توقعات بارتفاع نسبة الوفيات بين مرضى العلاج الكيماوي والشعاعي لـ 70 % بعد ان كانت نسب شفائهم تتجاوز 65 % في مركز الحسين للسرطان
مركز الحسين للسرطان يوقف 80 % من أعماله والخشية من انهياره خلال ثلاث سنوات
نسبة شفاء المرضى المحولين من البشير (صفر).. ومصادر المركز تقول: كلهم يموتون
مرضى البشير نقلوا لمركز الحسين جراثيم خطيرة
البشير ليس لديه امكانية لوجستية لاستقبال مرضى السرطان
الديوان الملكي فاوض المركز لتحويل 7 آلاف مريض أردني اليه بما يعادل 4 آلاف لكل مريض والمركز رفض
انخفاض عدد مرضى السرطان الذي يعالجهم المركز من 20 الف مريض الى 4 آلاف فقط
لا تتجاوز أسرة البشير 36 سريرا.. ويفتقر لوجود اطباء مختصين في الأورام، أما اطباء العلاج الاشعاعي فلديه 7 اختصاصين علاج شعاعي
الحسين للسرطان يوقف 80 في المئة من عمله ويخطط لانهاء خدمات موظفين لم يعد للمركز حاجة لخدماتهم
كانت خطة المركز توظيف 2500 وظيفة جديدة داخل الاردن، اضافة الى استقطاب حوالي 100 طبيب من خارج المملكة
مدار الساعة - عمان – خاص
الكارثة قادمة. مركز الحسين للسرطان يوقف 80 % من أعماله، بعد تعديل نظام التأمينات الصحية.
لكن ليس هذا وحسب. في المعلومات التي حصلت عليها "مدار الساعة" ما يدعو الى الذعر. مرضى السرطان يموتون. ومركز الحسين ينهار، بعد ان كان على بعد امتار من ان يتحول الى مركز بحثي عالمي للمرض، يترجم رؤية جلالة الملك.
في نظام التعليمات السابقة كان يدفع للنفقات العامة على المرضى نحو 250 مليون دينار أردني كان يخُصص منها لعلاج السرطان في مركز الحسين السرطان 100 مليون دينار.
على أن التعليمات الجديدة خفّضت قيمة هذه النفقات إلى 100 مليون دينار، خصص منها لعلاج السرطان في مركز الحسين 20 مليوناً فقط.
وفق المصادر فإن الـ 20 مليون دينار توزع على رئاسة الوزراء والديوان الملكي والنفقات العامة. أما اليوم فحصروا بالديوان الملكي فقط.
ووفق المصادر فإن الديوان الملكي فاوض المركز لتحويل 7 آلاف مريض أردني اليه بما يعادل 4 آلاف لكل مريض. لكن المركز رفض ذلك ان كلفة تشخيص المرض فقط تتجاوز هذا الرقم.
فمن هو الضحية؟
الضحية هم المواطنون المرضى الذين يحملون تأمينا صحيا وعسكريا، اضافة الى المرضى فوق الستين وتحت سن الـ 6 سنوات.
بموجب قرار رئاسة الوزراء الجديد، لم يعد بقدرة هؤلاء التحول عن طريق الديوان.
بإمكان الجهات المختصة القول إن التأمين الصحي يحول بالفعل الى المركز، وهذا صحيح، لكن الصحيح ايضا انه لا يجري إلا لاعتبارات خاصة، تخضع لامزجة وعلاقات.
أرقام عن مرضى المركز
لدى مركز الحسين للسرطان نحو 13 ألف مريض، يضاف لهم 7 الاف مريض لهذا العام. ووفق النظام الجديد فلن يسمح لنحو 16 الف مريض بالسرطان في المعالجة بالمركز المختص.
نحن هنا نتحدث عن 80 % من المحرومين للعلاج ممن لا يحق لهم العلاج بالمركز. اي ان الحديث اليوم – وفق تقديرات مركز الحسين للسرطان ان رقم 20 الف مريض كان يستهدف المركز علاجهم هذا العام سينخفض الى 4 آلاف فقط.
ومن أصل 7 آلاف مريض جديد كان يفترض ان يدخلوا المركز، سيهوي الى 1300 مريض فقط.
ما هو تأثيره على المرضى؟
بعض المرضى قيد العلاج الكيماوي والشعاعي، وبعضهم قيد المتابعة، وبعضهم في انتظار عودة المرض.
تقول المصادر: هؤلاء جميعا ممن لم يحولوا للمركز سيحولون الى البشير وهذا المستشفى، ليس لديه أي امكانية لاستقبال المرضى بالسرطان، على الاقل لوجستيا.
وحول إشارة مستشفى البشير بان المستشفى يقدم الخدمة - لاقصى طاقاته – الى 1500 مريض سرطان، لكن المصادر تشير الى ان العدد الحقيقي العام الماضي هو 500 مريض سرطان فقط، وهؤلاء يحولون في مرحلة لاحقة الى الحسين للسرطان لكن بعد دخولهم مرحلة متقدمة وصعبة من المرض.
إذا حجز مريض السرطان موعد له فانه لن يبدأ العمل معه الا بعد أشهر، وهناك مرضى يحصلون على مواعيد بعد عامين.
وحسب قدرة البشير فإنه لو اراد وضع خطة ليرى المريض الواحد ربع ساعة فقط فإن بعض المرضى لن يحصلوا على الدور بعد سنتين الى ثلاث سنوات، علما بأن الموجودة في البشير لا تتجاوز 36 سريرا، فيما لا يوجد لديه اطباء معالجين مختصين للأورام، أما اطباء العلاج الاشعاعي لديهم 7 اختصاصين علاج شعاعي، وهذا انتقاص من حق المريض الانسانية.
ما يدعو الى القلق اكثر ان مستشفى البشير يعاني من عدم وجود قسم للعزل بالنسبة الى أمراض الدم، ومن جاء لمركز الحسين للسرطان من البشير كانوا يعانون من التهاب حاد في الدم بل ونقلوا بكتيريا شديدة الخطورة الى المركز، وفق مصادر.
نسبة الوفيات بعد النظام الجديد
وفق تقديرات علماء مركز الحسين للسرطان فإن انعكاس النظام الجديد على المرضى كارثي جدا، فهم يتوقعون نسبة وفيات بين مرضى العلاج الكيماوي والشعاعي لتتجاوز 70 % بعد ان كانت نسب شفائهم تتجاوز 65 % في مركز الحسين للسرطان.
ارقام مرعبة لكنها ليست الوحيدة فبالنسبة لمرضى اللوكيما، فقد وقفت "مدار الساعة" على معلومات سرية لدى مركز الحسين للسرطان تقول إن عدد من يبقى حيا من المرضى ممن جرى نقلهم من مستشفى البشير "صفر".
على حد تعبير مصادر "الحسين للسرطان: كل المرضى المصابين بالسرطان المحولين الى المركز يموتون، ولم يعش منهم أحد.
تقول المصادر: كل المرضى ممن جرى تحويلهم من مستشفى البشير ماتوا، بعد ان انتقلوا الى مركز الحسين، بسبب وجود بكتيريا بالدم مقاومة لكل المضادات الحيوية فهم لا يعزلون الدم والمريض المناعة تكون صفر.
وتؤكد: "لا يوجد مريض مشخص لهم لوكيميا جاء من البشير الى مركز الحسين للسرطان عاش".
وتستشهد المصادر بشاب في الـ 22 من عمره نقل من البشير الى مركز الحسين حيث تقول: بذلنا كل جهودنا، وجئنا له مضاد حيوي من أمريكا لكن للاسف امره مستفحل..
وتعلق المصادر على ذلك بالقول: هذه معلومات شديدة السرية.
أخلاقيات
تتحدث المصادر الطبية عن فاجعة اخلاقية في النظام العلاجي في الاردن. تقول: 67 % من المواطنين مؤمنين صحيا وهؤلاء تحديدا يمنع معالجتهم في مركز الحسين للسرطان. اي انهم يعاقبون بانهم دأبوا على دفع الاموال طوال حياتهم وهم اصحاء كتأمينات صحية، ثم اذا احتاجوا يمنع عليهم المعالجة في المراكز العلاجية المختصة، بينما غير المؤمن الذين لم يدفع شيئا يحق له الذهاب الى مركز الحسين للسرطان، بعد أن يذهب الى الديوان.
تعلق المصادر على هذا المشهد بالقول: هذا ظلم. ظلم كبير.
انعكاس النظام الجديد على مركز الحسين للسرطان.
لا تقف كارثة انعكاسات النظام الجديد على المرضى وحسب بل على التطور العلمي والطبي الاردني.
تقول المصادر إن مركز الحسين للسرطان أوقف 80 في المئة من عمله جراء النظام الجديد. وفي الوقت الذي كان فيه المركز يهيئ نفسه في المبنى الجديد، والانطلاق بتحويل الاردن الى منارة علاجية علمية عبر الطبابة والبحث العلمي.
كانت الخطة في توظيف 2500 وظيفة جديدة داخل الاردن، اضافة الى استقطاب حوالي 100 طبيب من خارج الاردن على مستوى عالية جدا. لكن كل هذا توقف. بل ما سيبدأ المركز العمل عليه هو انهاء خدمات بعض موظفيه الذين لم يعد للمركز حاجة لخدماتهم.
ووفق المصادر فإن المركز سيتراجع، وادارته تدرك ذلك لهذا شكلت لجنة ازمة لعلها تنجح في رتقع فتق النظام الجديد، لكن المشكلة في ان المعالجات تحتاج الى ثلاث سنوات. فهل سيصمد المركز كل هذه المدة؟
تعرب المصادر عن خشيتها من ان ينهار المركز قبل هذه المدة.
ماذا كان يجري سابقا؟
الأصل كان نظام التأمينات كالاتي: مرضى يأتي المركز يمنح ورقة استشارة فاذا كان غير مؤمن صحيا يذهب للديوان الملكي، وإن لم يكن مؤمنا يذهب الى تأمينه فإن رفض تأمينه يذهب الى رئاسة الوزراء وهناك يحولوه بغض النظر عن تأمينه الى مركز الحسين للسرطان، والديوان الملكي لا يعطي الا غير المؤمنين عبر النفقات العامة ويأتي كتاب غير محدود السقف ليجري علاجه في المؤكز.