروح ، رغم أن الطيران الصهيوني كان يقوم بإلقاء قنابله من ارتفاعات عالية ، على إخواني في الموقع ، ومكثت في المستشفى لمدة أسبوع ، وجرى إخراجي من المستشفى ، وعدت إليه مرة أخرى لإجراء عمليات لإخراج الشظايا التي أصبت فيها وتتواجد بأجزاء في جسمي .
وكشف الضمور أن الضابط حيدر مصطفى والذي وصل إلى رتبة لواء كان أثناء المعركة يتنقل على دراجة نارية بين القطاعات العسكرية . ووصف أجواء المعركة قائلا : لقد كانت أجواء حماسية (زغاريد ) كنا في عرس وطني ، وبعد أن تماثلت للشفاء عدت إلى زملائي، مضيفا أن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية لم تقصر معنا ففي كل احتفال بيوم الكرامة وتحت الرعاية الملكية السامية يتم دعوتنا وتكريمنا .
النواطير
أما المصاب العريف محمد علي العبد الحق النواطير فيقول : لم نرتاح ولم نعرف بعد مكاننا الجديد الذي نقلنا له لأننا كنا في الجبهة قبل أن يجري تبديلنا وقد حل مكاننا بواسل جدد . منوها انه مابين المعركة ومغادرتهم أرضها وتواجدهم في طبربور، موقع ( موسيقات القوات المسلحة حاليا ) مدة ( 21 عشر يوما ) . وجاءتنا الأوامر بالتحرك إلى المعركة في الساعة الثالثة فجرا واعتلى النشامى ظهور الدبابات ،( الكتيبة الخامسة). متوجهين إلى الغور ،وسارت الدبابات على الجنازير، وتوزعنا ( قسمين ) قسم إلى (الشونة الجنوبية ) . وقسم إلى ( العارضة )، وكان قائد السرية الثانية عارف أرشيد مرشود ، وعند وصولنا إلى على مقربة من سد الشونة الجنوبية أعدنا توزيع الدبابات إلى الخنادق التي كانت فيها قبل انسحابنا منها.
قسم يمين السد وآخر شماله ، ومن ضمن المواقع الدبابات دبابة تمركزت فوق ألتله المطلة على الشونة وصرح الجندي المجهول حاليا ، وما أن تمركزنا في خنادقنا حتى وجهنا مدفع دبابتنا صوب دبابات العدو . فدمرنا دبابة وسيارة لاند روفر.
وبقيت مئذنة مسجد الكرامة شاهدت على وحشية العدو، وعدم احترامه للمعايير والقوانين الدولية والإنسانية. كان ( يوم الخميس ) يوما أردنيا رائعا بامتياز تفوق فيه الجنود الأردنيين على ( جنود العدو ) . فلم أجد أجمل ولا أروع من العودة بهم إلى تلك الـ ( 15 ) ساعة . لإشعارهم أنهم في (القلب والوجدان) ، موجودون ، رغم مرور خمسون عاما عليها . للاستماع إليهم وهم يتحدثون عن ذكرياتهم الجميلة بكل عفويه، لعل الأجيال تقرأ ما قالوه وضحوا من اجله ويتعرفون على معنى (الكرامة الحقيقي) . وثمارها الطيبة المباركة، ( نعمة الأمن والأمان ). و( غرسها الضارب في الأعماق ) ، الاستقرار والازدهار الذي ارتوى بدماء وعرق أبطالها الأشاوس حماة (الوطن والمواطن ومن نتاج تلك التضحيات،(( العيش على ثراه امنين مطمئنين)).
كل يوم تتجدد ثقة الأردنيين بـ((حماة الوطن )) ويقفون معهم صفا واحدا في الدفاع عنه.
الأردنيون بواسل ((روح قتالية عالية ،جنود تحمل السلاح ، يعتلون ظهور آلياتهم ، ويتناولون قهوتهم المعطرة بالهيل . اسود الليل لا تمنعهم عتمة أو مسافة بعيدة ))، جاهزون ( لبيك آبا الحسين ) ، كل شبر من وطنان هو ارض الكرامة . فلا كرامة لمواطن ((إذا تعرض الوطن إلى زعزعة أمنه واستقراره)) .
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (صدق الله العظيم .