مدار الساعة - قصف الطيران الحربي الروسي بلدة حزمة الواقعة بغوطة دمشق، فجر الخميس، ما أسفر عن مقتل عائلة كاملة، ليرتفع عدد قتلى تصعيد قوات النظام وحلفائه على الغوطة منذ أمس الأربعاء إلى 80 شخصاً.
وبحسب ما ذكره مراسلو قناة “الجزيرة” في الميدان؛ فإن أهالي الغوطة الشرقية يدفنون القتلى في مقابر جماعية بسبب كثافة القصف المتواصل منذ خمسة أيام.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر طبي أن أكثر من مئتي شخص سقطوا الأربعاء، بين قتيل وجريح، في بلدات غوطة دمشق الشرقية؛ من جراء تعرضها لقصف جوي وصاروخي ومدفعي.
وأكد المصدر أن الطيران الحربي السوري والروسي شن عشرات الغارات، بينها غارات على بلدة سقبا محملة بأربعة صواريخ ارتجاجية، كما ألقت المروحيات البراميل المتفجرة على بعض البلدات، التي تعرضت أيضاً لمئات القذائف من المدفعية وراجمات الصواريخ.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية بدورها أن عدد الضحايا، منذ يوم الأحد الماضي، ارتفع إلى أكثر من 330 قتيلاً، بينهم نحو 70 طفلاً، في حين تجاوز عدد الإصابات 1500.
وتقصف قوات النظام منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
وبموازاة ذلك قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ماريان غاسر، في بيان: “يبدو أن القتال سيتسبب بمزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى”.
واعتبرت اللجنة الدولية أن الطواقم الطبية في الغوطة تقف عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات، وقالت إنه لا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية في خضم القتال.
وأدى التصعيد في الغوطة إلى تدهور أوضاع المدنيين إلى معدلات كارثية، خصوصاً أن المنطقة عانت من حصار على مدى أكثر من خمس سنوات أدى إلى نقص شديد في المستلزمات الغذائية والطبية.
كما يواجه عمال الإنقاذ والمسعفون والأطباء صعوبة في إتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا، والنقص في الإمكانات والمعدات، إذ لم تسلم المستشفيات من القصف وباتت في المجمل خارج الخدمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طبيب في مستشفى حمورية قوله إن كافة الأقسام الموجودة فوق الأرض خرجت عن الخدمة، بينما تعمل سيارة إسعاف واحدة تابعة للمستشفى على نقل المصابين من الأحياء القريبة.
وفي السياق ذاته؛ يستعد مجلس الأمن، اليوم الخميس، لعقد جلسة طارئة بشأن تطورات غوطة دمشق الشرقية بطلب روسي، في حين اعتبرت واشنطن أنه من المنافي للعقل اعتبار قصف المدنيين مكافحةً للإرهاب، كما نددت الأمم المتحدة بحملة “الإبادة الوحشية” هناك.
ومن المقرر التصويت بالجلسة على مشروع قرار- أعدته السويد والكويت- يطالب بوقف إطلاق النار في سوريا ثلاثين يوماً لإدخال المساعدات وإجلاء المرضى والجرحى.
ودعت الأمم المتحدة أمس إلى وقف فوري للقتال في الغوطة، التي وصف الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، الوضع فيها بأنه “جحيم على الأرض”.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، في بيان إنه تم توثيق مقتل 346 مدنياً وإصابة 878 آخرين في الغوطة منذ الرابع من الشهر الجاري، معتبراً أن الكثير من الانتهاكات قد تصل إلى مستوى جرائم حرب.
وأضاف: “ما هو القدْر المطلوب من القسوة كي يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد ويقول كفى قتل الأطفال وكفى تدمير أسر، ويتخذ تحركاً حازماً وملموساً لوضع نهاية لحملة الإبادة الوحشية هذه؟”.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول فوراً إلى الغوطة الشرقية، قائلة إن ما يحدث هناك يكشف “أقبح وجه للإنسانية”، وأوضحت أن “الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب”.