مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط – وسط حشد كبير تقدمه شخصيات وطنية اعلن حزب الشراكة والانقاذ اليوم السبت اشهاره مؤكداً مسعاه ليكون الاردن دولة النموذج العربي القائمة على المدنية والديمقراطية واساس انطلاقها المواطنة.
وبين الحزب ان شخصياته المتباينة فكريا والمتعددة المسارب والعريقة في انتماءاتها السياسية وبطروحاتها قد صاغت سبعة عشر مبدأ توافقت عليها وجعلتها أساسا لعملها.
واكد الحزب مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها قضية اردنية بامتياز وضرورة ارجاعها الى اصلها العربي والاسلامي والعمل على تثبيت الفلسطينيين في ارضهم ومدهم بكل وسائل الصمود والثبات امام الغطرسة الصهيونية.
والقى الكلمة الرئيسية في حفل الاشهار رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات سلّط الضوء خلالها على مواكبة الاردنيين بمراحل تأسيس الدولة ومشاركتهم بكفاءة في تطويرها وتحقيق انجازات قبل ان يشهدوا اختلالات في ادارة دولتهم خلال ربع القرن الماضي.
وقال عبيدات ان هذه الاختلالات أثقلت ضمائر الاردنيين واهدرت مقدرات وطنهم كما اقدمت بعض الحكومات المتعاقبة على السلطة بارتكاب خطايا بحق الشعب الاردني بدءاً بسن قانون انتخاب فريد من نوعه عام 1993 مزق النسيج الوطني للبلاد وتحملت حكومة اخرى مسؤولية تزييف ارادة الناخبين بصورة فاضحة عام 2007.
واضاف ووقع البعض الآخر معاهدة ظالمة لما سمي بمعاهدة السلام في وادي عربة عام 1994 مع عدو عنصري لا يؤمن بالسلام ولا يحترم مواثيقه وها نحن اليوم نقطف ثماره المرّة.
وزاد عبيدات الذي حظي بالتصفيق الحار "وفي عام 2015بادرت احدى الحكومات الى تأسيس لاتفاقية الغاز الاسرائيلي وفي العام 2016 جاءت حكومة اخرى فاستهانت بالشعب الاردني ووقعت الاتفاقية مع ان جميع الدلائل كانت وما تزال تؤكد عدم حاجة الاردن لهذه الصفقة المشبوهةلانها لا تخدم سوى الاقتصاد الاسرائيلي وبذلك رهنت مستقبل الطاقة في وطننا بيد من لا يؤتمن عليه".
وبين عبيدات انه تم خلال العقدين الماضيين انتهاج سياسات هجينة دمرت التعليم وافسدت مناهجه وخربت الصناعة والتجارة والزراعة فازدهر التهريب وانتشرت تجارة وتعاطي المخدرات وصناعتها وتفشي الفساد والترهل والرشوة في جميع مفاصل الدولة وادارتها .
وابدى عبيدات ملاحظات وتساؤلات حول مدى جاهزية الاحزاب الجديدة لحمل الاهداف النبيلة والنضال من اجل تحقيقها وهل تمتلك برامج عملية بمستوى التحديات والقدرة على تجفيف منابع الفساد واستئصال بؤر الفقر بعد ان فشلت السياسات الرسمية في معالجتها وحولت شرائح كبيرة من المواطنين الى طبقة من المتسولين امتهنت كراماتهم وقتلت فيهم روح المبادرة والعمل الشريف والثقة بالنفس.
وركز وزير الخارجية الأردني الأسبق الدكتور كامل ابو جابر على وحدة الشعبين الاردني والفلسطيني وتداخل القضية الفلسطينية وتاريخيتها مع الحالة الاردنية وامتزاج الدم الواحد وما قدمه الاسلام من قيم روحية في التعايش الديني وقبول الاختلاف في الرأي .
من جهته اكد امين حزب الشراكة والانقاذ الدكتور محمد الحموري ضرورة قيام الدولة المدنية التي يسود فيها القانون الذي يضعه الشعب صاحب السلطة وضرورة الالتزام التبادلي بين الحاكم والشعب وكذلك رقابة الشعب على اداء السلطة التنفيذية من خلال ممثلين منتخبين وفق قانون انتخاب ملائم وحياة حزبية وتعددية سياسية حقيقية.
وعزا الحموري سبب استمرار الوجود العربي رغم ضعفه وبقاء العربية لغة له هو الاسلام العظيم مشيراً الى ان اوروبا بدأت دكتاتورية استبدادية مطلقة وانتهت الى حكم ديمقراطي بعد دماء لمدة قرون.
والقى الشاب الدكتور علاء القضاة كلمة عبر فيها عن تطلعات الشباب الاردني ودوره في الحياة السياسية وعن واجبه تجاه وطنه.
وقال ان الحاضر للشباب والمستقبل ايضاً مشيراً الى ضرورة من يتقدم الصفوف هو من يخرج البلد من قيود الفقر والظلم والتهميش والعيش بكرامة وانه لا يمكن ان تستطيع شريحة واحدة بناء الوطن وانقاذه.
وناقش الدكتور سالم الفلاحات واللواء المتقاعد سلمان المعايطة والدكتور خالد حسنين والدكتور محمد حسان ذنيبات والدكتورة رلى عبدالهادي محاور لحلقة اعلامية اعدها فريق اعلامي بالحزب تعنى بالعمل السياسي الحزبي والشراكة ودور المرأة وارساء قواعد العدالة والمساواة.