مدار الساعة - كتب: نهار ابو الليل - استوقف الشارع الأردني موقفان حصلا أو قل مشهدين تحت قبة العبدلي اليوم الثلاثاء.
الأول: حين تجمهر نواب الشعب حول رئيس الوزراء يستجدونه قراراً هو حق مشروع للشعب قبل النواب المسؤولين عن محاسبة الحكومة على كل شاردة وواردة، هذا الاستجداء الذي ما عهده شعب تربى على الكرامة دفع الشارع للتساؤل، هل هؤلاء نواب في مجلسٍ منتخب من قبل الشعب؟
دعك من هذا المشهد
المشهد الثاني : خلال استجداء بعض النواب، قال أحدهم لرئيس الوزراء: المواطنين مسخمين، أجاب السيد الرئيس متجهماً: فش عنا مسخمين، الأردنيين الهم كرامة.
هل فهم الرئيس حقا كلمة (مسخم) أم أن الموقف كان يحتاج الى شيء من (الحندقة) ، فقط المهم أن يجيب بأي شكل؟
دولة الرئيس من الطبيعي أن يكون الأردني صاحب كرامة وبنفس الوقت (مسخم)، ومن الطبيعي أن (تنعجق) في الرد على النائب ، فقد تكون هذه الكلمة عيبا في مناطق الأثرياء.
اذا أردت أن تعرف (المسخمين) يا دولة الرئيس، ما عليك الا أن تخرج من الدوار الرابع وحدود عمان الغربية، وستفاجأ بالتأكيد بكمية مسخمين يمشون على الطرقات ونيامٌ في الحافلات هدّهم يومُ العمل، وعمال وطن يهدهدون أحلامهم بين كل شبر يكنسونه حتى لا تكبر أكثر، ما عليك الا أن تسمع الريح وهي تعوي بين أزقة الحارات الضيقة تنبّه الفقراء بقدومها، أو ألق نظرة على المخيمات حين تُمطر السماء وهي حزينة على من أنهك (الزينكو) جسد أطفاله .
بدك تعرف شو يعني مسخم دولة الرئيس؟
المسخم هو مواطن أردني شريف صاحب كرامة يذهب الى عمله وهو يدعو الله أن ييسر أمره حتى يعود بِقوت يومه الى أطفاله، هو نفسه الذي يُطَارِد خلفه أبو خضر صاحب البقالة لأن دينه ملأ حاشية الدفتر، أرأيت أبو خضر، قبل أن يُطَارِد المواطن المسخم، يُطَارَد من قبل تاجر الجملة لأنه ما عاد قادرا على سداد ثمن البضاعة، انتظر لحظة، تاجر الجملة يصله كل يوم مبعوث من المحكمة لأن لديه كمية لا بأس بها من الشيكات المرتجعة.
المسخمين يا دولة الرئيس حلقة متكاملة تدور حول بعضها ونفسها، في منأى عن عالم الثراء والبذخ الذي لا يمت للطبقة المسحوقة بأية صلة.
دولة الرئيس كثيرٌ من (المسخمين) حين ترتجف أوصالهم من البرد ولا يجدون ثمن غاز أو كاز، أول ما يفعلونه هو أن يرفعوا أيديهم الى السماء .....!!
