انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لماذا لم يستقبل الأردنيون الملقي بالورود؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/10 الساعة 00:27
حجم الخط

مدار الساعة - كتب : عبدالحافظ الهروط - الاردنيون لا يعرفون الشماتة مهما كان ابناء جلدتهم من المسؤولين يظلمون وما ضاقت صدورهم يوماً وهم يستقبلون الاشقاء والاصدقاء على السواء وان ضاقت عليهم الارض بما رحبت واصطفوا في خجل لشراء رغيف خبز شدّته الحكومة من بين نواجذهم، لتكون قسمة ضيزى.

الاردنيون الذين صبروا، وظن الواهمون ان صبرهم وصمتهم جبن، هم الاردنيون الذين يعرفهم القريب والبعيد بأنهم ماصبروا وما صمتوا الا خوفاً على الاردن ولأنهم أول وآخر الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى القدس الطهور، قبل ان تكون على مقربة من اعينهم وقد صارت أسيرة بيد بني صهيون وكل المتآمرين على العروبة والديانات السماوية .

من هنا، يأتي السؤال بقوة : لماذا لم يستقبل الاردنيون رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بالورود بعد عودته من "رحلة العلاج" من أميركا؟

نعم، لم يشمت الاردنيون عندما سمعوا ان رئيس الحكومة ذاهب للعلاج، بل كان الدعاء له بالعودة سالماً، وهذه فروسيتهم رغم الغصة التي زرعتها حكومته في حلوقهم من قرارات بلغت منها القلوب الحناجر، فكان الانتحار وحرق
النفس والانفلات والخروج الى الشارع والمزيد من تعاطي المخدرات وضياع المواطنين والشباب منهم في ازدياد.

مثل هذه الظواهر لا يقبل بها الاردنيون القابضون على الجمر، ينشدون الرخاء لا الاسترخاء والعدل لا الظلم والكرامة والكرم لا الاهانة وتلقيّ الاعطيات والصدقات.

لماذا تشعل الحكومة النار وهي تتخذ قرارات على غير هدى وبذرائع لم تعد لها سوق تتاجر بها، والسؤال المرّ ايضاً : كيف يكون حال الاردنيين لو ان حرباً قد دارت بيننا وبين اي عدو يتربص بنا وبوطننا، او ان فيضانا او زلزالاً اصبحنا وأمسينا عليه في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؟

واذا كان الشيء بالشيء يذكر، قيل انه عندما همّ رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل بالذهاب الى مصر لحضور اجتماع وزراء الدفاع العرب، كانت فطرة بداوة شيخ من شيوخ العشائرالاردنية تسوقه وهو يصافح الفارس الاردني، قائلاً " هذي اليد يد رجل ميّت"! وقد نصحه ومن قبله آخرون ان لا يذهب، ولكن الفارس لا ترهبه المنيّة ليرد عليه "العمر مقدّر" حتى اذا عاد الشهيد محمولاً فوق اكتاف النشامى، كان استقباله استقبال الفاتحين رغم الهول وعظم الفاجعة، وكان العزاء في بيت كل اردني ، وما يزال وصفي بيننا حياً.

..واليوم، يذهب رئيس وزراء وأي مسؤول ، وزير او عين او نائب، ويجيء آخر، سواء لترك المنصب او الجلوس على الكرسي ، او الذهاب الى رحلة علاج، ويعود، فإنه لم يعد يعني المواطن أمراً، ويلقه بالاً.

هل عرفتم ايها المسؤولون لماذا ؟ وهل عرفتم رؤساء الحكومات لماذا يستذكر الاردنيون وصفي ؟

لا يتذرع احدكم بأن الظروف تغيرت، ولكن بما اقترفت ايديكم واتخذتم من سياسات وخطّت ايديكم من قرارات، وحمداً على سلامتك ايها الرئيس، واهلاً بك وبما تبّقى لديك من رفع أسعار وضرائب للمزيد من ذبح الاردنيين.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/10 الساعة 00:27