كتب: فارس حباشنة
زيارة رئيس الحكومة هاني الملقي لامريكا أن كانت للعلاج، فندعو الله العلي القدير أن يشفيه، ولا شماتة بالمرض، فهو ابتلاء للاجساد، كما تبتلى الاوطان، وان كانت لحضور تخريج نجله من جامعة امريكية، كما تناقلت وسائل اعلامية، فالف مبروك ، وان شاء الله يا دولة الرئيس: يتربى بعزك وخيرك وظلال نعيمك، ونتمى أن يرجع نجلك الى الوطن قبل أن ترحل عن الدوار الرابع ، ليكون له نصيب وافر من "حظوظ السلطة" .
رئيس الحكومة هاني الملقي عاد مساء اليوم الجمعة، وفيديو العودة الذي بثته مواقع الكترونية يظهر فرحا وسرورا عارما وخفة ظل غير عادية تلتزق بوجه الملقي. البعض يتطرف على زيارة الملقي لامريكا بوصفها تاريخية وغير عادية ، وقد لاحقتها سخرية شعبية سوداء عارمة.
لم ينشر أي خبر رسمي عن زيارة الملقي لامريكا. فماذا فعل إذن الملقي في أمريكا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار والتقدير تصريحات لوزير في الحكومة اشار بها الى أن الرئيس لم يجر فحوصات طبية في امريكا ، وكذلك تسريبات روايات موازية تنفي واقعة تخرج نجله من الجامعة.
بالطبع ، هذه الاسئلة قليلون يعرفون اجابتها، ولربما لا يستطيع الاجابة عليها غير الملقي. وهذا ما يفسر غموض الزيارة وسريتها وطرافتها وظرافتها أيضا. وكما ظهر في الفيديو فان الملقي لم يصطحب معه الا موظفا واحدا من كادر مكتبه في الرئاسة.
ثمة ما هو لافت في تحويط زيارة الملقي لامريكا بالسرية واغراقها بالغموض والابهام. وسؤال الناس المعروض افقيا وعاموديا عن الزيارة مشروع . فالاردنيون يخافون "حب زائد " فائض من المشاعر اتجاه رئيس حكومة مشغول بقضاياهم ويفكر كثيرا في سعادتهم ورخائهم وهنأهم وأمن عيشهم، ويبدون قلقا ضاربا بالاعماق عليه أينما تحرك ورحل وحط.
في رحلة سفر الملقي الى أمريكا، وقعت 7 حوادث سطو، وتجددت الصدامات والمواجهات في الشوارع ما بين اجهزة الدولة والمواطنين تم اعتقال العشرات من المشاركين في احتجاجات المحافظات على سياسة الحكومة الاقتصادية، و تم رميهم في السجون، وجرت عملية ضخمة وواسعة للاحالات على التقاعد في جهاز البيروقراط، وعملية موازية من التعيينات في مواقع عليا ومتقدمة في الدولة .
الملقي بعد رحلة عودته يبدو أنه يشعر بكثير من الامان والاطمئنان على مصير حكومته، ولا يبالي الرجل المتوتر والمنزعج دائما كثيرا بصراخ وعويل وندب السادة النواب. فالكابوس الاكبر تشتد أوصاله من الشارع ، والاردنيون الغاضبون تم اخمادهم وتسكينهم واطفئ نار غضبهم بأكثر من سياسة احتواء.
ولربما أن أكثر ما يشغل رئيس الحكومة هاني الملقي واركان الدولة وضع تصورات وسيناريوهات لتمرير الوجبة الثانية من قرارات رفع الاسعار واقرار ضرائب جديدة. وهذا ما يجري الترتيب عليه في مطابخ الاقتصادي والامني معا . ولربما هذا هو السؤال الانجع عن "الصيد الثمين" من زيارة الملقي لامريكا.