مدار الساعة - وصف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحصار على بلاده بالفاشل، وقال إن من يقوم بحصار بلاده مغامرون قوضوا الأمن والأفق الاقتصادي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.
وأكد أنه لو كانت العلاقات الإقليمية تسترشد بمبادئ الحكم الرشيد وحكم القانون لما تعرضت دول ذات موارد محدودة لابتزاز يملي عليها مقايضة سياستها الخارجية مقابل المساعدة الخارجية، فيما رفضت ذلك دول أخرى وبقيت وفية لمبادئها.
وفي كلمته التي أعقبت كلمة الافتتاح التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف أمير قطر الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على بلاده بالفاشل.
وقال الأمير إن قطر تغلبت على الحصار البري والبحري والجوي القائم منذ يونيو/حزيران الماضي من خلال دبلوماسيتها، وعبر فتح طرق تجارة جديدة، وتنويع اقتصادها، مؤكدا أن بلاده ظهرت أكثر قوة من الماضي.
وتابع أنه حتى في ظل الاضطرابات الإقليمية تبقى قطر واحدة من أكثر دول العالم سلمية، وقال إنها عززت وحدتها عقب الحصار وحافظت على سيادتها.
كما أشار إلى أن قطر واصلت التجارة مع العالم الأوسع ولم تفوت شحنة واحدة من الغاز الطبيعي المسال خلال هذه الفترة، ووصف ذلك بالأمر الحيوي لبقية دول العالم، حيث إن قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي، وصادراتها تضمن استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وأوضح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الحصار على بلاده أظهر كيف يمكن لدول صغيرة أن تستخدم الدبلوماسية والتخطيط الاقتصادي الإستراتيجي لمواجهة عواصف العدوان من جيران كبار وطامعين، قائلا إن هؤلاء يريدون استغلال دولة صغيرة كأحجار شطرنج في ألعاب القوة والنزاعات الطائفية.
كما أشار إلى أن من الحيوي لمصالح شعوب الشرق الأوسط ضمان استقلال وسيادة دول مثل قطر التي ترفض أن تجبر على الوقوف إلى جانب أحد طرفي صراع قائم بين معسكرين متواجهين.
وقال إن الحفاظ على السيادة واستقلالية صنع القرار في بلدان مثل قطر يضمن حرية الصحافة والإعلام والتعبير التي تصر دول الحصار على أن تتخلى عنها قطر.
وفي ما يتعلق بالأمن بالمنطقة قال الأمير إنه يجب الاتفاق على حد أدنى من الأمن والتعايش بما يتيح توفير السلام والازدهار، ودعا إلى البدء باتفاقية أمنية إقليمية كي يتمكن الشرق الأوسط من جعل الاضطرابات شيئا من الماضي.
من جانب آخر، أكد أمير قطر التزام بلاده بمكافحة الإرهاب والتطرف، وأوضح أن الفشل في تلبية احتياجات شعوب المنطقة يغذي الإرهاب، وقال إن اتهام الأيديولوجيات المتطرفة وحدها بأنها سبب الإرهاب العنيف هو تبسيط للأمور، مشددا على ضرورة إنهاء الظروف التي أتاحت لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) سيلا من المجندين الطوعيين.الجزيرة