مدار الساعة - نهار ابو الليل - قبل نهاية كل عام تعمد الوزارات والمؤسسات الرسمية الى تعبئة نموذج بمعلومات تتناول عمل الموظف خلال هذه المدة بحيث يُمنح على كل جزئية من عمله وسلوكه علامات وصولاً الى درجة التقييم (ممتاز، جيد جداً، متوسط ، ضعيف).
مثل هذا التقييم عادة ما يفتقد الى الموضوعية والاسباب كثيرة لا يمكن حصرها، ولكنها تؤثر على توافر عنصر العدالة بين الموظفين.
من الوزارات السيادية التي يفترض ان تكون الكفاءة معياراً لأي موظف فيها، هي وزارة الخارجية،والتي يعد السفراء في الخارج مرآة ساطعة عن الوطن وليس فحسب، فهل هناك تقييم لهم؟ يفترض ان لم نقل :بل مؤكد، ولكن كيف يتم التقييم وما هو ادواته؟
السؤال لا يحتاج الى انتظار اجابة من الوزارة، وذلك على ضوء قصور بعض السفراء بعد ان كثر الحديث والشكاوى من الجاليات الاردنية والطلبة من عدم اهتمام اركان السفارات وعلى رأسها السفراء بمتابعة احوال الاردنيين في تلك البلدان، لا بل هناك من قال ان السفراء لا يشاهدون الا في الاحتفالات الرسمية لسفارات الدول الأخرى او حضور الدعوات العائلية والولائم الشخصية.
ولكن الأهم من هذا، هو عجز السفراء عن لعب دور الاستثمار لتلك الدول في الاردن وتقديم صور عنه وما يتمتع به من أمن واستقرار ويمتلكه من معالم سياحية.
واذا كانت آخر الشكاوى وباعتقادنا لن تكون الأخيرة، هي ما يثيره بعض السفراء من خلافات مع المقيمين من الاردنيين هناك او على مستوى اركان السفارة وكذلك ضعف قدرات وتدني مؤهلات بعض الموظفين في السفارات الذين تم تعيينهم او تغيير مسماهم الوظيفي، فإنه ليس لنا الا نقول : اعان الله الاردن بما ابتلي به من مسؤولين في هذه الوزارة وسفاراتها ، وغيرها من وزارات، ونقول: لماذا التقييم ؟!