مدار الساعة - أيمن الحنيطي - يبدو ان العام الحالي سيكون صعبا جدا، ومصيريا بالنسبة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتربع على هذا المنصب منذ اذار 2009 ،وتعتبر حكوماته من اكثر الحكومات الاسرائيلية يمينية استيطانا وتهويدا للقدس والاراضي الفلسطينية المحتلة.
فبعد الكشف امس الثلاثاء عن تفاصيل ما يسمى بالملف رقم 4000 ، ونشر وسائل الاعلام العبرية هوية وصور الاشخاص المتورطين، ومنهم مقربين جدا من نتنياهو، اخذت تشعبات الملف تعقد الامور في اسرائيل، وتقرب الوقت لرحيل نتنياهو، فعند منتصف الليلة الماضية عقد اتفاق، مع مدير عام وزارة الاتصالات الاسرائيلية شلومو فيلبر، كاتم اسرار نتنياهو، والمعتقل حالياً بعد تعليق عمله منذ اربعة اشهر لتورطه بالقضية، ليكون "شاهد دولة"، واليوم يدلي فيلبر بشهادته امام الشرطة فيما اعتبر بمثابة زلزال وقع في اسرائيل.
وسائل الاعلام الاسرائيلية تنشغل كثيرا هذه الايام بالقضية التي تتفاعل سريعاً حتى وصلت اليوم الى ما يسمى بالملف رقم 1270 حيث ادلت رئيسة محكمة العدل العليا استر حيوت امس الثلاثاء بشهادتها حول ما اخبرتها به في السابق القاضية غريستل بانها تلقت عرضا من المستشار الاعلامي السابق لنتنياهو نير حيفتس بواسطة الوسيط ايلي كامير وهما مقربان من نتنياهو ومتورطين ايضا بقضية الفساد والملف رقم 4000، على ان تعين القاضية غريستيل مستشارا قضائيا للحكومة الاسرائيلية مقابل العمل على اغلاق ملف عقلية نتنياهو، سارة المسمى بملف "منازل رئيس الوزراء ومستخدميها" .
وكشفت تفاصيل الملف رقم 4000 ان مالك شركة "بيزك" للاتصالات، حصل على امتيازات لشركته من نتنياهو عندما كان الاخير يتولى حقيبة وزارة الاتصالات في العام 2014 مقابل قيام موقع "واللاه" الاخباري الاسرائيلي الذي تديره "بيزك" بتقديم تغطية صحفية ايجابية وودية تجاه نتنياهو وعائلته، ويتورط بالملف، مع مالك "بيزك" زوجته وابنه ايضا، ومديرة الشركة واحد كبار موظفيها، ومستشار اعلامي سابق ل نتنياهو، ومستشار استراتيجي في وزارة الاتصالات، بالاضافة الى امين عام الوزارة شلومو فيلبر الذي وافق اخيرا ان يكون "شاهد ملك" ويدلي بشهادته بكل ما يتعلق بالقضية .
مراسل الشؤون السياسية في هيئة البث الاسرائيلية الرسمية ذكر اليوم الاربعاء ان الحديث بدأ في اروقة الكنيست، وداخل الاحزاب الاسرائيلية للاستعداد لانتخابات مبكرة في العام الحالي، اذ دعا زعيم حزب العمل افي غاباي امس الثلاثاء انصار الحزب للاعداد لذلك وسط هجوم شرس شنه على نتنياهو وحزب الليكود، وذهبت الامور ابعد من ذلك حيث ان عضو الكنيست الليكودي اورن حازان، والذي يعتبر من اقرب المقربين لنتنياهو واكثر المدافعين عنه، وفي مقابلة اذاعية صباح اليوم، دعا نتنياهو صراحة لتغييب نفسه عن الساحة، واختيار من يخلفه داخل حزب الليكود لتسيير امور الائتلاف .
كتاب الصحف العبرية المخضرمين لا سيما في صحيفتي يديعوت احرونوت وهارتس، الاشهر والاوسع انتشارا مثل سيما كادمون ويوسي فيرتير وغيرهم، اخذوا يتحدثون صراحة عن نهاية عهد نتنياهو الذي اصبح مصيره السياسي معروفاً سلفا، فربما لن يكمل ولايته حتى نوفمبر 2019 خصوصاً اذا اكتسب الشارع الاسرائيلي الزخم الازم وكثف من تظاهراته المتواصلة ضد ما يسمى اسرائيليا ب"فساد السلطة" والمستمرة مساء كل يوم سبت على مدى ال66 اسبوعا الماضية .
يوما بعد يوم يشد الحبل حول رقبة نتنياهو الذي بات داخليا في وضع صعب، واخذ يفقد من شعبيته، فبعد توصيات الشرطة الاخيرة بملف الهدايا (رقم 1000)، وملف صحيفة يديعوت احرونوت (رقم 2000)، ما زال هناك ملف الغواصات الالمانية (رقم 3000)، والان يتفاعل على الساحة ملف شركة "بيزك" الاسرائيلية للاتصالات وموقع "والاه" الاخباري،وهو الملف (رقم 4000) ، بالاضافة الى الملف القديم الجديد ، رقم 1270 والقاضية غريستل .
ويعتقد المحللون الاسرائيليون ان كل هذه الملفات لا بد ان تطيح بنتنياهو من سدة الحكم في اسرائيل، اذ تحولت صيغة السؤال المتداول بين الاسرائيليين اليوم من "هل ستطيح به ؟" الى "متى ستطيح به؟"، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي المأزم داخليا على مغامرة خارجية لا يحمد عقباها بالتصعيد تجاه ايران وحزب الله وحركة حماس، للتخلص من الضغط الداخلي والحفاظ على "انجازاته" بالاعلان الاميركي القدس عاصمة لاسرائيل؟ ، ام انه سيستغل ما تبقى له من اشهر معدودة هو وائتلافه اليميني ويمارس "سياسة الامر الواقع" بفرض مزيد من الاستيطان والتهويد ؟؟ (اسرائيل عن كثب)