مدار الساعة - اطلع رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الخميس على سير العمل بمشروع العطارات لإنتاج الكهرباء من الصخر الزيتي باستطاعة 470 ميجاواط وبكلفة استثمارية اجمالية تبلغ 2ر2 مليار دولار في منطقة عطّارات ام الغدران وسط المملكة.
وقال رئيس الوزراء ان المشروع يشكل علامة فارقة في مسيرة التنمية في الأردن، لافتا الى ان الاردن الذي حباه الله بموارد طبيعية كثيرة بدأ باستثمارها منذ خمسينيات القرن الماضي ابتداء بصناعة الاسمنت والفوسفات والبوتاس، يدشن اليوم لمرحلة جديدة يستغل خلالها الصخر الزيتي لغايات التنمية والنماء الاقتصادي وتطوير الصناعات الوطنية.
وأضاف، بعد عام من الغلق المالي لمشروع العطارات بدأنا نرى إنجازا على ارض الواقع للمشروع المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري عام 2020 بتوفير نحو 12 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للكهرباء في الأردن.
وكانت الحكومة قد وقعت منتصف اذار العام الماضي وبرعاية رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي اتفاقية إعلان الغلق المالي لمشروع العطارات تمهيدا لبدء العمل بتنفيذ المشروع على ارض الواقع.
وأكد رئيس الوزراء أن الاعتماد على الذات لا يكون فقط في مجال المالية العامة، مضيفا أن الحكومة تتعاون مع مجلس الامة لإجراء الإصلاحات المالية التي تؤمن النماء والرخاء للوطن وفي نفس الوقت تعمل على تحفيز النماء الاقتصادي وإقامة مثل هذه المشاريع الضخمة.
وقال إن الحكومة تعمل على توفير البيئة الجاذبة للاستثمار وتسعى بكل جدية نحو تلبية احتياجات المستثمرين بمنتهى الشفافية وبعيدا عن أي نوع من أنواع الفساد، لافتا إلى أن الحكومة قد ربحت اليوم قضية تحكيم دولية فيما يتعلق بمشروع جر مياه الديسي، مثلما ربحت قضية مماثلة تتعلق بمشروع استثماري في الأمس القريب.
وقال "لنا ان نفخر بهذا المشروع الذي انتظرناه طويلا وسيكون باكورة لمشاريع أخرى للصخر الزيتي سواء بواسطة الحرق المباشر او التقطير".
من جانبه أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة أهمية المشروع في الحفاظ أمن التزود بالطاقة بالاعتماد على الموارد المحلية لإنتاج الطاقة الكهربائية المستدامة الموثوقة بنسبة 12 بالمئة في عام 2020 من اجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة مما يسهم في تقليل استيراد المشتقات النفطية لغايات توليد الكهرباء.
كما أكد أهمية المشروع في تسويق مشاريع الشركات الاخرى العاملة في المملكة في مجال استغلال الصخر الزيتي للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ مشاريعها الامر الذي سينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني.
واشار الوزير الخرابشة الى اهمية المشروع في ضخ ملياري دولار خلال بضع سنوات مما سيرفع الناتج المحلي الاجمالي مؤكدا ان تمويل الجانب الصيني للمشروع بمبلغ 6ر1 مليار دولار من شانه تشجيع تمويل المشاريع المختلفة في الاردن واستقطاب الاستثمارات المشابهة وسيضع الاردن في الاسواق العالمية على قائمة الدول القادرة على استقطاب التمويل الضخم والصعب وطويل الامد.
وتابع الوزير الخرابشة تعداد مزايا المشروع، وقال انه سيشغل في مراحله المختلفة الاف الايدي العاملة ولمدة تتراوح ما بين 26 الى 40 عاما وسيعمل على احياء مناطق المشاريع الأقل حظا وسيساهم في تدريب الكفاءات المحلية على كافة مراحل الصناعة لتطوير الخبرات المحلية.
بدوره عرض عضو مجلس إدارة المشروع المهندس محمد المعايطة المراحل التي قطعها المشروع، وقال، ان نسبة الانجاز الفعلي الكلي لمحطة التوليد بلغت حوالي 11 بالمئة من المخطط له وتم تجريف نحو 4 مليون متر مكعب من الغطاء الترابي.
وأشار الى انجاز ساحة تخزين الوقود (الصخر الزيتي) بسعة 7ر1 مليون طن، متوقعا أن يبدأ استخراج الصخر الزيتي من المنجم في بداية عام 2019 وعلى ان يتم تشغيل محطة الحرق المباشر في الربع الثاني من عام 2020.
وجال رئيس الوزراء في مرافق المشروع واطلع على سير العمل والإنجازات التي تحققت خلال العام الأول من بدء العمل.
ورافق رئيس الوزراء خلال زيارته لمشروع العطارات كل من وزيري الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة والدولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة وعدد من النواب وسفيرا الصين وماليزيا لدى المملكة.
ويعد المشروع المقام في منطقة عطارات ام الغدران وسط المملكة الاول من نوعه في الاردن والاكبر في المنطقة والقائم على الحرق المباشر للصخر الزيتي لتوليد الكهرباء بقدرة 470 ميجا واط او ما يعادل 12 بالمئة من اجمالي توليد الكهرباء في المملكة وبحجم استثمار يصل الى 2ر2 مليار دولار.
والمشروع العائد لائتلاف (صيني- ماليزي- استوني) يعتمد بالكامل على احتياطي المملكة من (خامات الصخر الزيتي) الذي يتواجد في حوالي 60 بالمئة من مساحة الاردن بما لا يقل عن 70 مليار طن من الصخر الزيتي ويعتبر الاردن في المرتبة الرابعة من حيث كمية المخزون عالميا.
وسيتم تشغيل الوحدة التوليدية الاولى في المشروع بعد 38 شهرا من تاريخ الغلق المالي وباستطاعة 227 ميغاواط تليها الوحدة التوليدية الثانية بعد 42 شهرا.
وتشمل اعمال المشروع ثلاثة عقود رئيسية الاول هو عقد المقاول الرئيسي الصيني لبناء المحطة بالشراكة مع مقاولين اردنيين والثاني يخص التعدين وينفذه مقاول محلي لغاية تعدين الصخر الزيتي الذي سيستخدم وقودا لمحطة انتاج الكهرباء اما العقد الثالث وقد احيل على مقاول محلي فهو للبنية التحتية وبهدف تهيئة الشوارع والساحات والقرية العمالية.
والصخر الزيتي هو من الصخور الرسوبية التي يتم تعدينها بطرق التعدين التقليدية ومن ثم تسخينها لإنتاج النفط او احراقها لتوليد الكهرباء.
وترتبط المملكة باتفاقيات امتياز مع أربع شركات وبمذكرات تفاهم مع ست شركات أخرى لاستغلال الصخر الزيتي في الاردن حيث ان التنوع والمزيج من مختلف المستثمرين ومختلف التقنيات في الاردن عامل مهم للاستغلال الأمثل للخام.