مدار الساعة - هارون الشيخ رضوان - الحكومة وضعت المواطنين في مأزق. ترفع أسعارهم وتزيد من الضرائب عليهم، وتتوحش كما لم تتوحش حكومة من قبل. فهل يخرجون في مسيرات ترفض سياسات الحكومة المتوحشة؟ وماذا يرفعون من شعارات إذا خرجوا؟
هنا الناس فئتان: الداعون للخروج الى الشارع، والآخرون الرافضون لهذا الخيار. لكن كلتا الفئتين في مأزق. مأزق يعبّر عن أنهم معا لا يريدون الفوضى للبلد. هذا تعبير يفترض مسبقا أن رأس الحكومة أكثر يبسا من أن تنصاع لمطالب الناس، حتى لو كان خيارها المرغوب بالمعالجات الأمنية.
شباب السلط يوم ارتفع سقف الشعارات في إحدى فعالياتهم أصدروا بيانا قالوا فيه: "لسنا من رفع". بيان شباب السلط اتهم مندسين أتت بهم الحكومة.
هوية وتاريخ نشطاء حراك السلط أو الكرك وذيبان تقول: إن بيان السلط صادق. صادق على الأقل في انهم لم يخرجوا على القانون. تفتش في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فتجدهم يرفعون صور جلالة الملك وعبارات تشي بالكثير، يقولون فيها نحن ضد سياسات الحكومة فقط.
تبدأ بالظن أن رفع السقف مصلحة حكومية، ليخاف الناس، ويعودوا إلى منازلهم.
في الأثناء تراقب مخرجات سياسة الحكومة الاقتصادية، فلا تجد سوى ركود للاسواق وزيادة بطالة، وصدمات قيم. وهذا لا يخيف الحكومة فتعبيراتها المباشرة لن تتحمل مسؤوليتها هي، بل الحرامي، أو القاتل أو الفاسد، أو الخارج على القانون عموما.
هذا ما تريده الحكومة، ويخيف الناس. أن يحدث التنفيس في الخروج الجرمي على سياسات الحكومة الاقتصادية. وقد بدأ. لهذا الناس في مأزق، سواء خرجوا في مسيرات رافضة لرفع الاسعار وزيادة الضرائب أو بقوا في منازلهم.