انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

قمع النساء العربيات يُبقينا في القرن السابع عشر

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/08 الساعة 01:09
حجم الخط

يصنّف وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه آرنس «قمع النساء» في العالم العربي بأنه في خدمة المشروع الصهيوني حين يقول:
«بقي العالم العربي كما يبدو، عالقًا، منذ القرن السابع عشر، ديكتاتوريات أمسكت بزمام السلطة، بمساعدة خدمات سرية. تم قمع النساء وتراجع العِلم».
الذين يناضلون أو يسعون الى تحرير كل فلسطين أو إقامة الدولة الفلسطينية على ارض الضفة العربية المحتلة في حزيران عام 1967 عليهم أن يلاحظوا ويتيقنوا أنه لا تحرير ولا دولة ولا حرية ولا استقلال بدون مساواة النساء وتوفير فرص متكافئة وتحقيق حرياتهن والإقرار بحقوقهن وحمايتهن من التزويج المبكر ومن الاستغلال والتمييز والأمية والإهانات اللفظية ومن العنف بأشكاله كافة.
إن العذاب الذي يلحق بأمهات الشهداء والمعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لا يداني ربعه ولا عشره، العذاب الذي يلحق بالآباء. وإن العناية المثابرة المنظمة بالمصابين والجرحى والمشوهين، في الصراع مع العدو الإسرائيلي، هي مهمات هائلة لا تقوم بها سوى النساء... الأمهات والزوجات والبنات والشقيقات.
وإن المجتمع العربي الذي يضطهد نصفُه النصفَ الثاني، هو مجتمع محكوم عليه بالهزيمة والتخلف. فمن يضطهد غيره لا يكون حرا.
لقد كافحت النساء طويلا من أجل حقوقهن منذ 1865 عندما عاملت شرطة نيويورك بوحشية مظاهرات آلاف النساء الامريكيات للمطالبة بحقوقهن إلى 8 آذار 1908 عندما تظاهرت عاملات النسيج في نيويورك للمطالبة بحقوقهن وهن حاملات قطع الخبز اليابس وباقات الورود إلى تخصيص يوم الثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة عام 1977 بعد سنوات طويلة من الاضطهاد والنضال ضده.
لقد خاضت نساء الأردن نضالاً شجاعًا صلبًا متواصلاً من أجل الحقوق المدنية والسياسية والتشريعية، استمرت عقودا طويلة، إلى أن تحقق لهن بعض ما يطمحن ونطمح إليه من حقوق تسهم في تقوية البنية السياسية وتصليب جناحي الوطن وتدعيم القواعد الأساسية الحقوقية للمجتمع الأردني.
كل عام ونساء الأردن وأمهاته بخير. فهن من منحننا ما نحن فيه من قيم ومناقب وأخلاق كما قال أمير الشعراء العرب، الكردي أحمد شوقي:
الامُّ مدرسةٌ إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيّب الأعراق.
وكل عام ونساء فلسطين وأمهات الشهداء والمعتقلين وزوجاتهم وبناتهم بخير. وكل عام ونساء سوريا والعراق واليمن وليبيا والأمهات المعذبات هناك بخير وأمن وسلام.
لقد عاينت عن قرب شديد قدرات أمي وطاقاتها الجبارة وقدراتها الفذّة على ممارسة التعب والشقاء والبذل والعطاء، وشراستها، التي كانت في شراسة لبؤة لحماية أبنائها والذود عنهم ونكران ذاتها حدّ الفناء في سبيلهم.
وكل أمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم وبناتكم مقدودات من نفس طينة العطاء ونكران الذات المباركة التي تحثنا على الوقوف الى جانب النساء الأردنيات من أجل الإقرار بأدوارهم الأساسية المكافئة لأدوارنا الضرورية لحماية مجتمعنا والنهوض به.
سيظل الثامن من آذار يذكرنا كل عام بأن حقوق النساء هي حقوق الرجال. وهي سند كبير لنا في كل مواجهاتنا، على قاعدة أن ذلك سيسهم في إخراجنا من مقبرة القرن السابع عشر وغيبوبته.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/08 الساعة 01:09