أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

فازت الحكومة وسقط «النواب»

مدار الساعة,مقالات,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم : د. محمد حيدر محيلان

ألم اقل لكم إن لم تملأوا اكفكم من الاطاحة بالحكومة فلا تنازلوها يا أعضاء مجلس النواب الموقر.. وفي غمرة المشاعر المتلاطمة أو ازمة المشاعر المتضاربة وكوكتيل الشعور المؤلف من خليط الحزن والفرح والغضب والالم والسخط من سلوك المجلس وقراراته الرعناء ...

لا ندري انبارك للحكومة ام للمجلس ام للشعب.. هل نفرح ام نحزن؟ هل نبكي أم نضحك على انفسنا وقد اسدلت الستارة وانتهت المسرحية وصفق الجمهور للممثلين... اما أنا فصفقت لوحدي للمخرج الذي ابدع في توزيع الادوار فاعطى دور حجب الثقة لتسعة وأربعين ممثلا ودور الغياب عن الجلسة لتسعة ممثلين ومن هؤلاء المتغيبين ايضا وزع عليهم الادوار فمنهم من ذكره بوجوب (الذهاب للعمرة فهي سنة واجبة) وقد يفجؤك الموت فلا ينفعك الملقي ولا المجلس... وغيره من لديه واجبات اسرية (اهم من جلسة الثقة) واخر مريض واخرى معذورة ...

واعطي دور الممتنعين عن التصويت لاربعة ممثلين اما دور المانحين للثقة فاعطي لسبعة وستين ممثلا ... والرقم 67 لوحده مصيبه فهو يرتبط بحالة شؤم عند الاردنيين فقد ارتبط بخسارة الارض والقدس والاقصى وحتى 49 اخو 48 ايضا لا يبعث على السرور ويرتبط بذكريات أليمة ونكبة ونزوح وتهجير ...

فالمخرج متواضع ودارس الموقف والنفوس جيدا فالفوز بصوتين يرضي غرور المجلس ويخفف من سخط الشارع ويحرف الحكومة عن حفرة الانهدام والهاوية وتكسب ثقة ثانية رغم مآسيها وتنكيلها في الشعب ورفعها للضرائب والاسعار.. فهنيئا لحكومة الملقي تحوز على الثقة مرتين ولا حتى حكومات وصفي التل نالت شرف ثنائية الثقة ... وتعني هذه الثقة الثانية اطالة عمر الحكومة وقيامها بعدة تعديلات... ومن يجرؤ بعد اليوم من النواب ان ينتقد الحكومة او يلومها.. اعجب للمجلس يمنح الثقة بدم بارد ويقبل رئيسها مهنئا ومباركا وناخبيه تحت المطر يصرخون بدم يغلي بسقوط الحكومة..

واكثر العجب ان المسرحية تعرض دائما وانما يتبدل الممثلون ... والاكثر إيلاماً وما يحز بالقلب اننا نحن الجمهور من يدفع دائما ثمن التذاكر التي تذهب للمخرج والمنتج والممثلين ولم نزل نتزاحم للحضور أمام المسرحية ذاتها والنصوص والشخوص وكل مرة نحدق ونصدق ونصفق مبهورين وضاحكين ثم نقفل عائدين لنلعن امريكا واسرائيل ونلعن المؤامرة والمتآمرين..

ابارك للحكومة الثقة الثانية ولا عزاء لمجلس النواب الممثلين للامة واما انت ايها الشعب الناخب من كنت تعول كثيرا على ممثليك في طرح الثقة بالحكومة ولي ذراعها فلتصرخ في بئر معطلة ولتسقط من شئت ولترفع من شئت ولتنتظر العرض القادم...

مدار الساعة ـ