مدار الساعة - نداء صالح الشناق - في آخر حلقات الجولة الأولى من "شاعر المليون" التي بثتها ليلة أمس قناة الإمارات وقناة بينونة في الساعة العاشرة، بحضور معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي وكل من عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج الشاعرين والكاتبين بدر صفوق وتركي المريخي، وكذلك أعضاء لجنة التحكيم د. غسان الحسن، والناقد والكاتب سلطان العميمي، والناقد والإعلامي حمد السعيد، بالإضافة إلى حشد من الجمهور .
وفي بداية الحلقة أعلن المقدمان حسين العامري وأسماء النقبي عن اسم المتأهل بتصويت الجمهور، حيث تمكّن الشاعر السعودي نجم بن جزاع الأسلمي من الحصول على 77%، وبالتالي من الانضمام إلى بتول آل علي وصالح العنزي اللذين أهلتهما لجنة التحكيم في الحلقة الماضية.
زايد المؤسس ...
خلال حلقة ليلة أمس تم بث تقرير حول "صرح زايد المؤسس" الذي تم تدشينه قبل عدة أيام على كورنيش أبوظبي؛ تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخليداً لذكرى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بحضور أصحاب السمو حكام الإمارات، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما حضر مراسم التدشين سمو أولياء العهود، وسمو الشيوخ، وعدد كبير من المسؤولين، وذلك كي يبقى "إرث الشيخ زايد سيظل محفوراً في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن الذي أرسى لبناته الأولى" كما صرح سمو نائب رئيس الدولة، خاصة وأن "مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة" كما قال سمو ولي عهد أبوظبي.
وقد جاء تدشين الصرح بالتزامن مع إطلاق "عام زايد" الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بمناسبة مرور 100 عام على مولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ويسلط الصرح الضوء على الغرس الطيب الذي زرعه الشيخ زايد في نفوس المواطنين والمقيمين، والرؤية القيادية الفذة التي كان يتمتع بها، كما يحتفي بالأثر الإيجابي الكبير له على مستوى الدولة والعالم. ويمنح الصرح أجيال المستقبل شعوراً بالتواصل العميق والارتباط بشكل أكبر بالقائد المؤسس، ويمكنهم من استلهام أفكار مبتكرة.
زايد ملهم الأجيال ...
كما قدم البرنامج تقريراً عن إيلاء الشيخ زايد – رحمه الله - جلّ اهتمامه للشباب باعتبارهم ثروة الوطن. إذ كان يحرص على دعوتهم للتسلح بالعلم والأخلاق والإلمام بالتاريخ وبالظروف الصعبة التي عاشها الآباء والأجداد، كي يسهموا بدور فعال في خدمة البلاد، من حيث الإنتاج والعطاء والالتحاق بمختلف ميادين العمل للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها مسيرة الاتحاد، باعتبار الشباب "درع الأمة وسيفها والسياج التي يحميها من أطماع الطامعين" كما قال الشيخ زايد، وهو الذي منحهم اهتماماً كبيراً ليكونوا حماة الأرض والهوية والثقافة والمجتمع. والذي كان يؤكد مراراً وتكراراً على ضرورة أن يتم إعدادهم جيداً كي يقدموا إنجازات وخدمات هامة للإمارات دولةً وحكومةً، خاصة وأنها كانت تسير نحو الريادة.
الشعراء في مهرجان الوحدات للرماية ...
وخلال الحلقة أيضاً تم بث أحداث زيارة الشعراء لمهرجان الوحدات المساندة السادس للرماية الذي انطلقت فعالياته يوم الأحد الماضي في منطقة الريف بأبوظبي، تحت شعار "عام زايد". واطلع الشعراء على فعاليات المهرجان المدنية منها والعسكرية، وخلال زيارة ميادين رماية الصحون والشوزن ورماية القوس والسهم؛ عاش الشعراء تجربة الرماية.
الشاعر د.خميس المقيمي في ضيافة البرنامج ...
استضاف "شاعر المليون" ليلة أمس الشاعر العماني خميس المقيمي الذي شارك في البرنامج بموسمه الأول، وخلال استضافته سأله حسين العامري عن مشاركته في "شاعر المليون"، والأثر الذي تركه على المقيمي في صياغة مسيرته الشعرية. فأكد الشاعر من جهته أن أحداث الموسم الأول خالد في ذاكرته، الذي أثّر على تجربته الشعرية ابتداءً من مناوشاته مع د. غسان الحسن، وانتهاءً بعلاقته المستمرة مع بقية الشعراء، وخصوصاً الشاعر محمد بن فطيس المري. وأضاف المقيمي أن لأبوظبي الفضل فيما وصل إليه شعراء الدورة الأولى من البرنامج، حيث كان الرهان على نجاحهم كبيراً، ولولا ذلك ما وصل شعرهم إلى الناس في جميع أنحاء الوطن العربي.
وتركز السؤال الثاني حول مميزات الشعر العماني، فأوضح المقيمي أنه متفائل في هذه النسخة بشعراء عمان، فهم سفراء الساحة العمانية التي تزخر بخامات لم تحتك بالإعلام، واشتغلت على أدواتها الشعرية بعمق وكثافة، وأن الشعر العماني مختلف بشكل ملحوظ، ولم يتكشف بعد.
وحول تجربة المقيمي في تحكيم "شاعر المليون للأطفال"، ودور برامج الشعر عموماً في غرس الوعي الثقافي لدى الأطفال؛ قال الشاعر: أذكر التفاصيل البسيطة الجميلة التي تشكل لبنات أساسية في بناء جيل مهتم بالشعر والثقافة والقراءة بعيداً عن ملهيات الحياة الأخرى التي تجذبهم، فأظن أنها كانت رسائل مهمة وعظيمة في تكوين جيل فاهم ومطلع.. وكأنني أرى أحداث الحلقات اليوم فهي حاضرة في ذاكرتي بكل جمالياتها إذ كان الأطفال يحفظون أشعارنا ويلقونها أمامنا للتحكيم.
وفي رده على السؤال الرابع الذي تناول تجربته في القصائد المغناة، وكذلك ترجمة بعض قصائده للغة الإنكليزية؛ لفت المقيمي إلى أن طموح أي شاعر الوصول إلى أكبر شريحة من الناس حتى وإن خاض تجربةَ كتابيةً أخرى مثل الرواية إن كان يتمتع بهذا الحس. وبخصوص القصائد المغناة فهو ليس توجه – كما قال - إنما تمكناً من القصيدة وخصوصاً الوطنية منها، والتي نالت استحسان ملحنين هامين في السلطنة، ولدى الشاعر الرغبة لاحتراف النص الوطني غير المستهلك. أما بالنسبة لترجمة قصائده؛ فإن الحالة ما تزال تشكل هاجساً لديه، مؤكداً ندرة ترجمة القصائد العامية، إذ لم يسلط الضوء في الترجمة على هذا اللون من الشعر. وقد أنشد المقيمي قصيدة من قديمه المتجدد:
شعراء الحلقة الثامنة ...
ليلة أمس قدم آخرُ ستة نجوم في المرحلة الأولى نصوصهم النبطية التي رأوا أنها ستؤهلهم إلى الانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن 24 شاعراً من أصل 48، وكانت المواجهة الشعرية بين شاعرين من السعودية، وشاعرين من الكويت، وشاعر من الأردن،وشاعر من سوريا، فمثّل السعودية: سالم حواس الحازمي وفهد عوض العازمي، ومثّل الأردن صالح الهقيش الصخري، فيما مثل الكويت فيصل عايض العتيبي ومبارك الفغم الرشيدي، أما مهنا الماضي الشمري فمثّل سوريا.
واستطاع الشاعران صالح الصخري ومهنا ماضي الشمري من الانتقال إلى المرحلة الثانية بعد اتفاق أعضاء لجنة التحكيم على تأهيلهما، حيث حصل الصخري على أعلى درجة وهي 48، والشمري على 47 درجة.
وقد استوجب ذلك من بقية الشعراء الذين تأهلوا بدرجات أقل الانتظار حتى الأسبوع المقبل لإعلان نتائج التصويت، وهم: سالم حواس الحازمي 42 درجة، ولكل من مبارك الفغم الرشيدي وفهد عوض العازمي 45 درجة، فيصل عايض العتيبي 46 درجة.
من جهته أوضح الناقد سلطان العميمي أنه سيتم الإعلان عن آلية ومعايير المرحلة الثانية خلال الحلقة المقبلة، والتي تتمثل في تنافس 24 شاعراً.
في مديح الشعر والشاعر سالم الحازمي ألقى قصيدته التي تناول فيها الشعر والشاعر، وقال في أبيات مطلعها:
وأضاف: حفلت قصيدة الحازمي بالصور والخيال الشعري، لكن الموضوع وقف عند حد معين، مما اضطر الشاعر لتكرار الصورة من أجل خدمة معنى واحد، فمالت القصيدة للمباشرة في أربعة أشطر متتالية. أما خاتمة الأبيات فهي من الكلام المستهلك العادي، وفيها تراكيب ليست من صنع الشاعر. ثم تطرق الناقد إلى جزء آخر من القصيدة، معتبراً أنه متماسك وشاعري جداً، ويزخر بالصور الشعرية الثرية الجميلة.
فيما أكد الناقد سلطان العميمي على تقليدية القصيدة والمباشرة الواضحة فيها، إلا أن حضور الشاعر جاء منسجماً مع الفكرة. كما لفت إلى خصوصية نحا إليها الشاعر، وانحصرت في شحذ الشاعر همته من خلال مخاطبة أشعاره. غير أن الخطاب لم يتطور من ناحية الحدث أو الفكرة. وتطرق العميمي إلى أن القصيدة لا تقدم تجربة ذاتية، إنما مقدرة الشاعر على الصياغة والتنوع في أساليب الكتابة الشعرية، وهو ما منح القصيدة جمالاً.
من جانبه قال الناقد حمد السعيد: أبدع الشاعر وحلق في سماء الشعر، مشيداً بحضور الحازمي على المنبر، وبالصور الشعرية التي جاء بها، وبتوظيفه معاني البادية. وأطرى الناقد على عدد من أبيات القصيدة لما فيها من عمق شاعري، كما في البيت: (ماريد الحلم يرقى للسما لو هي تضييق صدور/ وياخذ منها سمو القصيد وغيمها حبره)
أسراب حروف الصخري ...
صالح الصخري ألقى قصيدته "قناديل الأمل" التي تتحدث عن مسيرته في الشعر والحرف والمعاناة الذاتية، وعن وصوله إلى "شاعر المليون"، وقد قال في الأبيات الأولى من قناديل أمله:
العازمي يعدُّ أمانيه ..
فهد العازمي ألقى على مسامع اللجنة والجمهور قصيدة "عد الأماني" التي وصفها الناقد حمد السعيد بالرقي، وهي التي بدأها الشاعر بالأبيات التالية:
وأشاد السعيد بالنص، كونه يرتكز على مبادئ أخلاقية. كما أشار إلى ترابط الفكرة ومخزون الشاعر اللغوي، والمحسنات البديعية التي تلاعب بها الشاعر في بعض أبياته، وهو أمر لا يتقنه إلا شاعر متمكن. ومن الأبيات التي أعجبت السعيد وأعجبته (كحلتها بالطموح المحتزم بالمقام/ ووسمتها باسمي اللي للجروة سمي). ثم وصف البيت الأخير بأنه مسك الختام، حيث يتضح فيه النضوج الشعري والفكري (حقه علي البياض أليا غشاه الجهام/ وحقي عليه الحسافه لا ركزت اعلمي).
أما د. غسان الحسن فقد قال إن النص يدل على حضور شاعر متمكن مما جاء به في القصيدة التي اعتمد في بنائها على أسلوبين، الأول يتمثل بالجملة الفعلية وهو (الحدث) الذي اتسم بالتطور، وهذا أمر يحسب للشاعر، والأسلوب الثاني المتمثل في الجملة الاسمية ووجود حدث غير متطور، وهذا يدل على وعي الشاعر بأسلوبه، ومتى يستخدمه، وقد نجح في التوفيق بين الأسلوبين.
بدأ التعليق د. غسان الحسن، وقال إن اللمسات الموجودة في النص جميلة، وقلما يتمكن الشعراء من إتقانها من الناحية الموضوعية. مشيراً إلى أن الشاعر خدم قصيدته بالخيال، وبالتصوير، وكذلك بالتعليل.
وقسم د. الحسن القصيدة إلى قسمين، أحدهما أقوى من الآخر، غير أن الجمال الشعري تركز في الثلث الأخير من القصيدة، حيث تألقت العبارات الشعرية والسبك الشعري. ومن الأبيات التي أشاد بها د. الحسن: (متى تظفر ايامي من الغار والاكليل/ واصافح يد الأحلام واصحي سباتي).
ونصح د. غسان بضرورة تجنب العبارات التي لا تنتمي إلى الشاعر، مثل الجمل المقولبة، والتراكيب التي ورد في القصيدة مثل: (ظلام الليل، الحمد والتهليل,.....)، خاصة وأن الشاعر لا تعجز ه الكلمات، ولا القدرة على جلب ألفاظ خاصة به.
وقال الناقد سلطان العميمي في تعليقه إن القصيدة بعيدة عن التكلف، وبها سهولة ممتنعة، وصياغتها بذاك الإتقان لا يأتي لأي شاعر . حيث اعتبر الناقد أن النموذج الذي قدمه الشاعر جاء جميلاً من ناحية التصوير الشعري وبأسلوب متميز لا يشبه غيره، مثل المقارنات الكثيرة، كالصراع بين النور والظلام، وهو ما ورد في القصيدة بألفاظ مختلفة، وهو صراع بين الأمل واليأس، ولهذا كان التوازن في رسم المنتاقضات موفقاً.
فيما استأنس الناقد حمد السعيد لاستخدام الشاعر وزناً هجره الشعراء، وهو طرق المنكوس. ثم تحدث عن النص الوجداني الذاتي، مشيراً إلى تكريس الشاعر لثلاثة أبيات امتدت في خطاب الليل. كما نوّه السعيد إلى تكرار مفردة (سهيل) ثلاث مرات في بيت واحد، الأمر الذي ما يوحي بشح الكلمات لدى الشاعر، إلا أن للناقد منظوراً آخر، حيث اعتبر ذلك توظيفاً موفقاً يخدم المعنى الذي قصده العتيبي.
رحلة الرشيدي مع الشعر ...
من ناحيته أكد الناقد حمد السعيد أن الحديث عن النص يطول، وذلك لجماله، وتسلسله، ولصوره الجميلة، وللمشاعر المتجسدة في الصور الشعرية بشكل بارز.
في حين ذكر د. غسان الحسن أن المنهج في حديث الشاعر عن مسيرته الشعرية والمسابقة جاء واقعياً، وأضاف على القصيدة سمة جيدة، بالرغم من تكرار الموضوع. واعتبر د. الحسن توجس الشاعر وخوفه من خوض المسابقة موفقاً في تعزيز الصدق الفني والموضوعي للقصيدة، وهو أمر يحسب لما جاء به الشاعر. أما الموضوع الآخر في القصيدة فلم يكن طارئاً، فهناك إلهام تثيره المحبوبة نابع من تباهي الشاعر بإبداعه في القصيدة.
مهنا الماضي الشمري كان آخر شعراء الأمسية، ألقى قصيدة ركز في على الوطن. وتحت عنوان "وطن الحب" ألقى قصيدته، والتي جاء في أبياتها الأولى:
كما أشاد د. غسان الحسن بالنص الصادق. حيث وُفِّق الشاعر في استحضار الشعر، إلى أن بلغ التأزم النفسي مداه. ثم أشار د. الحسن إلى جماليات الأبيات الأولى التي وجدها تعبّر عن الاحتشاد النفسي، ورأى الحسن أن الفاصل الشعري جاء في البيت (رمحين في صدري المنهك تهد الرحول/ الرمح الاول بلادي وانت رمحك مكين).
إلا أن د. الحسن توقف عند المساواة بين الرمحين، وتلك قضية إنسانية عامة قارنها الشاعر بقضية شخصية بحتة، لكنه لم يوفق في مقارنته. ومع ذلك فإن الشاعر يتمتع بذكاء شعري، أصاب به عدة أهداف جوهرية في معنى النص.
وفي تعليقه لفت الناقد سلطان العميمي إلى أهمية القصيدة وموضوعها عن الإرهاب والصراعات المزيفة التي تختبئ تحت ستار الدين، وقال: توقفتُ عند البيت الذي قال فيه الشاعر (مادام خير السنابل ضيعته الحقول/ على ثقال الرحى وش طاح غير الانين)، نظراً لعمق الصورة الشعرية فيه، وتوظيف الشاعر لمفردة (الرحى)، لما تثيره من صوت وحركة وطاقة، والربط بين هذا الصوت وصوت الأنين.
ومع ستة شعراء ستبدأ أحداث الحلقة التاسعة (الحلقة الأولى من المرحلة الثانية) التي ستنطلق يوم الـ13 من الشهر الجاري، ليلتقي كل من صالح العنزي وراشد بن قطيما المري من السعودية، وعلي سالم الهاملي من الإمارات، وعبدالله الطائي من سوريا، ومحمد الخطيمي الخالدي من الكويت، ومانع الهميمي من اليمن.