أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا تجاهلت تركيا التحذيرات الإيرانية؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. نبيل العتوم *

تتصاعد وتيرة الاحتجاجات الإيرانية على عملية «غصن الزيتون» التركية في عفرين على مقياس متعدد الدرجات يوماً بعد يوم، لا شك بأن هذه العملية قد فاقمت من خشية إيران من انهيار عملية التقدم في مسار العلاقات مع أنقره الآخذة بالتطور على إيقاع الأزمة السورية، والتوتر الحاصل في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة الأميركية.

على صعيد آخر لا بدّ من الاعتراف بما حققته طهران بات يندرج في إطار استكمال بناء مجالها الحيوي لجهة قرب الاحتفال بتدشين إنشاء الخط البري الذي يصلها بالعراق، فسوريا ، ولبنان، لتأمين إمدادات الحياة للكريدور الإيراني.

في بداية عملية «غصن الزيتون» روجت إيران في إعلامها الرسمي إلى ثلاثة مخاوف أساسية :

الأول : أن ما تقوم به تركيا سيعرقل جهد واشنطن لبناء قوة كردية، ستُشكل تحدياً خطيراً للأمن التركي والإيراني والسوري على حد سواء.

الثاني : مطالبة إيران لتركيا بوقف عملية «غصن الزيتون» التي لم تحظَ بقبول من جانب الحكومة السورية، إلى جانب أن هذه العملية ستقوي الجماعات «الإرهابية»، مؤكدة على لسان المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام السيادة الوطنية لسوريا، ومشددة على أنها تعتقد أن «جذور الأزمة السورية تعود إلى الممارسات غير المسؤولة والتدخلات غير الشرعية للقوات الأجنبية وخاصة التابعة للشيطان الأكبر ” أميركا ” وبعض الأنظمة الطامعة في المنطقة ومنها الشيطان الأصغر ” إسرائيل».

بموازاة ذلك هاجمتْ طهران المخططات الخبيثة التي تستهدف إطالة أمد الأزمة السورية ، معتبرة وجود القوات الأمريكية وحلفائها من الجماعات التكفيرية والإرهابية في سوريا يندرج خلافاً للقوانين الدولية والمصالح الوطنية للشعب السوري، وتخلص إلى أن هذه الأزمة سوف تستمر إلى أمدٍ طويل » . الثالث: الخشية الإيرانية من عودة قوات المعارضة السورية في المناطق التي سيطر الجيش السوري الحر عليها في بداية الثورة السورية، خصوصاً بعد حديث الإعلام الإيراني بكثافة عن مشاركة «فيلق الشام»، وفصائل معارضة مسلحة أخرى في عملية «غصن الزيتون».

الرؤية الإيرانية تصل إلى نتيجة مؤداها أن العملية التركية في عفرين تخدم الخطة الأمريكية المتمثلة بإطالة أمد الأزمة السورية لجهة استنزاف قدرات النظام السوري ومنعه عن بسط سيطرته وصولاً إلى الحدود التركية شمالاً، لصالح تنفيذ سيناريو تقسيم سوريا إلى دويلات ذات طبيعية طائفية وعرقية، والأخطر هو إفشال مشروع التواصل الإيراني عبر العراق وسوريا .

هي إذاً رسائل تحذير وجهتها إيران لتركيا عنوانها ضرورة الانسحاب من عفرين فوراً، ورفض أية إجراءات أحادية الجانب من شأنها التأسيس لمعادلة مستقبلية في هذه المنطقة، مما سيكون له ارتدادات وتبعات على الوضع السوري برمته، وعلى العلاقات الثنائية غير المستقرة بين طهران وأنقرة.

* رئيس وحدة الدراسات الإيرانية

مركز أميه للبحوث والدراسات الإستراتيجية

مدار الساعة ـ