مدار الساعة - كتب .. اللواء الركن حسين محمد الحواتمة "المدير العـام لقـوات الدرك"
لأن القلوب تخفق في يوم ميلاد أبي الحسين، في أمر هو من أبجديات الحب والوفاء لمن عاش فينا ومن أجلنا، حاملاً على عاتقه كل همومنا، فإننا نطلق العنان لخواطرنا في يوم ميلاد جلالته، علّها تحمل من أرواحنا بعض ما يختلجها من مشاعر ولاء وعرفان، للملك الإنسان، حامل لواء الثورة العربية الكبرى، وصاحب الشرف الرفيع الضارب في عمق العروبة والتاريخ، الملك الذي بذل وأعطى لوطنه وشعبه، سنين علمه وعمله، فكان فينا القائد الشجاع، والمعلم الحكيم، والأب الحاني، والحقيقة أنه لو كان لي ألف لسان، لما عييت أن أردد كل كلمات الحب والولاء لجلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مع تيقني بأنّي لن أفي جلالته حقه، ولو أوتيت زمام اللغة، وناصية الكلام.
ولكن – ولكل شيء لا بد من لكن- فلنستوقف أنفسنا ها هنا قبل الإبحار في بحر اللغة، ولنسأل أنفسنا صادقين، هل يكون حبنا وولاءنا لجلالته بمجرد جزيل الكلمات، وبليغ العبارات؟ وهل قدمنا من أفعالنا ما كافأ منها عهودنا وكلماتنا؟ ولنقرأ ببصائرنا قبل أبصارنا، ولنستمع بضمائرنا قبل آذاننا لما يطلبه جلالة القائد من كل أردني على اختلاف مكانه، ومكانته، والماثل في قول جلالته: " أطلب من كل مواطن أن يعبر عن حبه لبلدنا العزيز من خلال احترامه لقوانينه، وأن يكون عهدنا بأن يكون مبدأ سيادة القانون الأساس في سلوكنا وتصرفاتنا"، وهو ما ورد من قولٍ لجلالة القائد الأعلى، في ورقته النقاشية السادسة، والموسومة بـ "سيادة القانون أساس الدولة المدنية"، وهي الورقة التي خطت بين سطورها حِكَماً، ووضعت لنا من توجيهاتها أركاناً نبني بها وطناً ملؤه العدل والسلام.
لذا، وتجسيداً لتوجيهات جلالة القائد، فقد صار من الواجب علينا أن نستبدل الكلمات بأفعال تُظهر حقيقة ما يجيش في خواطرنا من مشاعر حب واعتزاز، وأن نصنع من ولاءاتنا جسوراً تمضي بنا نحو رفعة وطننا وامتنا، فلنكتب بالسواعد وبالعقول، ونقرأ ما بين السطور، ونمضي لخير الوطن، مؤدين كل ما علينا بلا انتظار أو تردد، ولننهض بمسؤولياتنا، ما كبر منها وما صغر، ملتزمين بقواعد الأخلاق، وضوابط التشريع، قائمين بالحق بلا خوف ولا وجل، فالأوطان لا تنهض بالمترددين، ولا بالمتوجفين، وإنما الاجتهاد أساس النجاح، والأمانة درب الوصول، وأقصر الطرق ما كان أكثرها استقامة.
فلنتخذ من يوم ميلاد القائد، ومن كل يوم نستيقظ فيه مدعين حبنا وولاءنا، يوماً للوفاء، تتحدث فيه الأفعال لا الكلمات، نميط فيه حجراً، أو نزرع غرساً، أو نحرس ثغراً، ولنمضي خلف جلالة القائد الأعلى معتمدين على أنفسنا، لا على غيرنا لبناء مستقبلنا، ولنُخرج من عباءة الوطن أفضل ما عندنا لنبهر به الدنيا، ولنبحر نحو الغد الواعد عاقدين العزم على الوصول، حاملين الإبداع في صناديق عتادنا وعدتنا، فكل ما يلزمنا بين أيدينا، وللأردن عقول خلاقة، وسواعد قادرة على الإنجاز، وكم من وردة فواحة أزهرت من صخورنا، وكم من نخلة باسقة أثمرت في صحرائنا، وكم من أردني ارتقى سبل النجاح، وأفاض مما تعلم في هذا الوطن على غيره من الأوطان.
فلنمض على دروب الحق نطوي المسافات، نقهر التحديات بالفكر وبالعمل، ونبني من رؤى جلالة القائد الأعلى واقعاً راسخاً، نؤسس من خلاله لمستقبل الوطن والأجيال، نمارس فيه الوفاء فعلاً لا قولاً عبر احترام القوانين، والعمل على إنفاذها بقوة وبإخلاص، ولنا في القائد الهاشمي، ثابت الفؤاد، رابط الجأش كل مثل وعبرة.
هذا ما ندين به للوطن، وهكذا يكون الوفاء ورد الجميل لصاحب الفضل علينا، جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وهو العهد لجلالته منا في قوات الدرك بأن نبقى الرجال الأوفياء، المحافظين على أمن الوطن وكبريائه، العاملين على إنفاذ القانون وضمان سيادته، بنزاهة، وعدالة، ومساواة، متحلين بأخلاق القوة، ومتسلحين بقوة الأخلاق، واضعين نصب أعيننا توجيهات جلالة القائد الأعلى دستور عمل, وميثاق شرف, لا نحيد عنهما أبداً, سائلين المولى – عز وجل – أن يمد في عمر جلالته، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية، وأن يديم على وطننا أسباب التقدم والازدهار, وكل عام والوطن، وجلالة القائد الأعلى بخير وسلام.